8.4 C
Damascus
الإثنين, نوفمبر 25, 2024

“المقاومة الشعبية” ميليشيا في سورية تحاكي حزب الله في لبنان

وكالة سنا – خاص

ظهر مؤخراً على وسائل الإعلام الإيرانية ومن يواليها مصطلح “المقاومة الشعبية السورية” في المناطق الشرقية من سورية، واستفردت تلك الوسائل بذكر هذا المصطلح حيث لم نجده في وسيلة إعلامية عالمية أو عربية.

صحيفة المنار المقربة من ميليشيا “حزب الله” اللبناني نقلت عن تلك “المقاومة” قيامها باستهداف أماكن وجود القوات الأمريكية ولا سيما في حقلي النفط كونيكو وعمر، وقاعدة الشدادي الأمريكية، كما نشرت قناة العالم الإيرانية خبراً تحت عنوان (قصف جديد على المواقع الأميركية في سورية و’المقاومة الشعبية’ تتبنى هجمات نهار السبت)، وجاء في صحيفة عبد الباري عطوان “رأي اليوم” مقالاً بعنوان (المقاومة الشعبية السورية: العملية الأخيرة ليست كما قبلها.. فما القادم؟) وتحدث فيها الكاتب عن استهداف القوات الأمريكية في شرق الفرات.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية نفت أي استهداف لمواقعها هناك، حسب ما جاء في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

شكك بتلك “الرواية” عدد من الناشطين والإعلاميين وبعضهم ينحدر من تلك المناطق، حيث نفى الناشط “عهد الصليبي” بشكل جازم –في تصريح خاص لوكالة سنا- أن يكون هناك كيان مسمى بالمقاومة الشعبية، ولكنه أشار إلى أنّ إيران استغلت ما نقل من احتجاج العشائر العربية ضد قسد على أنها “مقاومة شعبية” مناهضة للاحتلال الأمريكي، وبدأت هذه الاحتجاجات قبل شهر نتيجة خلاف نشب بين مجلس دير الزور العسكري والذي هو جزء من تشكيلات ميليشيا “قسد”، وقيادة الميليشيا، والذي أدى لمصرع اثنين من أبناء العشائر.
وهذا ما أكده أيضاً الصحفي في شبكة عين الفرات “نورس العرفي” في تصريحات خاصة لوكالة سنا بقوله: “ما حصل لحد اللحظة لا يمكننا أن نسميه مقاومة ضد الوجود الأمريكي، وإنما هو عبارة عن خلافات داخلية ضمن التشكيل، بين قيادة ميليشيا قسد وبعض تشكيلات المكون العشائري المنضوي تحته (أحمد الخبيل) ومحاولة تنحيته عن منصبه”.
وعند سؤالنا عن الجهة التي تستهدف القوات الأمريكية، جزَم “العرفي” بأنّ من يقوم بتلك الأفعال هم الميليشيات التي تتبع لإيران بشكل مباشر التي تهدف لإخراج الولايات المتحدة من المنطقة.
وأضاف: “إنّ محاولة اخراج القوات الأمريكية من هناك، سيكون مصيرها الفشل، ولا سيما بعد سيطرتها على حقول نفط هامة كحقلي عمر وكونيكو، وقواعد إستراتيجية في الشدادي”.

وأشار الناشط “عهد الصليبي” إلى أنّ “إيران عملت على استغلال عودة “نواف البشير” أحد شيوخ عشيرة “البكارة” وتصالحه مع النظام، حيث تم استقباله في طهران من قبل القادة الدينيين والمعممين على أنه من أهل البيت، وأنّ عشيرته تعود بالنسب للحسين رضي الله عنه، محاولين ربطه بطهران دينياً –كعادة إيران دائماً- لضمان ولائه وعدم انقلابه عليهم مستقبلاً كما فعلها مع الثوار سابقاً، ولذلك عمدوا لتأسيس لواء الباقر وجعلوه قائداً له”.
وأكدّ “الصليبي” أنّ لواء الباقر لم يتجاوز عدده /300/ مقاتل مع أنّ قبيلة البكارة يتجاوز عددها المليون فرد –حسب تقديراته- وباعتقاده أن إيران فشلت في خلق جسم يتبع لها في سورية مثل حزب الله بلبنان، على الرغم من العمل والمحاولات التي استمرت لأكثر من 6سنوات لاستمالة الناس، لم تستطع إيران التأثير على أهالي المنطقة وما أنجزته لا يذكر، ولا يمكن التعويل عليه مستقبلاً.

وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح “المقاومة الشعبية” تم تداوله منذ سنوات عديدة، وتم التبشير به –من قبل محور الممانعة- ولكن في سياقات مختلفة، فلقد ورد على لسان المدعو “نصر الله” في خطاب تسويقي أمام أنصاره وذلك بعد بداية الثورة السورية بعامين (نقف الى جانب “المقاومة السورية” ونقدم دعمنا لتحرير الجولان) نقلاً عن وكالة رويترز.
وتناول الموضوع أيضاً ودعا له المدعو “ناصر قنديل” بمقال في صحيفة البناء قبل عام من الآن بمقال عنونه (المقاومة الشعبيّة السوريّة حقيقة قائمة)، حيث دعا فيه لقيام تشكيلات مقاومة شعبية أسوة بالمقاومة العراقية والمتمثلة بالحشد الشعبي، هذه المقاومة حسب تعبيره “هي نسيج اجتماعي ثقافي وطني سوري يقوم على الإيمان بأنّ طرد كل أشكال الاحتلال من الأراضي السورية يشكل الضرورة الملحة لاستكمال المشروع الوطني السوري الذي تمثله الدولة السورية”، وتابع: “تقاوم الاحتلال الأميركي وتتهيأ لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الجولان”.

يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية الموجودة في سورية أصبحت ذات نفوذ واسع وليس لنظام الأسد سلطة عليها، كما تعتمد إيران –إلى جانب الميليشيات- على الفرقة الرابعة في قوات الأسد التي يقودها المجرم ماهر الأسد.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار