تسبب انتهاء مشروع “وقتي” التعليمي في منطقة جنديرس بريف حلب الشمالي، بخروج نحو 7 آلاف طالب من العملية التعليمية، الأمر الذي يشكل خطراً على الواقع التعليمي في المنطقة.
ومشروع وقتي، هو مشروع تعليمي أطلقته منظمة أورانج الإنسانية منذ تسعة أشهر، لتلبية احتياجات الأطفال التعليمية بسبب دمار المدارس نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة جنديرس في 6 شباط من العام الماضي.
وبحسب عضو المكتب التعليمي في منظمة أورانج رعد العبد، فإنه يستفيد من المشروع نحو 7 آلاف طالب و400 معلم، ويعمل في 29 مركزاً من خلال تجهيز 86 خيمة، تتجمع بالقرب من المخيمات والتجمعات المتضررة في منطقة جنديرس، الأمر الذي سهل للطلاب الوصول الآمن لهذه المدارس، كما يقدم فيها أنشطة التعليم وأنشطة الدعم النفسي والصحة النفسية وإدارة الحالة.
وقال العبد لوكالة سنا: إن المشروع انطلق بعد الزلزال المدمر، لتسهيل حصول الطلاب على التعليم في المنطقة، بسبب دمار نسبة كبيرة من المدارس في جنديرس، وبالتعاون مع مديرية التربية في منطقة غصن الزيتون بعفرين، وبدعم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الرؤيا العالمية.
وأضاف أن توقف المشروع سيكون له آثار كارثية على الواقع التعليمي في المدينة، بسبب الحاجة الماسة مع الانتشار الكبير للمخيمات التي تشكلت بعد الزلزال المدمر، فلا يقل عن 5 آلاف طالب يصعب وصولهم للمدارس، فمراكز الإيواء والمخيمات التي يقيمون فيها، تبعد عن المدارس المزدحمة أصلاً ما بين واحد إلى ثلاثة كيلو متر.
التعليم في جنديرس
الناشط التعليمي فداء الصالح المقيم في مدينة جنديرس وصف واقع التعليم في المدينة بأنه “غير جيد”، ورغم افتتاح مدرسة جديدة كانت مقررة قبل الزلزال، فإن كبرى مدارس المدينة وهي مدرسة خالد بن الوليد وتستوعب 3 آلاف طالب، مغلقة بسبب الأضرار، ومعظم الطلاب الذين كانوا يدرسون فيها، اتجهوا إلى المدارس التي افتتحت في المخيمات المجاورة للمدينة، مضيفاً أن وضع التعليم كارثي في جنديرس قبل وبعد الزلزال، خاصة مع انتشار المخيمات في المدينة.
وتشهد العملية التعليمية في مختلف مناطق شمال غربي سورية واقعًا مترديًا، أبعد آلاف الطلاب عن مقاعد الدراسة، بسبب القصف والدمار والنزوح، وترتبط أبرز مشكلات القطاع التعليمي بقلة الدعم، بالإضافة إلى تردي الواقع الأمني الذي يهدد سير العملية التعليمية.
وتسبب الزلزال المدمر بمقتل 1354 شخصاً في جنديرس من أصل 4500 شخص قتلوا في سورية، وتهدم 489 بناء بشكل كامل، و2529 بناء بشكل جزئي أو متضرر، 24 مدرسة مهدمة ومتضررة، و9 مساجد مهدمة، وفق مكتب جنديرس الإعلامي.