كشفت وثيقة مسربة عن شعبة “حزب البعث” في مدينة شهبا بريف السويداء، وجود تعاون وثيق بين ميليشيا “كتائب البعث” التابعة لنظام الأسد وعناصر تنظيم “داعـ.ـش” في المحافظة.
وتُفيد الوثيقة التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بقيام اثنين من عناصر “كتائب البعث” في شهبا، بالتعاون مع خلايا “داعـ.ـش” وتقديم التسهيلات لها.
ومن ضمن التسهيلات المُقدَّمة تهريب أجهزة كهربائية ومواد تموينية إلى عناصر التنظيم في البادية الشرقية بالسويداء.
كما أكدت الوثيقة قيام عنصر “كتائب البعث” بتأمين التنقلات لعناصر “داعـ.ـش”، وتأمين خروجهم من البادية الشرقية نحو باقي قرى السويداء ومن ثم إلى دمشق.
واقترح مُقدِّم التقرير فصل العناصر الواردة أسماؤهم من ميليشيا “كتائب البعث”، مشيراً إلى أنهم من ملاك “كتيبة شهبا – سرية شقا – فصيل دوما”.
واللافت في هذا التقرير هو تاريخ تقديمه في 9 تموز/ يوليو 2018، أي قبل نحو أسبوعين من الهجوم الواسع الذي شنه تنظيم “داعـ.ـش” على قرى وبلدات الريف الشرقي، وأدى إلى مقتل 154 مدنياً.
وأشار ذلك الهجوم إلى وجود تنسيق بين “داعـ.ـش” ونظام الأسد، الذي أخلى نقاطه العسكرية من المنطقة المستهدفة قبل أيام، ونقل عناصر التنظيم من مخيم اليرموك نحو بادية السويداء.
وتعليقاً على هذه الوثيقة، قال الباحث في “مركز جسور للدراسات” بشير نصر الله إن هناك معلومات مؤكدة عن تقديم نظام الأسد تسهيلات لعناصر “داعـ.ـش” في السويداء.
كذلك أكد نصر الله في حديث لوكالة “سنا” أن نظام الأسد أبرم اتفاقيات مع “داعـ.ـش” تنص على إخراج عدد من عناصر الأخير الذين كانوا في سجونه شريطة توجههم إلى بادية السويداء.
وأوضح محدثنا أن رئيس فرع الأمن العسكري التابع لنظام الأسد العميد لؤي العلي، يشرف بشكل مباشر على التنسيق مع خلايا “داعـ.ـش” في الجنوب ودعمها وتمويلها.
وعن غاية نظام الأسد من دعم خلايا “داعـ.ـش” في المنطقة، قال نصر الله إنه يهدف إلى استهداف القاعدة الأمريكية في منطقة التنف من خلال التنظيم، إضافة إلى تهديد محافظة السويداء.
يشار إلى أن هذه الوثيقة تم الحصول عليها إلى جانب مئات الوثائق والتقارير الأمنية الأخرى، بعد اقتحام مقر “حزب البعث” في مدينة شهبا يوم الجمعة الماضي، من قِبل عشرات المتظاهرين.