شهدت محاور وأرياف إدلب هدوءاً، أمس الجمعة، غداة الجولة 21 لاجتماعات “مسار أستانا” للحل السياسي في سورية بمشاركة ممثلي الدول الضامنة الثلاث، تركيا وروسيا وإيران، وممثلي المعارضة ونظام الأسد، فيما بدا أن مسار محادثات التطبيع بين أنقرة ودمشق لن يشهد أي تقدم على المدى القريب، بحسب موقع الشرق الأوسط .
وقال الموقع إن البيان الختامي لمحادثات أستانا شدد على ضرورة تطبيق جميع الاتفاقات المتعلقة بشمال سورية بشكل كامل، وتنفيذ الاتفاقيات الخاصة بإدلب والحفاظ على التهدئة في مناطق خفض التصعيد المعلنة باتفاق سابق بين روسيا وتركيا.
وكانت المحاور الجنوبية والشرقية لإدلب شهدت على مدى أسابيع قبل انعقاد اجتماع الجولة 21 لمسار أستانا تصعيداً شديداً من جانب قوات الأسد والميليشيات الموالية لها مدعومة بالطيران الروسي.
لا تقدم بالتطبيع
وذكر موقع الشرق الأوسط، أنه على الرغم من تأكيد البيان الختامي لأستانة 21 أهمية مواصلة الجهود لإعادة العلاقات بين تركيا وسورية على أساس الاحترام المتبادل وحسن النية وعلاقات حسن الجوار، من أجل مكافحة الإرهاب وتوفير الظروف المناسبة لعودة آمنة وطوعية وكريمة للسوريين إلى بلادهم، بدا أن مسار محادثات التطبيع بين أنقرة ودمشق “لن يشهد أي تقدم على المدى القريب”.
وبالتزامن مع انعقاد اجتماع أستانا، أعلنت تركيا أنها ستواصل عملياتها خارج حدودها للقضاء على خطر الإرهاب، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية ضد “حزب العمال الكردستاني” في شمال العراق، وميليشيا قسد في شمال سورية.
وشدد بيان صدر عن اجتماع مجلس الأمن القومي التركي برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان ليل (الخميس – الجمعة) الماضي، على أن تركيا “ستواصل استهداف جميع التنظيمات الإرهابية وامتداداتها التي تشكل خطراً عليها بغض النظر عن الزمان والمكان، وذلك انطلاقاً من حقوقها النابعة من القانون الدولي”.
الأتراك…ننسحب في “ظروف مناسبة”
وقال الموقع إن الوجود العسكري في شمال سورية يشكل العقبة الرئيسية في سبيل تقدم مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، التي أعلنت أنه لا حديث عن أي خطوات للتطبيع قبل الانسحاب التركي.
وبحسب الموقع فقد أكدت روسيا التي رعت على مدى السنوات الثلاث الماضية لقاءات على مستويات مختلفة بين الجانبين التركي ونظام الأسد بهدف تطبيع العلاقات، عدم إحراز أي تقدم في عملية “بناء الحوار” بين تركيا وحكومة الأسد، لا سيما في مسألة الانسحاب التركي من الأراضي السورية.
وأضاف الموقع أن مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، قال في مقابلة صحافية أمس الجمعة، “لا يوجد أي تقدم في مسألة انسحاب العسكريين الأتراك من الأراضي السورية… وجودهم في سورية يعيق تطبيع العلاقات السورية التركية… هذه القضية قيد الحل”.
وأضاف لافرنتييف، أن تركيا أبدت استعدادها للانسحاب من سورية لكن في ظل “ظروف مناسبة”، متسائلاً: “لكن ما هي الشروط المناسبة، بخاصة في إطار دعم أنقرة للمعارضة السورية، فهل سيعرضون المعارضة السورية للخطر؟”.
وتتمسك تركيا ببقاء قواتها حتى الانتهاء من العملية السياسية، وإعداد الدستور وإجراء انتخابات وتشكيل حكومة سورية بطريق الانتخابات تقدم ضمانات بالعودة الآمنة للاجئين، كما أنها لا تثق في قدرة الجيش السوري حالياً على ضمان أمن الحدود المشتركة في ظل وجود القوات الكردية على حدودها الجنوبية.
وتطرح موسكو العودة إلى “اتفاقية أضنة” لعام 1998، التي تسمح لتركيا بالتوغل لمسافة 5 كيلومترات في الأراضي السورية لتعقب عناصر “العمال الكردستاني”، لكن أنقرة تتمسك بإبعاد “وحدات حماية الشعب الكردية” عن حدودها لمسافة 30 كيلومتراً، وإنشاء منطقة آمنة بهذا العمق لاستيعاب اللاجئين.
وعن خريطة الطريق للتطبيع بين أنقرة ودمشق، التي تم الإعلان عن إعدادها سابقاً، قال المبعوث الروسي إنها “لا تزال غير محددة… في اللحظة الحالية المسألة مرتبطة بأن الجانب التركي غير مستعد للإعلان عن سحب قواته من سورية في المستقبل”، وفق موقع الشرق الأوسط.