وكالة سنا – خاص
نظم عدد من النشطاء من أبناء محافظة دير الزور فعالية في مدينة إدلب أمس الثلاثاء، لإحياء ذكرى مجزرة حيي الجورة والقصور في مدينة دير الزور، والتي ارتكبتها قوات الأسد و ميليشياته في 25 أيلول 2012، وراح ضحيتها نحو 450 شخصاً.
وعن هدف الفعالية قال الصحفي قاسم الفراتي وهو أحد منظمي الفعالية وكان شاهدًا على المجزرة لوكالة سنا، إن هدفنا من الفعالية هو التذكير بالمجزرة التي حصلت في حيي الجورة والقصور في مدينة دير الزور، والتي سقط فيها المئات من الأبرياء، وللتذكير بجرائم الأسد بحق الشعب السوري، ولتنبيه المجتمع الدولي بإرفاق هذا الملف وضمه للمجازر التي ارتقت لجرائم الحرب، في سبيل محاسبة نظام الأسد عليها.
وأضاف الفراتي: تعتبر محافظة دير الزور من المحافظات المنسية، ظلمت على أيام نظام الأسد وأيام الثورة، رغم أنها من أولى المحافظات الثائرة، فقد خرجت أول مظاهرة فيها بتاريخ 25 آذار 2011.
تخلل الفعالية بحسب الفراتي عدة أنشطة، حيث تم التعريف بهذه الفعالية وفحواها وهدفها، وكانت هناك جلسة حوارية مع ناجين من المجزرة، إضافة لفعالية مسرحية وأنشودة خاصة بالمنطقة الشرقية، هدفها الثبات على مبادئ الثورة السورية، ورسالة من أبناء دير الزور، أننا مستمرون بالثورة حتى إسقاط نظام الأسد.
وأفاد أن من نظم الفعالية هم نشطاء من دير الزور، متواجدون في الشمال السوري، وحضرها عدد من النشطاء من كافة المحافظات السورية، إضافة لحضور مختلف الفعاليات المدنية في إدلب، مشيرًا إلى أن الرسالة من هذه الفعالية هي توثيق هذه المجزرة، ورفعها لتكون على طاولة المحاكم الدولية، لتصنيفها ضمن جرائم الحرب التي يجب أن يحاسب عليها نظام الأسد.
تفاصيل المجزرة:
ارتُكبت المجزرة في صبيحة 25 أيلول 2012، يوم الثلاثاء، والذي أطلق عليه أبناء دير الزور أيلول الأسود، لفظاعة ما ارتكب من مجازر في حيي الجورة والقصور، حيث استمرت المجزرة لعدة أيام، فقد دخلت قوات تابعة للحرس الجمهوري إلى مدينة دير الزور، بعد أن ارتكبت مجازر في دوما وحمص، واتخذت من معسكر الطلائع مقرًا لها، بحسب ما يروي قاسم الفراتي، وهو كان شاهدًا على المجزرة وقام بتوثيقها.
وقال الفراتي: إن قوات الأسد بدأت بالتجهيز للمذبحة في معسكر الطلائع في مدينة دير الزور، من خلال إشراك قوات من الحرس الثوري الإيراني، حيث تم قتل نحو 500 مدني، وهناك العشرات من الجثث لم توثق بالأسماء لعدم القدرة على التعرف عليهم أثناء الدفن، فهناك من قتل ذبحًا بالسكاكين وقطعت رؤوسهم، ومنهم من هشمت رؤوسهم، ومن أعدم داخل منزله ميدانيًا.
تم في اليوم الأول تم توثيق 153 شهيداً استمر القتل بهم من السابعة صباحًا حتى أذان المغرب في يوم الثلاثاء 25 أيلول، حيث انسحبت القوات لمعسكر الطلائع، لتعاود الاجرام في اليوم التالي، فاقتحمت حي الجورة واستكملت المجزرة، ودخلت حي القصور وارتكبت الفظائع فيه، فهناك من تم حرقه حيًا وهناك من اعتقل أثناء هروبه من الحي، وتم تقييده وإعدامه ميدانيًا والتي سميت مجزرة المقابر.
حاولت قوات الأسد وميليشياته اقتحام الأحياء الأخرى ولكن تصدى لها الجيش السوري الحر المتواجد في المنطقة آنذاك، وبعدها دخلت مدينة دير الزور في حصار لعدة سنوات من قبل قوات الأسد، تعرضت فيها للقصف بكافة أنواع الأسلحة وتدمير البنى التحتية.
المجزرة الصامتة
وصفت المجزرة بالصامتة بحسب ما قال الفراتي، لأن الكوادر الطبية والإعلامية كلها استُنزفت آنذاك ولم تستطع إجراء التوثيق اللازم، بسبب القصف المتواصل على مدار أيام وشهور، إضافة لعدم توفر المعدات الإعلامية وقتها، كما أن نظام الأسد ساهم بطمس معالم المجزرة، عبر مداهمة واعتقال كل من يحمل وثائق، فقد حرق المدنيين وهم أحياء داخل الأفران.
وأضاف أنه لم يكن هناك إنترنت في دير الزور بسبب قطعه من قبل قوات الأسد، حيث تم عرض بعض المقاطع التي وثقت المجزرة بعد ثلاثة أيام على بعض القنوات التلفزيونية، كما أن منصة يوتيوب حذفت كثيراً من المقاطع التي وثقت المجزرة.
تخليد الذكرى
من جهته قال عزيز الأسمر وهو فنان تشكيلي شارك في الفعالية عبر رسومات قد رسمها مباشرة على المسرح أثناء الفعالية: إن الفعالية كانت بمشاركة مهجرين من كافة المناطق السورية يقطنون إدلب، للتذكير بمجزرة حيي الجورة والقصور في مدينة دير الزور، التي ارتكبتها قوات الأسد في 2012، كما حضر ضيوف عبر الإنترنت، إضافة لحضور شهود عيان على المجزرتين وهم من الناجين منها.
وأضاف الأسمر أن الشهود تكلموا عن تفاصيل ارتكاب قوات الأسد للمجزرة وكيف أحرق الجثث ومثَل بها، دون مراعاة أي نوع من أنواع الكرامة الإنسانية، في سبيل قمع الأصوات المنادية بالحرية والكرامة.
واعتبر عزيز أن هكذا فعاليات ضرورية لتبقى جرائم النظام وميليشياته محفورة في الذاكرة، ولا ننسى مجازره في كافة مناطق سورية، سواء في بانياس أو الحولة أو داريا أو دير الزور أو تفتناز.
وأِشار الرسام التشكيلي إلى أن هذه الجرائم ارتكبت بنفس طائفي بغيض، وقتل فيها المدنيون بأبشع الطرق وبشتى الوسائل، فيجب أن تبقى هذه الذكرى محفورة في ذاكرة أبنائنا، و بأن هؤلاء المجرمين يجب أن يُحاسبوا، وأننا لن نسامحهم.