9.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

بعد انقطاعه طيلة سنوات الحرب، افتتاح أول مكتب لتأجير السيارات في أعزاز

بعد انقطاعها طيلة سنوات الحرب في سورية، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تمر بها مناطق شمال حلب، بدأ أول مشروع تجاري لمكتب تأجير السيارات الخاصة في المنطقة، وذلك تلبية لحاجة المواطنين لوسائل نقل في الحالات العاجلة، والطارئة أو المناسبات.

وقال هادي كركج وهو مالك مكتب تأجير السيارات بأعزاز لـ “وكالة سنا” إن مشروع المكتب كان قائماً لديه قبل الثورة في مدينة حلب، وهو مهنته الأساسية، ولكن توقف المشروع بسبب تردي الأوضاع الأمنية وموجات التهجير المتكررة في المنطقة، إلى أن استقر الحال به في مدينة أعزاز شمالي حلب.

وأضاف أن الهدوء النسبي والاستقرار الأمني في أعزاز ومحيطها، دفعه لافتتاح المكتب، حيث يُطلب منه سيارات لقضاء حوائج الناس الخاصة، فقرر بدء العمل في مشروعه الجديد.

ويهدف هادي من عمله لإعادة “الثقة” لدى الناس كما كانت قبل الثورة، بعدم الخوف من تأجير السيارة خشية سرقتها، أو تعطيلها، أو القيام بأعمال مشبوهة، تسبب الضرر لصاحب المكتب.

ويملك هادي عدة سيارات في مكتبه من مختلف الموديلات فيوجد ( شفر كروز، كيا أوبتما، سي إم ، سنتافيه، أزيرا، مرسيدس ، بي إم )، كما أن معدل أجور السيارة في 24 ساعة هو 50 دولار أمريكي.

الضامن هو الكفيل

في ظل غياب شركات التأمين لمكاتب تأجير السيارات، يتم تأجير السيارة بحسب هادي من خلال وجود كفيل للشخص المستأجر، ويكون من أهالي مدينة أعزاز حصراً ومعروف لدى القائمين على المكتب، فوجود الكفيل ضروري لضمان عدم سرقة أو بيع السيارة أو خروجها إلى خارج المناطق المحررة.

وقال هادي كركج إن هناك إقبالاً ملحوظاً لدى الناس في استئجار السيارات، التي تبحث عن سيارة لقضاء حاجتها في إحدى المناسبات، أو لقضاء نزهة في الطبيعة.

وأضاف كركج، يتم توقيع عقد آجار بين المستأجر والمكتب، ويتم السير بها في مناطق الشمال السوري بموجب هذا العقد، مشيراً إلى أن المجلس المحلي في أعزاز وضع لهم عدة تسهيلات، منها التعميم على الحواجز بأن العقد الذي يملكه المستأجر، بإمكانه المرور به، وكذلك يتم حالياً دراسة ترخيص العقد في المجلس المحلي.

من جهته قال مصطفى عبدو أحد مستأجري السيارات لوكالة سنا، إن المبادرة جيدة، فكثير من الأحيان اضطر لمشاوير خاصة، فأستأجر سيارة أفضل من التكسي الخاص أو السرفيس.

وأضاف، أن وجود المكتب يقضي حوائج الناس، فمن لا يمكنه ثمن شراء سيارة، واحتاجها يوم في الشهر لزيارة أحد الأقرباء أو غيره، بإمكانه استئجارها مع ميزة الحفاظ على خصوصية العائلة، وهذا عامل مريح وضروري في السفر.

النقل العام

أطلق المجلس المحلي في أعزاز منذ عدة أشهر مشروع النقل العام في المدينة، بهدف تسهيل حركة السكان، ونقلهم من أماكن منازلهم إلى العمل وبالعكس، والتخفيف من تكاليف النقل الخاصة، وتوفير وسيلة مواصلات موثوقة وآمنة وقليلة التكاليف بين محيط الجامعة والمناطق السكنية.

وقال محمد نور شلاش وهو طالب في جامعة الشام لوكالة سنا والتي تبعد نحو 20 كم عن مدينة أعزاز، إن مشروع النقل العام مهم لمدينة أعزاز، نتيجة تواجد عشرات الآلاف من الطلاب الجامعية بسبب وجود قرابة خمس جامعات، إضافة لوجود عشرات المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني.

وأضاف أن المشروع سيخفف من معاناة السكان ويخفف عنهم تكاليف النقل الخاص، فتصل الأجرة اليومية للنقل الخاص قرابة 50 ليرة تركية، وهو مبلغ يعجز عنه الطالب إذا ما أراد الحضور يومياً للجامعة.

وعن مكتب تأجير السيارات بأعزاز قال شلاش، إن تأجير السيارات في أعزاز بات أمراً اعتيادياً، فهناك عائلات تريد أن تقضي عدة أيام بمفردهم في المنتزهات، أو أن عدة طلاب جامعات لديهم فعالية أو زيارة لأحد الجامعات أو المراكز البحثية، فيقومون باستئجار سيارة خاصة لهذا الأمر.

ورغم أن مشروع النقل العام قد تم تفعيله، إلا أن مكتب أعزاز الإعلامي نشر عبر صفحته، شكاوى الطلاب عن سوء الخدمة وعدم التزام السائقين بالأجور والمواعيد المحددة، يُشعر الناس بعدم الاستقرار والاضطرار إلى التعامل مع وسائل نقل بديلة.

وتأخذ وسائل النقل العامة في أعزاز شكل سرافيس، تنطلق من الكراج وتعود إليه بعد نهاية جولتها، وتتنقل في العديد من أحياء المدينة لنقل السكان.

يشار إلى أن الطلبة الجامعيين في مختلف مناطق شمال غرب سورية، يشتكون من ارتفاع أجور النقل، التي تزيد من أعبائهم المادية، إضافة للمصاريف الدراسية، كالأقساط الجامعية وأجور السكن، ومتطلبات الدراسة.

وتتنوع المشروعات التنموية للنقل في شمال غرب سورية، نتيجة الهدوء النسبي الذي تعيشه المنطقة، والتي تشهد إصلاحات متكررة للطرقات الرئيسية والفرعية التي تربط مدن وبلدات الشمال السوري، إضافة لمشروعات تخفف من معاناة السكان في المنطقة طيلة عقد من الزمن.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار