2.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

الميليشيات الإيرانية مستمرة بهجماتها ضد المواقع الأمريكية والأخيرة: نعمل بمبدأ ردود الفعل

تستمر الميليشيات المرتبطة بإيران بعمليات استهداف القواعد الأمريكية في كل من سورية والعراق، في ظل ردود خجولة من قبل القوات الأمريكية على قصف مواقعها، الأمر الذي شجع هذه الميليشيات أكثر على توسيع نطاق المعركة.

جاءت هذه العمليات على إثر العملية العسكرية التي شنتها القوات الاسرائيلية على قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي.

وفي قراءته للمشهد الحاصل قال المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة إن الضربات الأخيرة التي استهدفت مواقع ومقرات الميليشيات المرتبطة بإيران من قبل القوات الأمريكية، من الواضح أنها ردود فعل على استهداف نحو 40 إلى 50 صاروخاً لمواقع القوات الأمريكية في كل من سورية والعراق.

وأضاف حمادة أنه إلى الآن لا توجد صيغة صراع وحرب بين كلا الجانبين، وكلاهما يريدان إرسال رسالة للآخر، مشيراً إلى أن إيران تريد أن توصل رسالة إلى أمريكا بأنهم ضمن حلف المقاومة والممانعة، وهذا الحلف الذي خذل غزة، يحاول إيصال رسائل باستهداف القوات الإسرائيلية ببعض القذائف من الجنوب السوري أو الجنوب اللبناني.

مبدأ ردود الفعل

وعن السيناريو المتوقع لهذه العمليات قال حمادة، إن المؤشرات تقول بأن الضربات الاخيرة للمواقع الامريكية لم تصل لمرحلة حرب حقيقية تكون بالشكل الذي يخفف من حدة الهجوم المكثف على قطاع غزة، وفق اتفاق هذه الميليشيات مع الفصائل الفلسطينية في غزة.

واعتبر حمادة أن القوات الأمريكية تعمل بمبدأ ردود الفعل، ومن الواضح أنه لا توجد نية لدى الأمريكان بطرد القوات الإيرانية الموجودة في المنطقة، رغم استجرار حاملات الطائرات والمدمرة “كارلي” والغواصة ” أوهايو”، ولكن يريدون أن تكون هناك اعتداءات منضبطة بين الجانبين، ولا يريدون توسيع حلقة الصراع.

وبحسب تقرير نشره معهد الشرق الأوسط فإن الصمت الأمريكي المطول وغير المبرر بشأن مسألة التعزيزات الإيرانية والضربات الأخيرة، إلى جانب تجاهل واشنطن لجهود طهران المنسقة لتوسيع نفوذها في منطقة شرق الفرات قد قاد إلى منعطف حرج، وهو ما يشكل تهديداً قد يجعل المنطقة نقطة اشتعال لصراع دولي، يكون السكان المحليون وقوده.

ومن خلال أعمالها التصعيدية الأخيرة، تسعى إيران إلى إظهار اتساع نفوذها وقيادتها المتماسكة والموحدة على العمليات التي تمتد من جنوب لبنان عبر شرق سورية إلى العراق وتصل إلى الحوثيين في اليمن. ومن الممكن أن يمنح هذا الموقف الإستراتيجي إيران نفوذاً في أي مفاوضات سياسية مقبلة، مما يجعلها تبرز باعتبارها المستفيد الوحيد من الاضطرابات المستمرة في المنطقة، على حساب السكان المحليين في هذه المناطق.

إستراتيجية نسج السجاد

ووفق التقرير الذي أعده معهد الشرق الأوسط، فقد كان التصعيد الإيراني الأخير متوقعاً، حيث تناولت تقارير من معهد الشرق الأوسط العام الماضي تفاصيل الجهود الإيرانية لتعزيز نفوذها في شرق سورية كجزء من إستراتيجية “نسج السجاد” الأوسع التي تنتهجها طهران.

ويشمل ذلك خططاً لاستهداف قواعد التحالف الدولي من خلال بدء “المقاومة الشعبية” والعمليات الأمنية التي تستهدف القوات الأمريكية، بهدف نهائي هو إجبارها على الانسحاب وتمهيد الطريق لوجود إيراني أكبر، وكان محور هذه الجهود هو حشد ميليشيا سرايا الخراساني التابعة للحرس الثوري الإيراني والعاملة في مدينة الحسكة، بالإضافة إلى ميليشيا حزب الله في ريف القامشلي الجنوبي.

علاوة على ذلك، تحاول إيران حشد الدعم الشعبي من خلال دعم زعماء القبائل العربية في محاولة لاستغلال السخط القبلي من الممارسات التمييزية التي تمارسها قوات سورية الديمقراطية ضد السكان المحليين واللامبالاة الملحوظة من جانب التحالف تجاه مثل هذه السياسات.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن إيران، عبر وكلائها في شرق سورية، مستعدة لمواصلة هجماتها على قواعد التحالف الدولي، وتوقيت عملياتها إستراتيجياً لتنفيذ هجمات أكثر تأثيراً تلحق خسائر كبيرة، وقد تستغل هذه الإستراتيجية عدداً من العناصر، حيث يكون رد فعل التحالف المتردد على هذه الهجمات ذا أهمية خاصة.

وبحسب تقديرات المصادر، بدأت هذه الميليشيات الاستعداد لهجمات واسعة النطاق من داخل المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية بالقرب من القواعد الأمريكية، ويشكل هذا تصعيداً محفوفاً بالمخاطر لا يعرض قوات التحالف للخطر فحسب، بل يعرض أيضاً سلامة السكان المحليين.

ومن خلال أعمال إيران التصعيدية الأخيرة، التي تسعى فيها إلى إظهار اتساع نفوذها وقيادتها المتماسكة والموحدة على العمليات التي تمتد من جنوب لبنان عبر شرق سورية إلى العراق وتصل إلى الحوثيين في اليمن، ومن الممكن أن يمنح هذا الموقف الإستراتيجي إيران نفوذاً في أي مفاوضات سياسية مقبلة، مما يجعلها تبرز باعتبارها المستفيد الوحيد من الاضطرابات المستمرة في المنطقة، على حساب السكان المحليين في هذه المناطق.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار