وكالة سنا – خاص
نشأة مرتزقة “فاغنر
ظهرت مجموعات “فاغنر” لأول مرة أثناء الهجوم على جزيرة القرم الأوكرانية واحتلالها عام 2014م، وفي شرق أوكرانيا حيث ساعدت “فاغنر” الانفصاليين المدعومين من روسيا في السيطرة على الأراضي الأوكرانية في منطقتي دونيتسك ولوهانسك.
وهذه المجموعات منتشرة في عدد من الدول التي تشهد صراعات داخلية، فلقد دخلت ليبيا بدعوة واتفاق مع الجنرال “خليفة حفتر” لمواجهة الحكومة المنتخبة، وهي موجودة في جمهورية إفريقيا الوسطى، وفي عدد من بلدان القارة السمراء.
وعلى الرغم من أن هذه المجموعات روسية وتأخذ أوامرها من وزارة الدفاع الروسية، أنكر الروس في مناسبات عديدة صلتهم بها، وما ساعد على ادعائهم هذا أن المجموعة غير مسجلة في روسيا حتى اليوم، وهذا ما أكده العميد “عبد الباسط عبد اللطيف” عضو الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني السوري في تصريحات خاصة لوكالة “سنا”، حيث قال: “إن القانون الروسي لا يسمح بتأسيس شركات عسكرية خاصة على أراضي الاتحاد الروسي ويجرم القانون الروسي عمل الأفراد المرتزقة، إلا أنها تسمح للشركات التي تديرها الدولة أن تكون لها قوات مسلحة خاصة ومؤسسات أمنية فضلاً عن وجود شبكة كبيرة من المتعهدين يسمحون للمواطنين الروس بالعمل بالشركات العسكرية الخاصة “.
وأضاف أن “الحكومة الروسية تلجأ للتحايل على هذا القانون بتسجيل تلك الشركات الأمنية والعسكرية خارج البلاد، كقبرص ومالطا وجزر البهاما، وهو ما يسمح لروسيا بالتخلص من أعباء التجاوزات والجرائم التي ترتكبها تلك المجموعة، والعمليات القذرة التي لا يريد الجيش الروسي نسبها له”.
وأوضح العميد عبد اللطيف أن هناك وقائع كثيرة تؤكد أن مجموعة فاغنر خاضعة للدولة الروسية ومنها الصراع الدائر بسورية، فهناك العديد من مقاتلي فاغنر الذين أصيبوا بسورية يتم علاجهم وإعادة تأهيلهم بالمشافي العسكرية الروسية، وأيضاً يتم نقل مقاتلي فاغنر إلى ليبيا عبر طائرات تابعة للقوات الجوية الروسية”.
متى دخلت ميليشيا فاغنر إلى سورية وكم عددها؟
دخلت ميليشيا فاغنر سورية بأواخر عام 2015 بعد التدخل الروسي المباشر، كإحدى الشركات الأمنية الخاصة وقد اعتمدت ببداية دخولها على مؤسسة أمنية مرخصة بسورية هي مؤسسة (أسس هانتر).
أما عن عدد قوات “فاغنر” في سورية أجاب العميد عبد اللطيف أن “التقديرات وفق مراكز الدراسات ما بين 6 آلاف و 20 ألفاً لكن الأرجح وفق إحداثيات فاغنر السنوية فإن عددهم بسورية 6 آلاف مقاتل منهم 2500 روسي ومن دول الاتحاد السوفييتي سابقاً، و3500 سوري، حيث تجري مع المتطوعين عقوداً داخلية بين فاغنر والمتطوع كراتب أو مساعدة، وهم يقومون بمسؤوليات معينة ولمدة محدودة قابلة للتجديد، ومن أعمالهم في سورية حماية حقول النفط والغاز ومناجم الفوسفات، ومن أبرزها حقل الشاعر النفطي بريف حمص الشرقي وحقول ( الهيل وأرك وحيان وجحار والمهر وأبو رباح) بمنطقة تدمر”.
كيف يتم الدفع لفاغنر في سورية؟
منح النظام مرتزقة فاغنر صفقات ضخمة -حسب العميد عضو الائتلاف الوطني- وذلك في عام 2018 من خلال شركة ميركوري، والذي سمح للشركة بموجبها التنقيب في منطقة بلوك 7 بدير الزور، وشركة نيلادا بمنطقة بلوك 23 حقل الغاز شمال دمشق، وتتبع الشركتان لقائد فاغنر يكفيني بريغوجين”.
حيث تأخذ فاغنر حصة 25 % من عائدات النفط والغاز بالحقول المذكورة كونها ساهمت بالاستيلاء عليها من داعـ.ـش وفق صحيفة نوفايا غازيتا الروسية، وبعام 2021 امتد استحواذ فاغنر في سورية إلى مياه البحر الأبيض المتوسط بعد مصادقة رأس النظام على اتفاق معها، يمنحها حق التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط”.
هل امتد تمرد فاغنر على القيادة الروسية لسورية؟
بينما كان مقاتلو “فاغنر” يتقدمون باتجاه موسكو، في محاولة تمرد أواخر يونيو/ حزيران الماضي، اتخذ نظام الأسد والقادة العسكريون الروس المتمركزون هناك، مجموعة من التدابير والإجراءات السريعة ضد أفراد المجموعة العسكرية الخاصة المنتشرين في سورية لمنع اتساع نطاق التمرد.
ونقلت “رويترز” عن مصادر وصفتها ب “المطلعة على الأمر”، أن الحملة شملت قطع خطوط الاتصال الهاتفي، واستدعاء نحو عشرة من قادة “فاغنر” إلى قاعدة عسكرية روسية، وإصدار أوامر لمقاتلي المجموعة بتوقيع عقود جديدة مع وزارة الدفاع الروسية أو مغادرة سورية على الفور.
العميد “عبد الباسط عبد اللطيف” أكد أن التمرد الذي حصل بأوكرانيا لن تمتد آثاره لسورية، وذلك لعدة أسباب منها: امتلاك روسيا أدوات كثيرة بسورية لاحتواء فاغنر، وكذلك كثرة الفاعلين على الأرض السورية كقوات النظام والمليشيات الإيرانية وغيرها، وكذلك لا تمتلك غالبية الشركات الأمنية الخاصة سوى أسلحة خفيفة إلى متوسطة فهي غير قادرة على إحداث أي تغيير على مساحة الأرض السورية، وهي لا تستطيع التحرك في سورية دون تغطية من قبل القوات الروسية، سواء ميدانياً كتغطية جوية أو حتى الإمدادات من القواعد العسكرية الروسية.
وأضاف أن هناك مراقبة من قبل قاعدة حميميم العسكرية على العلاقة بين فاغنر والمجموعات السورية، لذلك لا تمتلك فاغنر مساحة تأمين لها على الجغرافية السورية من دون القوات الروسية.