لليوم الرابع على التوالي تستمر قوات الأسد والميليشيات الإيرانية وبمساندة الطيران الحربي الروسي، باستهداف الأحياء السكنية في مدينة إدلب وريفها وريف حلب الغربي، والتي تسببت بخسائر بشرية ودمار في البنى التحتية في المنطقة.
وبحسب بيان منظمة الدفاع المدني، اليوم الأحد8 تشرين الأول)، فإن قوات الأسد مستمرة في تصعيدها بالهجمات التي وصفتها ب”الخطيرة” على مناطق شمال غربي سورية، مستخدمة الأسلحة المحرمة دوليًا (الأسلحة الحارقة والعنقودية) ضد المدنيين.
وأحصى الدفاع المدني مقتل 11 مدنياً بينهم 5 أطفال وامرأة، وإصابة 26 مدنياً بينهم 7 أطفال و3 نساء، يوم أمس السبت (7 تشرين الأول)، جراء هجمات ممنهجة شنتها قوات الأسد بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وفي انفجار لمخلفات قصف عنقودية، وغارات جوية من قبل الطائرات الحربية الروسية.
وتوزعت حصيلة ضحايا القصف على مدن وبلدات إدلب وأريحا وجسر الشغور وترمانين وكفرلاتة وإحسم بريف إدلب، والأتارب ودارة عزة بريف حلب.
كما استهدفت قوات الأسد صباح اليوم الأحد بالقذائف الصاروخية وسط مدينة إدلب، ما أدى إلى مقتل رجل وطفل وإصابة آخرين في حصيلة أولية.
وأوضحت مصادر ميدانية لوكالة سنا، أن القصف طال الأحياء السكنية في حيي الجامعة والضبيط، وشارع الخمارة وسط المدنية، إضافة إلى دوار معرة مصرين والملعب البلدي على أطراف المدينة، كما استهدف مشفى إدلب الجامعي بعدة قذائف صاروخية.
في حين تعرضت اليوم مدينة سرمين شرقي إدلب، لقصف صاروخي ومدفعي مكثف من قبل قوات الأسد، الأمر الذي تسبب بخروج مركز صحي نسائي عن الخدمة نتيجة تعرضه للقصف بشكل مباشر.
قذائف محرمة دوليًا
وأشار المصدر إلى أن قوات الأسد قصفت الأحياء السكنية بأسلحة محرمة دوليًا شملت قنابل عنقودية، وفوسفورية، وحارقة (نابال)، ما أدى إلى اشتعال عدة حرائق في كل من مدينة أريحا وبلدة ترمانين بريف إدلب، ومدينة دارة عزة والتوامة غرب حلب أمس السبت.
وأظهر مقطع فيديو نشره الدفاع المدني السوري اندلاع حريق في أحد الأبنية لمدينة أريحا، واستغاثة مدنيين محاصرين في البناء لإنقاذهم.
تهجير ممنهج
ولفت البيان، إلى أن استمرار تصعيد بالقصف لليوم الرابع على التوالي، يشكل سياسة ممنهجة للقتل ونشر الرعب تمارسها قوات الأسد وروسيا على المدنيين، ما يدفعهم للنزوح من قراهم وبلداتهم.
وأضاف البيان، أنه لا تزال عوائل كثيرة في المدن والبلدات التي تتعرض للقصف الهمجي من قبل قوات الأسد وروسيا، لعدم قدرتهم على النزوح وعدم توفر أماكن آمنة تأويهم في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، مع بدء العام الدراسي الجديد، واقتراب دخول فصل الشتاء.
وختم البيان بأن الجرائم المستمرة من قبل قوات الأسد وروسيا تهدد حياة 4 ملايين مدني في شمال غربي سورية، وأن عدم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وايقافهم عن القتل هو بمثابة إعطائهم الضوء الأخضر للاستمرار بقتل المدنيين وتهجيرهم، فالمجتمع الدولي مطالب بالوقوف أمام مسؤولياته وحماية المدنيين في سورية، والسعي الجاد لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.