18.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 21, 2024

كتاب عشرة أمور تمنيت معرفتها قبل دخولي الجامعة للدكتور ياسر بكار

إعداد عثمان علي

لو سألت كل من خاض تجربة الدراسة الجامعية فسيخبرك عن عدد كبير من الصعوبات والتحديات التي كان عليه خوضها واجتيازها دون هاد أو دليل، وسيخبرك عن عشرات التجارب والخبرات التي عرفها بعد أن تخرج في الجامعة، ما سبق كان جواب المؤلف الدكتور ياسر بكار عن سؤال لماذا هذا الكتاب؟

حياة جديدة رتبها صح!

مع كلمات “مبارك مبارك” التي تنهال عليك بعد ظهور نتائج الثانوية العامة يقول الكاتب: “يظهر أمامك السؤال الأصعب: ثم… ماذا بعد؟ إلى أين سأمضي؟ كيف سأختار الكلية التي سأدرس فيها؟”، على كل طالب أن يفكر في هذه الأسئلة ويتأمل.

أيها الطالب، اسأل نفسك ما التخصص الذي تود أن تكمل فيه حياتك؟ ما التخصص التي سيأخذ جل وقتك؟ واسأل نفسك أين ترى نفسك بعد عشر أو خمسة عشر عامًا؟ كذلك – أيها الكريم – اسأل أهل الخبرة والاختصاص عن الاختصاصات التي يتوقع لها النمو في المستقبل، وقبل ذلك لا تنس ميولك وقدراتك وطموحاتك.

هذه حياة جديدة ومرحلة جديدة، رتب حياتك اليومية، ولا تكترث لما سيمر على مسمعك في السنة الأولى الجامعة من ألقاب وأوصاف من زملائك في السنوات المتقدمة، ولذلك نصحك الكاتب بأن تكون متقبلًا لمصطلحات جديدة وغريبة ومع الوقت ستتحول إلى لغتك اليومية، ولعل الكاتب يريد أن يقول لك: لا تجعل لتلك المصطلحات أثرًا سلبيًا على حياتك.

حياتك الأكاديمية

إن السمة الأساسية التي تجمع بين كل المميزين والناجحين في العالم هي عملهم الدؤوب يومًا بعد يوم من أجل التعلم واكتساب المعرفة والمهارة التي حققت لهم النجاح.

فقدم الكاتب بعض الأفكار من أجل بداية ناجحة لحياتك الأكاديمية: كن جاهزًا للدراسة، وابدأ من اليوم الأول في المذاكرة، اسأل عن المراجع والكتب للمادة، ولا تفقد ثقتك بنفسك، واعلم أن الغياب أحد أسباب الفشل، ولا تقارن نفسك بزملائك.

وعن سؤال، كيف تضاعف قدرتك على التعلم؟ ذكر المؤلف بعض الطرق والتقنيات التي ستضاعف بها قدرتك على التعلم والتحصيل، منها: قبل كل شيء العمل ثم العمل، وموقفك النفسي تجاه التعلم، كن متعلمًا فاعلًا، وأشرك كل الحواس في التعلم، ولخص المادة التي بين يديك.

مهارات نفسية

يقول المؤلف إن كل طالب جامعي يمكن أن يحدثك عن تلك اللحظات التي شعر بأنه أمام مناهج صعبة للغاية، وبأنه مثقل بأعباء لا طاقة له، ويؤكد الكاتب أن مثل هذه المواقف هي إحدى أشكال الضغط النفسي التي يتعرض له الطالب في الجامعة.

وقدم الكاتب خطوات عملية للتخلص من الضغط النفسي منها التعرف على أنك تحت ضغط نفسي وتسعى للتعامل معه بشكل صحيح، وكذلك أتح فرصة للآخرين لمساعدتك، وانتبه للأمور غير المهمة، وقم بممارسة الرياضة، وغير ذلك من النصائح المهمة، (الصفحة 62).

حياة جديدة… علاقات جديدة

يشير الكاتب إلى أن الشاب في الجامعة قد لا يأبه للتعرف على أشخاص جدد، ويعيد سبب ذلك إلى عدم وجود الوقت الكافي أو عدم إدراك أهمية التعارف ومد العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.

وقال: “ابذل كل جهد واستغل كل فرصة تجمعك بأشخاص جدد من كل الطبقات والفئات.. احرص على التعرف عليهم والتواصل معهم بشكل لائق، ولا تستخف بأي علاقة مهما كانت فإنك لا تدري كيف ستضيف إلى حياتك في المستقبل”.

وذكر الكاتب أن الدعوة إلى الله واجب، وهي من واجبات الصداقة، كما أكد أن أهمية الانطباع الأول هو الأخير، وتحدث عن أهمية الكياسة الاجتماعية في المحاضرة، موعد زيارة الأصدقاء، طريقة الحوار والمناقشة.

نظم وقتك

لا يخفى على طالب ذي لب أهمية الوقت في الدراسة والتعلم، وقد قدم الكاتب أربعة أسباب لسؤال، لماذا الحديث عن الوقت؟ أولًا: الوقت سلعة غالية لا يمكن حفظها أو استبدالها أو استرجاعها، ثانيًا: إدارة الوقت بشكل جيد تمنحك المزيد من الساعات كل أسبوع لتقضيها فيما تحب.

ثالثًا: إدارة الوقت وتنظيمه لا تعني أن تقتطع من أوقات راحتك بل أن تستخدم وقتك المتاح بشكل أذكى لتحقيق إنجازات أكاديمية واجتماعية، رابعًا: إدارة الوقت ستخفف عنك الضغط النفسي الذي تفرضه عليك طبيعة الدراسة الجامعة.

من أجل حياة أكاديمية ناجحة

يؤكد الكاتب أن رحلة الطالب تبدأ من يومه الأول في الجامعة، وأن وجود الطالب في الجامعة هو لهدف واحد يكمن في بناء المستقبل، ويشير الكاتب إلى أن الشهادة الجامعية وحدها ستؤهل الطالب إلى أن يكون أحد أعضاء نادي “العاطلين عن العمل”، ويذكر مهارات عديدة على الطالب إتقانها يمكن الرجوع إلى الكتاب، والتعرف عليها (ص 113).

بعيدًا عن الدراسة، ذكر الكاتب أهمية النشاط الطلابي باختلاف أشكاله وأنواعه خلال السنوات الدراسية في الجامعة، ويؤكد أن المشاركة في النشاط الطلابي هي فرصة أساسية لتطوير مهارات الفرد وقدراته في التفكير النقدي والتحليل والعمل الجماعي وقيادة الآخرين.

الحب والجنس والزواج، يذكر صاحب الكتاب قصصًا لطلاب كيف أثر عليهم “الحب المزعوم” على حياتهم الجامعية ومستواهم الدراسي، ويتحدث الكاتب عن أصل هذه المشكلات منها ما يعود إلى طبيعة الجامعة بالاختلاط، ومنها إلى ضعف الشاب وعدم الوعي الكافي خلال تلك الفترة العمرية.

هكذا دمروا حياتهم، رغم ما في الحياة الجامعية من روعة، إلا أنها كانت لعدد من الطلبة السبب الرئيسي لدمار حياتهم، ويذكر المؤلف الأسباب: الصحبة السيئة والتربية الفاسدة، وحب الاستطلاع، والضغط النفسي والهروب من الواقع، كما يحذر من الكحول والمخدرات ويفند في ذلك. فاحذر أيها الطالب.

وداعًا… حياتك الجامعة

يتحدث المؤلف عن أقوى أنواع الصداقة هي التي تتكون في الجامعة، بسبب قضاء الوقت الطويل معًا وفيه كثير من التحديات والصعوبات والمسرات، ويقول: “لن يزول الانطباع الجميل الذي تركته في قلب كل من قابلته”.

ويحدثنا عن الفخ الأكبر، ويقصد بذلك الألقاب (مهندس، طبيب، معلم) حيث إنه من الضروري عدم الغرور بهذه الألقاب والنظر جيدًا إلى فرص الحياة ومتابعة التعلم. والجامعة الجيدة بحسب رأي الكاتب – وهذا ما يتفق عليه كل عاقل – هي التي تعد كل طالب لأن يخرج إلى هذا العالم الواسع بثقة وطموح وقدرة على بناء مستقبل مهني مميز.

ومن الأمور المؤلمة أن طلاباً جامعيين لم يقرؤوا كتاباً منذ تخرجهم وهذا بإقرارهم، فالتحديات كبيرة، والعالم في تغير مستمر والعلم يتطور بشكل يصعب علينا مجارية هذا التطور فكيف لمن يتوقف عن التطور والتعلم. فالشهادة الجامعية مهمة وأداة مهمة، ولكن لا بدّ من أدوات أخرى تساعدها في مواجهة تحديات المستقبل.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار