يوم دامٍ جديد من التصعيد من قوات الأسد وروسيا وإيران يعيشه المدنيون في مدينة إدلب، في سياسة ممنهجة باستهداف جميع أشكال الحياة، حيث جُرح مساء أمس الأحد 8 مدنيين في مدينة إدلب شمال غربي سورية، إثر قصف صاروخي نفذته قوات الأسد على المدينة.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن قوات الأسد استهدفت على دفعتين أحياء مدينة إدلب، مساء أمس الأحد، ما سبّب إصابة 8 مدنيين، بينهم 3 نساء وطفلان، بجروح.
وكانت قوات الأسد قد جددت قصفها، صباح أمس الأحد، على قرى ومناطق في ريفي حماة وإدلب، شمال غربي سورية، فيما ارتفع عدد ضحايا القصف على مدينة إدلب مساء أول أمس السبت إلى 4 قتلى، بينهم طفل، وإصابة 15 آخرين، حيث تم استهدف السوق الرئيسي في مدينة إدلب في وقت تشهد فيه الأسواق حركة بيع وشراء في معظم المحال بالمدينة.
كما تعرضت وقتها مدينة سرمين وبلدة النيرب شرقي إدلب ومدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي لقصف مماثل، وطال القصف أيضاً الأحياء السكنية في مدينة الأتارب وأطراف بلدة الجينة بريف حلب الغربي، ما أدى إلى إصابة طفلة بمدينة الأتارب، حيث سقطت إحدى القذائف في مستودع لبيع الحطب يعود لأحد الأهالي، إضافة إلى وقوع أضرار مادية.
وقبل أيام في مساء يوم الاثنين 25 كانون الأول ، قُتِل 5 مدنيين من عائلة واحدة (رجل وزوجته و3 من أطفالهما)، وأصيب طفل آخر وكان الناجي الوحيد من العائلة، في مجزرة للطائرات الحربية الروسية إثر غارات جوية استهدفت منزلاً في مزرعة علاتا بالقرب من بلدة أرمناز غربي إدلب، وفي اليوم نفسه قتل مدني وأصيب 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال، بقصف صاروخي لقوات الأسد استهدف منازل المدنيين والمدرسة الريفية ومرافق عامة وأراضٍ زراعية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي.
وأعلن “الدفاع المدني السوري” في تقرير له قبل أسبوع مقتل 162 شخصاً، بينهم 46 طفلاً و23 شخصاً، وإصابة 684 آخرين بسبب هجمات قوات الأسد وحليفه الروسي، خلال العام 2023.
واستجابت فرق الدفاع المدني منذ بداية 2023 وحتى تاريخ 24 كانون الأول من العام نفسه لأكثر من 1276 هجوماً من قوات الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم، قتل على إثرها 160 شخصاً من بينهم 46 طفلاً و23 امرأة، وأصيب على إثر تلك الهجمات 688 شخصاً بينهم 218 طفلاً و96 امرأة.
ونتيجة القصف الشديد على مدينة إدلب والقرى المحيطة بها، أعلنت مديرية التربية بإدلب تعليق الدوام الرسمي في مدارس مدينة إدلب ومدن وبلدات كل من “سرمين، آفس، النيرب، شلخ، تفتناز، معارة النعسان”، كما علقت جامعة إدلب عملها ليوم الاثنين 1 كانون الثاني.
أسباب التصعيد
قال المحلل السياسي الدكتور باسل المعرواي لوكالة سنا، إن التصعيد الأخير على مدينة إدلب بقصفها المتكرر من قبل قوات الأسد وحليفيه الروسي والإيراني، يعتبر “تصعيداً نوعياً” وقد يرمي الأسد من ورائه لاسترداد هيبة أهدرها الطيران الإسرائيلي بشكل كبير في الأيام الماضية، بعد استهداف الجنوب السوري ومطاري دمشق وحلب.
وأضاف أنه من الممكن أن يكون أيضاً رسالة للأتراك والمناطق الخارجة عن سيطرته، أنه لا يمكن عمل أي استثمار أو استقرار أو أي نقلة نوعية أفضل من مناطقه، طالما أن صواريخه قادرة على الوصول لأي منطقة يريدها، خاصة أنه لا توجد هدنة أو وقف رسمي لإطلاق نار، فالحرب ما زالت قائمة.
ولا يستبعد المعراوي تجرؤ قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على قصف مدن اعزاز والباب وجرابلس بريف حلب الشمالي، لضرب استقرار المنطقة، إذا لم يكن هناك ردع تركي قوي، في ظل الأزمات الاقتصادية والفوضى التي تعيشها مناطق سيطرته.
وأشار المعراوي إلى أن الأتراك مقبلون على انتخابات البلدية في آذار القادم، ويهمهم في الفترة الحالية وجود استقرار أمني في منطقة شمال غربي سورية، بهدف ترحيل أكبر عدد من السوريين الموجودين في تركيا، وبالتالي سيحاولون ردع قوات الأسد وميليشياته قدر الإمكان للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وتعرضت مدينة إدلب وأحياؤها السكنية لحملة تصعيد عنيف من قوات الأسد وإيران وروسيا خلال شهر تشرين الأول الماضي تركز القصف فيها على المرافق العامة والتعليمية والمشافي والمراكز الصحية.