يواجه مركز “سوياً” في مدينة أريحا جنوبي إدلب شبح الإغلاق نتيجة توقف الدعم عنه، ما يهدد بحرمان عشرات الأطفال من ذوي الإعاقة من الخدمات التي يقدمها مجاناً.
يُعنى المركز الوحيد في المنطقة بتقديم الخدمات العلاجية المجانية للأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية، وبسبب عدم قدرته على تحمل تكاليف الخدمات المقدمة للمرضى، بسبب توقف الدعم عنه، فهو مهدد بالإغلاق.
وقال المشرف على المركز إسماعيل الخطيب لوكالة سنا، إن المركز كان عبارة عن مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي ومنظمة أطفال الجنة، حيث تم افتتاح المركز لمدة أربعة أشهر، حيث يستقبل 74 حالة من الأطفال ذوي الإعاقة، من مرضى التوحد أو الصم والبكم بشكل جزئي أو كامل.
وأضاف الخطيب، أن مدة المشروع الذي تم إغلاقه كانت لأربعة أشهر فقط، ومنذ تاريخ 15 تشرين الثاني الماضي، بدأت كوادر المركز بالعمل بشكل تطوعي، مؤكداً أن القائمين على المركز حريصون على إيجاد ممول جديد للمركز، لكي “لا ينطفئ، بعد أن رأى النور”، ويستمر بتقديم خدماته المجانية على حد وصفه.
تحديات العمل
وأشار الخطيب إلى أن هناك تحديات كبيرة فيما يخص العناية بالأطفال في المركز، فرغم أن المركز في مدينة أريحا، إلا أنه سجل في المركز أطفال من ذوي الإعاقة من مناطق جسر الشغور وخربة الجوز وجبل الزاوية بريف إدلب، وهذا حمّل الأهالي أعباءً كبيرة في توصيل أطفالهم للمركز، بسبب عدم وجود مراكز تُعنى بذوي الإعاقة في تلك المناطق رغم الحاجة الماسة.
وأشار أيضاً إلى أن أكبر عقبة تواجه المركز هو وسيلة النقل، فهي موجودة فقط داخل مدينة أريحا وبشكل مجاني، إلا أنه لا يوجد إمكانية لنقل الأطفال إلى خارج مدينة أريحا وبالعكس.
وعن احتياجات المركز، قال الخطيب، إن المركز بحاجة لرواتب للكوادر، إضافة للكلف التشغيلية للمركز من آجار ووسائل نقل، وللحاجة الماسة لشراء اللوجستيات والوسائل التي تخدم التعليم العلاجي والترفيهي للأطفال في المركز.
ويأمل الخطيب والقائمون على المركز إيجاد دعم للمركز في الفترة القادمة، وعدم حرمان عشرات الأطفال المعاقين من الخدمات المجانية التي يقدمها، والتي تتزامن مع ضعف الوضع المادي لأغلب الأهالي في المنطقة.
وذوو الإعاقة من الفئات الهشة في المجتمع التي تحتاج لعناية خاصة، والتي تأثرت سلباً بظروف الحرب في سورية وزادت نسبتها بسبب عمليات القصف التي تسببت به قوات الأسد بحق المدنيين.
أوضاع ذوي الإعاقة
يعيش الأشخاص ذوو الإعاقة ظروفاً صعبة، نتيجة الاحتياجات الكبيرة لهم، ناهيك عن صعوبة الوضع الاقتصادي في شمال غربي سورية، بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار وقلة فرص العمل، إضافة لصعوبة الوضع الإنسانية في المخيمات والذي تزيد صعوبته على شريحة ذوي الإعاقة، بسبب عدم قدرتها على تلبية احتياجاتها بنفسها، وفق ما قال ثائر بلال، وهو حقوقي من ذوي الإعاقة، ومقيم في مدينة سلقين شمال غربي إدلب.
وتعمل منظمات عدة على دعم مراكز لدعم ذوي الإعاقة في شمال غربي سورية، حيث تعمل منظمة “عطاء” على عدة مشاريع عديدة لخدمة ذوي الإعاقة في تركيا منها مركز أذيات الحبل الشوكي ودار الاستشفاء لإيواء المشلولين، ومركز للأطراف والعلاج الفيزيائي.
كما تعمل منظمة “سند” المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة على تقديم خدمات في قطاع الحماية والتعليم والتمكين الاقتصادي، وتتخذ بلدة كفر تخاريم شمال غرب إدلب مركزاً لها في الداخل السوري، كما افتتحت مركزاً في كفر يحمول شمال إدلب.
ويوجد مركزان لتعليم المكفوفين بطريقة برايل في شمال غربي سورية، مركز لجمعية “IHH” بمدينة أعزاز ومركز جمعية رفع المستوى في مدينة إدلب، إضافة إلى مراكز التأهيل لذوي الإعاقات الذهنية في محافظة إدلب” مركز الرعاية الإنسانية في مدينة إدلب، مركز متلازمة داون في مدينة إدلب، مركز بشّر الصابرين في مدينة إدلب، مركز سند في كفر تخاريم، مركز بسمة أمل في سلقين”، وعدد من المراكز والمشاريع لفرق تطوعية، تقدم خدمات مجانية لذوي الإعاقة في المنطقة.
أبرز الاحتياجات
بحسب تقرير صادر عن وحدة تنسيق الدعم فإن أبرز الاحتياجات للأشخاص ذوي الإعاقة في الشمال السوري، تتمثل بضرورة “تأمين قسائم مالية متعددة الأغراض، وقود ووسائل التدفئة، خدمات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، توفير فرص عمل لهم، والتعليم، والوصول إلى المرافق الصحية، تدريب الأشخاص ذوي الإعاقة لتنمية مهاراتهم”.
إضافة لـ”تأمين كراسي متحركة ووسائل مساعدة في المشي، وتوفير وسائل النقل العام مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتجهيز بنى تحتية للطرقات مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأمين فوط للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن”.
ومع استمرار القصف الممنهج لقوات الأسد وروسيا ضد المدنيين في شمال غربي سورية، تتزايد أعداد المُصابين بإعاقات جسدية ونفسية، وتشتدّ الحاجة لتقديم الدعم والمساعدة لهم، لكي يتمكنوا من الاستمرار بالحياة بصورة مستقلّة وكريمة.