“أرواح المعتقلين تتحدث بصمت، وقسوة القيود لا تستطيع كبح إرادتهم الحرة، في زمن القيود يكون الصمود في قلوب المعتقلين كالزهرة التي تنبت في صحراء الظلم. المعتقلون يشكّلون جسراً من الأمل فوق أنهار الظلم، يربط بين الأرواح المسجونة وشروق الحرية”، عبارات نرددها دائماً في كل المحافل والمناسبات، مطالبين بحريتهم في كل وقت وحين، كلمات عبرت عنها مسؤولة التواصل في رابطة ناجيات الداخل وفاء نجيب، وهي تصف تفاعلها مع حملة أسبوع المعتقلين.
وأطلقت جهات محلية ومنظمات إنسانية حملة “أسبوع المعتقلين” لتسليط الضوء على المعتقلين في سجون نظام الأسد، ومن بينهم المعتقلون الفلسطينيون، إذ بدأت من 11 كانون الثاني الحالي، وانتهت في21 من الشهر ذاته، وذلك للمطالبة بكشف مصير جميع المغيبين والمعتقلين السياسيين منهم السوريون واللبنانيون والفلسطينيون، داخل أقبية سجون نظام الأسد.
رسائل الحملة “قضية فوق تفاوضية”
المسؤول الإعلامي لحملة أسبوع المعتقلين أحمد حاميش قال في تصريح لوكالة سنا، إن الحملة بدأت من تاريخ 11 كانون الثاني إلى 21 كانون الثاني، وتضمنت افتتاح معرض الصور، الذي تخلله فقرة تكريم وتأبين للمناضل الراحل رياض الترك في مدينة باريس بفرنسا، إضافة لمظاهرات ووقفات احتجاجية في مدن وبلدات شمال غربي سورية، وندوة لاتحاد الكتاب العرب، ووقفة أمام مبنى المفوضية السامية لحقوق الإنسان في مدينة جنيف، ومظاهرات في هولندا، وفعاليات قامت بها منظمات الرواد والبيت السوري وبلا قيود وجمعية كفاف، ووقفات ومعارض صور في عدة مدن تركية.
وأشار إلى أن الحملة تهدف إلى لفت النظر إلى قضية المعتقلين، ومطالبة المجتمع الدولي وحكوماته ومنظماته الحقوقية والإنسانية، للعمل والضغط على نظام الأسد لكشف مصير المعتقلين وإطلاق سراح من بقي منهم بالمعتقلات، والكشف عن مصير من مات منهم، وأين تم دفنهم.
وأضاف حاميش، وجهنا من خلال الفعاليات عدة رسائل منها محلي موجه إلى الجهات التي قامت بالاعتقال، بضرورة الإفراج عن المعتقلين، وأن قضية معتقلي الرأي هي قضية “فوق تفاوضية”، إضافة لرسائل إلى المجتمع الدولي بضرورة العمل على هذا الملف، وإجبار نظام الأسد على إخراج المعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين والمختفين قسرياً، ورسالة لنظام الأسد المجرم، أنه لن يفلت من العقاب على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب السوري، كما نوهنا مع الإخوة اللبنانيين والفلسطينيين على ضرورة العمل المشترك وفوائده في إطار قضية المعتقلين، على حد قوله.
وشارك في الحملة اتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم بالتعاون مع جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، وحملة الكشف عن مصير معتقلي فلسطينيي سورية، إضافة إلى مشاركة أكثر من 200 جمعية ومؤسسة، من بينها هيئات مدنية، وحقوقية أبرزها “منظمة الدفاع المدني السوري، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، ورابطة ناجيات الداخل، ونقابة المحامين الأحرار، ورابطة المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا، وحركة عائلات من أجل الحرية، وحزب العدالة والتنمية السوري، وحزب بناء سورية الديمقراطي، وحزب الوطن الديمقراطي السوري، والبيت السوري حول العالم، وانتشرت في أكثر من 50 نقطة حول العالم، وشملت فعاليات ومعارض صور ورسم وندوات ووقفات تضامنية.
الضغط للإفراج عن المعتقلين
قالت وفاء نجيب لوكالة سنا، إنه لا حرية لنا دون تحرير كل المعتقلين المعتقلات في سجون الأسد، ومن هذا المنطلق عملنا على تنظيم عدة فعاليات في شمال غربي سورية تهدف للتذكير بملف المعتقلين، ومطالبة الجهات الحقوقية الدولية بالضغط على نظام الأسد للإفراج عنهم، حيث تم تنظيم وقفة تضامنية في مجمع الخير في مدينة عفرين، وندوة حوارية عن قصص الناجيات برعاية ميثاق العدالة، إضافة لمسرحية تضامنية في يمركز يونس إمرة في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.
وقامت هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية والبيت السوري في مدينة الباب شمال سورية بتنظيم معرض فني يتضمن صور ورسومات لمعتقلين فلسطينيين وسوريين، من ضمن فعاليات حملة أسبوع المعتقلين الفلسطينيين والسوريين في السجون السورية، إضافة لمظاهرات ووقفات احتجاجية ومعرض صور في مدن وبلدات كل من “أريحا، مدينة إدلب، سلقين، قورقانيا، مخيم التح وخان العسل والبر وكفرلوسين بريف إدلب، كفرتخاريم، جرابلس، راجو، أخترين”.
عجز المجتمع الدولي
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة على أن نظام الأسد اعتمد الاعتقال والإخفاء القسري، سلاح حرب رئيسي ضمن منهج وحشي قائم على الإرهاب والقتل والتغييب في السجون.
وخلال حملة أسبوع المعتقلين التي أطلقتها عدة منظمات إنسانية، انتقد البحرة عجز المجتمع الدولي عن إيجاد سبل لتفعيل آليات المساءلة والمحاسبة لإنقاذ المعتقلين، والكشف عن مصير المغيبين قسرياً، واعتبر أن ذلك العجز مكّن النظام من استخدام هذا السلاح طوال الأعوام الماضية.
ولفت البحرة إلى أن المعتقلين ما زالوا تحت أسواط الجلادين إلى الآن، ينتظرون تحقيق العدالة الدولية، والإفراج عنهم ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة بحقهم.
كما أكد البحرة أن إجرام نظام الأسد بحق المعتقلين السوريين وتعذيبهم في سجونه المعروفة بالمسالخ البشرية؛ دليل على عدم اعترافه بكل القوانين والمعاهدات والأعراف الدولية، التي تحظر ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة بحق المعتقلين.
وطالب المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ المعتقلين والمختفين قسرياً، وقال إنه “لا بدّ للمجتمع الدولي أن يدرك أن أكثر من 135 ألف معتقل على الأقل؛ يعيشون جحيماً يومياً، وهم ينتظرون مواقف دولية حازمة لإنقاذهم من الموت تحت التعذيب”.
كما أكد رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس استمرار الضغط على المجتمع الدولي من أجل الإفراج عن كل معتقل في سجون نظام الأسد.
وقال جاموس إن الإفراج عن المعتقلين أولوية لهيئة التفاوض، ومستمرون في طرح قضيتهم في كل المحافل الدولية حتى إطلاق سراح الجميع.