أختتمت مساء أمس في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، ورشة تدريب “الذكاء الصنعي” التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة.
واستمرت الورشة لثلاثة أيام بمشاركة 25 متدرباً ومتدربة من العاملين في مجال الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وفرق تطوعية، بإشراف وحدة دعم الاستقرار.
وتم تصميم المادة التدريبية بسبب عدم توفر المعرفة الكافية لدى العاملين حول آلية عمل الذكاء الصنعي وطرق الاستفادة منه، إذ إن جميع الأسباب التي تم تزويد الناس بها غير واضحة، وفيها العديد من الثغرات التقنية، بحسب ما قال المدرب سامر خليل.
وصُممت المادة لتجيب على سؤالين فقط، هل استخدام الذكاء الصنعي أمر جيد أو سيء؟، وهل سيأخذ الذكاء الصنعي مكان البشر مستقبلاً؟، مع شرح آلية العمل والتواصل مع التقنيات بأبسط صورة، وأهمية الخبرة البشرية باستعمال الذكاء الصنعي وإجراء تمارين، دون توجيه الحضور لأجوبة محددة.
وأشار محدثنا إلى أن مخرجات التدريب تمحورت حول الفهم الكامل لآلية عمل الذكاء الصنعي، والقدرة على تحديد مدى استفادتهم منه، وكيف، وما المخاطر من استخدامه حالياً ومستقبلاً، وتغيير نظرة المشاركين للذكاء الصنعي من خارج حدود التفكير إلى شيء يمكن التحكم به بناءً على قدرة المستخدم، وبذلك يكون أصبح للمعارضين أسبابهم المنطقية الخاصة لرفضه، وللمؤدين أسبابهم المنطقية الخاصة لقبوله.
وشارك الصحفي والمدرس الجامعي حسن أسعد في الورشة للاطلاع على آخر ما توصلت إليه تقنيات الثورة الرقمية، ومعرفة مفهوم الذكاء الصنعي وكيفية التعامل معه وأهم تطبيقاته في مجال الاعلام، وحقق من الورشة فائدة مهمة حول كيفية الاستفادة من تطبيقات الذكاء الصنعي في مجال العمل الصحفي.
ونصح أسعد زملاء المهنة إلى تعلم تقنيات الذكاء الصنعي والتعامل معه سواءً في التحرير أو الجوانب الأُخرى باختلافها، باعتباره مساعداً في اختصار الزمن والتكاليف ويساعد في تقديم إنتاج إبداعي في تدريس الذكاء الصنعي في مختلف فروع الجامعات، ولا سيّما كليات ومعاهد الإعلام.
واعتبر أسعد ورشة تدريب الذكاء الصناعي من الورشات المميزة والنوعية الخارجة عن إطار الدورات والتدريبات التقليدية.
وترى الصحفية رفيف السيد أن هناك اتجاهاً متزايداً للذكاء الصنعي نحو دمج التقنيات والممارسات الحديثة من أجل تحسين التجربة التعليمية والعلمية الشاملة، كما أن للذكاء الصنعي القدرة على إحداث ثورة في طرق التفكير، لذا من الضروري على كل صحفي أو ذي مهنة مؤثرة حضور تدريبات الذكاء الصنعي والغوص بتفاصيله للمواكبة واكتساب مزيد من الخبرات والمهارات، كما أنه من المهم أن يتوجه الباحثون والمطورون لاستكشاف إمكانات الذكاء الصنعي في التعليم، والعمل على معالجة التحديات والمخاوف التي قد تظهر مع استمرار هذا النوع من التكنولوجيا في التحسن، وتنفيذها في نظام العمل الحالي بمناطق شمال غرب سورية.
وأجمع المشاركون على ضرورة توفير تدريبات مكثفة بذات السياق في المستقبل القريب لتوليد أفكار إيجابية لدى المجتمع وأصحاب الاختصاص والمستخدمين، وتعليم استخدامه بالطرق الصحيحة، والحد من جهل التكنولوجيا.
وتسعى وحدة دعم الاستقرار إلى تعزيز قدرات الصحفيين في منطقة شمال غرب سورية من خلال تقديم حزمة تدريبات إعلامية متخصصة، كجزء من مشروع حماية وتطوير الصحفيين والصحفيات بالتعاون مع الأجسام الإعلامية، وتقديم الدعم الضروري لتطوير المهارات والقدرات الإعلامية من أجل تعزيز دورهم الرئيسي في توفير المعلومات الصحيحة والموثوقة للجمهور، بحسب ما قال لـ “وكالة سنا” عبد الكريم درباس إعلامي في الوحدة.