لقي أربعة سوريين، امرأتان ورجل مسن وطفل، حتفهم من جراء انهيار مبنى يقطنه لاجئون سوريون في حي العمروسية بمنطقة الشويفات في ضاحية بيروت الغربية.
وبحسب مصادر لوكالة سنا فإن المبنى المكون من ثلاثة طوابق وتسكنه خمس عائلات سورية قد انهار مساء أمس الاثنين، بعد نحو أسبوع من انهيار بناء مكون من خمسة طوابق في حي الصحراء بالمنطقة نفسها.
وأفاد الدفاع المدني اللبناني أن “عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل تحت المبنى مستمرة”، مشيراً إلى أنه تم إنقاذ أربعة أشخاص من أسرة واحدة مؤلفة من خمسة أفراد، نجا منهم الأب والأم وطفلان، في حين سحب العناصر جثة الفرد الخامس من تحت الركام، وهو طفل صغير.
وقال الدفاع المدني إن “عناصره تواصل البحث حالياً عن ثلاثة مفقودين، تم تحديد مكانهم تحت أنقاض الطابق الثالث”، مضيفاً أنه تم “إخلاء المباني السكنية المجاورة للمبنى المدمر حفاظاً على سلامة القاطنين”.
“الصليب الأحمر اللبناني”، قال في بيان، اليوم الثلاثاء، إن الانهيار أدى إلى وفاة أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين، وعملت فرق الإنقاذ على نقل ثلاثة جثث وثلاثة مصابين إلى المستشفيات المجاورة بعد انتشالهم من تحت الأنقاض، وفق “الوكالة الوطنية للإعلام”.
وقدمت الإسعافات الأولية لشخصين في الموقع لم تستدع حالتهما النقل إلى المستشفى، وقد استمرت عمليات الإنقاذ حتى الثالثة فجراً، وفق البيان.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية، فجر اليوم الثلاثاء، أنّ الدفاع المدني انتشل أربع جثث لامرأتين ورجل مسن وطفل، وسيدتين على قيد الحياة.
المبنى تسكنه خمس عائلات سورية معظمهم أطفال، بحسب المنسق بين البلديات في المنطقة، محمد شريم لموقع “سكاي نيوز”.
ونقلت قناة “الجديد” اللبنانية عن أحد عناصر الصليب الأحمر في مكان الحادث قوله إن 17 شخصاً ما زالوا تحت الأنقاض.
جبل تسبّب بالانهيار
وفق صحيفة “النهار” اللبنانية فقد تحدث الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، محمد خير عن سبب الكارثة بقوله “إن الجبل المحاذي للمبنى انهار بفعل المياه، والمبنى غير صالح للسكن وثمة إنذار مسبق لإخلائه”.
المنسق العام “للحملة الوطنية لإعادة السوريين”، مارون الخولي، اعتبر أن “هذا الوضع المأساوي ليس سوى نتيجة تراكم الإهمال من قبل الحكومة اللبنانية والبلديات والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان”.
وأضاف أنّ المبنى أخلي قبل عامين من سكانه خوفاً من انهياره، لكن أقام فيه لاجئون سوريون، وطالب بالتحقيق الفوري في الحادثة.
وتأتي تلك الحادثة بعد عشرة أيام على انهيار مبنى آخر مؤلف من 5 طوابق في منطقة الشويفات جنوب لبنان، بعد إخلائه بعشر دقائق، ولم يسجل أي إصابات، وفق قناة “الجديد” اللبنانية.
وقبل أسبوع أصدرت نقابة مالكي الأبنية المستأجرة، بياناً، حمّلت فيه “الدولة وحكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، مسؤولية انهيار مبنى الشويفات وأي انهيارات أخرى”، وفق موقع “المدن”.
وأضافت في البيان، “اليوم سقط مبنى في الشويفات وغداً ستسقط مبان أخرى، ولن تحرك الدولة ساكناً لأنها دولة لا تتحمل مسؤولية سلامة مواطنيها، ولا تتحمل معالجة أسباب السقوط، منها الإيجارات القديمة التي حولت المباني إلى قنابل موقوتة يمكن أن تسقط في أي لحظة على رؤوس المالكين”.
وأشارت في البيان إلى أنهم حذّروا مؤخراً من وجود أكثر من 15 ألف مبنى مهدد بالانهيار، رافضة تحميل المؤجرين أي مسؤولية.
وبحسب تقديرات الحكومة اللبنانية، يعيش في البلد مليون ونصف المليون لاجئ سوري، 90 بالمئة منهم في حالة من الفقر المدقع، إذ يواجه لبنان أسوأ أزمة اجتماعية واقتصادية منذ عقود وفق “مفوضية اللاجئين” للأمم المتحدة.