8.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

دارة عزة تحت صواريخ الأسد وهاجس النزوح يراود الأهالي

تتعرض مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي لقصف مستمر من قبل قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة له، الأمر الذي تسبب بسقوط عشرات الضحايا من قتلى وجرحى بين صفوف المدنيين، ودمار في البنى التحتية للمدينة.

كما أعاد القصف المتكرر هواجس شبح النزوح وعدم الاستقرار الذي عاشه سكان المنطقة منذ عدة سنوات، خاصة النازحين المقيمين في المدينة.

وبحسب أحد سكان المدينة الإعلامي أحمد رشيد، فإن نسبة كبيرة من سكان دارة عزة ونتيجة القصف المستمر الذي استهدف المنطقة، قد نزحوا وتركوا المدينة، مشيراً إلى أن أغلب الذين نزحوا من دارة عزة هم من النازحين الذين لجؤوا للمدينة بعد موجة النزوح في أواخر 2019.

وقال رشيد لوكالة سنا، إن عدداً من العوائل من سكان دارة عزة أيضاً نزحوا من المدينة بسبب شدة القصف، خاصة من يسكنون في المناطق التي تركز القصف عليها داخل أحياء المدينة طيلة الفترة الماضية، مشيراً إلى أنهم توجهوا إلى الأرياف المحيطة لمدينة دارة عزة، أو ريف حلب الشمالي في مناطق عفرين وأعزاز، أو المخيمات المجاورة.

وأضاف، أن من بقي في المدينة فضَّل البقاء والتعايش مع القصف، فالحياة مستمرة، وأغلب الناس ليس لديهم إمكانيات مادية لاستئجار منازل جديدة والتكلف بعناء نقل أثاث المنزل ومستلزماته، في ظل الغلاء الكبير في الأسعار الذي تعيشه المنطقة، وفق ما قال.

وأوضح أحمد رشيد أن مدينة دارة عزة يسكن فيها اليوم أقل من نصف سكانها في السابق، بسبب كثرة القصف الذي تتعرض له، فعدد سكانها الحالي نحو 40 ألف نسمة من مقيمين ونازحين، حيث نزح إليها من مختلف المناطق السورية وخاصة من أرياف إدلب وحلب.

ولفت رشيد، إلى أن سكان المدينة عندما يشتد القصف على المدينة يسارعون للتوجه إلى الملاجئ التي قاموا بتجهيزها لهذا الغرض، أو البعض الآخر يذهب خارج المدينة إلى المناطق المجاورة، وما إن يهدأ القصف حتى تعود نسبة كبيرة منهم لمنازلهم.

ضرب الأماكن الحيوية

تركز القصف مؤخراً بحسب الدفاع المدني السوري، على المناطق الحيوية في المدينة، فقد تم استهداف المدارس والأفران والبنية التحتية الخاصة بالكهرباء، إضافة لاستهداف سوق الألبسة، وسط المدينة.

وتسبب القصف خلال الأيام الماضية بشلل في العملية التعليمية، خاصة مع مخاوف الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس، حيث استهدفت مدرسة خديجة الكبرى في المدينة، كما أن القصف يهدد القطاع الصحي نظراً لاستهداف قوات الأسد للمرافق الحيوية والرئيسية داخل المدينة.

وبحسب المحلل السياسي عبدالكريم العمر، فإن التصعيد على المنطقة لم يتوقف، فالقصف مستمر على النقاط القريبة من خطوط الاشتباك، لكن من الملاحظ في التصعيد الأخير أنه تركز على مناطق وأحياء وسط مدينة إدلب لم تكن تتعرض للقصف في السابق، مثل السوق الرئيسي ودوار الكرة وسط المدينة.

وقال العمر، إن نظام الأسد يهدف من قصفه الأخير لـ”ضرب الأماكن الحيوية” في داخل المدن في شمال غرب سورية، مشيراً إلى أن القصف مستمر من جبل الأكراد غرباً إلى جنوب وشرق إدلب، وصولاً لمدينة دارة عزة بريف حلب الغربي.

وحال دارة عزة لا يختلف عن بقية مدن وبلدات الشمال السوري القريبة من خطوط التماس مع قوات الأسد، وخاصة تقاد والأبزمو والأتارب بريف حلب الغربي، ومعارة النعسان وآفس وتفتناز وسرمين والنيرب بريف إدلب الشرقي، إضافة لمنطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.

وتعتبر دارة عزة من كبرى مدن الشمال السوري التي خرجت باكراً ضد نظام الأسد، وتشكل عقدة وصل بين ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي وريف حلب الشمالي، وتتربع على منطقة جغرافية مرتفعة ذات تضاريس جبلية صعبة على سفح جبل الشيخ بركات الشاهق، الذي يشكل نقطة إستراتيجية مهمة لسيطرة الفصائل العسكرية في المنطقة.

الخوذ البيضاء تحصي الخسائر

ومنذ تشرين الأول من العام الماضي تشن قوات الأسد والميليشيات الإيرانية حملة عسكرية على مدن وبلدات إدلب وغرب حلب، فقد أعلن الدفاع المدني السوري ” الخوذ البيضاء” في تقرير له قبل أسبوع مقتل 162 شخصاً، بينهم 46 طفلاً و23 شخصاً، وإصابة 684 آخرين بسبب هجمات قوات الأسد وحليفه الروسي، خلال العام 2023.

واستجابت فرق الدفاع المدني منذ بداية 2023 وحتى تاريخ 24 كانون الأول من العام نفسه لأكثر من 1276 هجوماً من قوات الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم، قتل على إثرها 160 شخصاً من بينهم 46 طفلًا و23 امرأة، وأصيب على إثر تلك الهجمات 688 شخصاً بينهم 218 طفلاً و96 امرأة.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار