لا تهدأ عمليات القصف الذي تتعرض له مناطق شمال غرب سورية، من إدلب جنوبًا، إلى حلب في الشمال الشرقي، حيث تقاسم ميليشيا قسد قوات الأسد، القصف والقتل والتدمير الذي ترتكبه بحق سكان المنطقة.
وبحسب مراسلنا، فإنه لم تهدأ مدفعية قوات الأسد وراجماته الصاروخية عن القصف لمنازل المدنيين في أرياف إدلب وحلب وحماة، فقد استهدفت أمس براجمة الصواريخ وقذائف الهاون محيط قرية الفطيرة جنوب إدلب ومحيط قرية كفر تعال غرب حلب ومحيط قرية العنكاوي بريف حماة الغربي.
من جهة أخرى، استهدفت مدفعية رابضة في مناطق قوات الأسد وقسد، قرى العجمي بريف مدينة قباسين والحمران والكريدية وعرب حسن والحلونجي والمحسنلي بريفي منبج الشمالي والغربي.
كما أصيب مدني بجروح في قرية “عرب ويران” شرقي حلب، جراء قصف مدفعي مصدره قوات نظام الأسد.
فيما دفعت قوات الأسد بتعزيزات عسكرية مؤلفة من 4 دبابات وثلاثة مدافع وعربات تقل ما يقارب 60 عنصراً نحو خطوط التماس على أطراف نهر الساجور شمالي منبج.
وأثبتت الأحداث الأخيرة من الانتفاضة العشائرية ضد ميليشيا قسد، مدى العلاقة المتينة بينها وبين قوات الأسد، التي ساندتها بكل قوة، بصد تقدم قوات العشائر في خطوط التماس في منبج والحسكة وتل أبيض، إضافة لمساندة الطيران الحربي الروسي لها.
صحيح أن ميليشيا قسد تطالب بإقليم مستقل للأكراد منفصل عن سورية، إلا أن التصرفات على الميدان توحي بأنها إحدى تشكيلات قوات الأسد الرديفة، ولا تنفك عن تزلف رضا “بشار الأسد” ونظامه، وكلما أحدق بها خطر حقيقي، يتسارع الأسد وايران وروسيا لإنقاذها من السقوط.
وهو ما يفسر حجم التآمر على سكان المنطقة المحليين، الذين عاثت بهم الميليشيات الإرهابية، قتلًا وتهجيرًا ودمارًا في البنى التحتية، ناهيك عن سرقة ثروات المنطقة وحرمان سكانها من الاستفادة منها.
هذا وتستمر الانتهاكات بحق الشعب السوري على مدار 12 عاماً، وسط خذلان دولي بتحقيق مطالب الشعب السوري، بالتغيير السياسي وإسقاط النظام، في ظل تهافت الدول العربية للتطبيع مع مصدر القتل والإجرام، ومصدر الكبتاغون الأول لدول الجوار والعالم.