17.1 C
Damascus
الجمعة, أكتوبر 18, 2024

دمشق.. كارثة صحية بالأفق بسبب نقص أطباء التخدير

فادي شباط – وكالة سنا
تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد مخاوف كبيرة جراء قلّة عدد العمليات الجراحية بسبب النقص الحاد في أطباء التخدير.
وتحتاج المشافي هناك إلى نحو 2000 طبيب تخدير على الأقل، في حين أن العدد الموجود حالياً لا يتجاوز 500 طبيب ينتمون إلى الفئة العمرية ما بين 55 إلى 65 عاماً.
وتعاني دمشق وريفها بشكل خاص والمناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد بشكل عام، من الهجرة المتنامية لأطباء التخدير، إذ يتوجه غالبيتهم إلى موريتانيا والصومال، ويتقاضون هناك بين 2000 و3000 دولار أمريكي شهرياً، بينما لا تتجاوز رواتبهم في سورية 300 دولار أمريكي.
مصادر محلية من القطاع الصحي في دمشق أكدت لـ “وكالة سنا” أن العمليات الجراحية في مستشفى المواساة العام شبه متوقفة، حيث لا يوجد في المستشفى سوى 10 أطباء فقط، أغلبهم على أبواب التقاعد، ويمارسون وظيفتهم في 45 موقع عمل داخل المستشفى.
وبسبب النقص الحاصل يضطر طبيب تخدير واحد للإشراف على أكثر من غرفة عمليات، الأمر الذي يُفاقم من أعبائه، ما قد ينتج عن ذلك اختلاطات للمرضى ربما تنتهي بكارثة.
وتتجسد مطالب أطباء التخدير في الحقوق المادية وتوحيدها عند مختلف الوزارات، وتوحيد قانون المشافي، أقلها ما بين مشافي الوزارة الواحدة، وتحسين طبيعة العمل، وفق ما قال لـ “وكالة سنا” الطبيب “ف – س”.
ونبه محدثنا إلى أهمية تطبيق قانون عادل تكون فيه حصة طبيب التخدير 40% على أقل تقدير، ونصيب الفني 10%، كونهما يشكلان مع الجرّاح فريق عمل واحداً، مضيفاً بأن الطبيب الذي يتعرض لغبن لا يعلم إلى من يشتكي بالتزامن مع غياب جهاز الرقابة الرسمية.
رغم صدور عدد كبير من القوانين المتعلقة بالقطاع الصحي في السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تُوضع حيّز التنفيذ، حيث لا تزال الفجوة كبيرة بين الأجر الذي يتقاضاه الجرّاح وطبيب التخدير في المستشفيات العامة والخاصة على حدٍ سواء.
ساهمت الهجرة مؤخراً باستفحال مشكلة نقص أطباء التخدير الحاصل، ما انعكس سلباً على باقي الخدمات الصحية، لأنه الشريان الذي يضخ لكل الجراحات من أعقدها إلى أيسرها، والذي يغذي كل مفاصل الجراحة، كونه يشمل مختلف وظائف الجسم، بحسب ما قالت يوم أمس لوسائل إعلام محلية رئيسة قسم التخدير والعناية المشدّدة في كلية الطب البشري الدكتورة فاتن رستم.
وأشارت رستم إلى أن سورية مقبلة على كارثة كبيرة خلال السنوات الخمس القادمة، مؤكدةً افتقار القطاع الصحي لآلية صارمة من خلال تطبيق قوانين تضمن حق طبيب التخدير.
في ذات السياق يعزف كثير من طلاب الطب البشري في الجامعات عن دراسة اختصاص التخدير بسبب إدراكهم بأن حقهم المادي مستقبلاً سيكون مفقوداً، بالإضافة لما يتعرض له طبيب التخدير من ضغوطات نفسية ومناوبات طويلة.
يُذكر أن كافة دول العالم تُولّي اختصاص التخدير تقديراً فائقاً لما له من دور هام بتسهيل العمليات الجراحية وعمله بظروف استثنائية جداً.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار