انتقد الصحفي والناقد الفني السوري محمد منصور مسلسلات البيئة الشامية التي يعرض العديد منها حالياً خلال شهر رمضان، والتي أصبحت تنتج بكثرة خلال السنوات الأخيرة.
منصور فتح النيران على هذه المسلسلات التي تعمل على تشويه البيئة الشامية، وأصبحت عبارة عن أعمال استثمارية تنتج لأجل طلبها من قبل القنوات فقط، لا لأجل التوثيق أو تقديم قضايا تهم المجتمع.
وقال في منشور على صفحته في الفيس بوك: “لن تجدوا في حياتكم أغبى ولا أتفه من كتاب مسلسلات البيئة الشامية الذي تكاثروا كالفطر السام في العشرين عاما الأخيرة، ومعظمهم ليسوا من أبناء دمشق ولم يعيشوا في بيئتها الشعبية التي يصورونها، فهم يكتبون عن بيئة لا يدركون أبعادها ولا يعرفون تقاليدها التي كانت ترقى إلى مستوى القوانين الاجتماعية الصارمة”.
وذكر منصور مثالاً على ذلك مسلسل (العربجي) للكاتبين عثمان جحا ومؤيد النابلسي، مشيراً إلى أن العمل سهل تدبير تهمة ممارسة الزنا لابنة العربجي في لعبة ماكرة يكون زعيم الحارة الجديد ضالعاً فيها، وسرعان ما يحضرون (الداية) لفحصها، في مشهد غاية في قلة الذوق والحياء.
وأوضح أن الداية سرعان ما تشهد الزور على الفتاة، لافتاً إلى أن الداية سابقاً هي من كانت تؤتمن على أسرار بيوت الحارة وشرف نسائهن هل يمكن أن تكون بمثل هذا التهتك مهما سعى مخرج تافه كسيف السبيعي ليجدد على أساس أنه يغير الصورة النمطية ويقدم فانتازيا؟!.
وأردف منصور قائلاً: “عشت أربعين عاماً متواصلة من حياتي في دمشق، وكان بيتنا الدمشقي الكبير في قلب أعرق الأحياء الشعبية، وورثت ذاكرة الجدود والجدات وأحاديث المجالس الاجتماعية في شتى المناسبات وذاكرة تجار الأسواق العريقة وحكاياتهم، ناهيك عما قرأته في الكتب التي لا تحصى عن دمشق أو عما وثقته بنفسي في كتبي، لكنني لم أقع مرة على ذكر حادثة التأكد من عذرية فتاة متهمة بجلب الداية لفحصها”.
وأشار إلى أن تلك الحوادث المهينة التي تتكرر في مسلسلات البيئة الشامية، فـ “يسرق كتاب تلك المسلسلات هذه التيمات التافهة من بعضهم بعضا، ويكررونها”.
ونبه إلى أن “المجتمع الدمشقي مثله مثل أي مجتمع مديني محافظ، يميل إلى التلميح لا التصريح، والخجل والحياء والتعابير الملطفة لكل ما يخدش الذوق العام سمة من سمات الحياة فيه كما عشتها وعاشها الكثيرون وخبروها، أما هذا التصريح الفج والمقرف بأحداث وحالات مفبركة أصلا فلا يشبه إلا صناعه وزمنه”.
وخلال شهر رمضان المبارك تعرض العديد من المسلسلات ضمن نطاق البيئة الشامية، والتي بات لها سوق كبير في الإنتاج والبيع للقنوات العربية، وتقدم هذه المسلسلات صورة مشوهة للعاصمة دمشق ولأهل الشام عموماً.