شهدت أسواق مدينة إدلب وريفها مؤخراً، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الفروج، الأمر الذي انعكس سلباً على الوضع المعيشي للأهالي، وسط استنكار من قبلهم للحالة السائدة، وتدني القدرة الشرائية عند أغلبيتهم، تزامناً مع تردي الأوضاع الاقتصادية في المنطقة.
وأطلق مدنيون في منطقة شمال غربي سورية، حملة تدعو إلى مقاطعة لحوم الفروج والبيض، بعد الارتفاع الكبير في الأسعار، إذ وصل طن الفروج إلى نحو 1900 دولار أميركي، بعدما كان بـ 1700 دولار.
طاعون الدجاج
وبعد الدعوة إلى مقاطعة لحوم الفروج في إدلب، أصدرت “حكومة الإنقاذ” العاملة في منطقة إدلب وريف حلب الغربي، توضيحاً على لسان المدير العام للتجارة والتموين محمد السليمان، قال فيه ” إنه خلال الأيام القليلة الماضية ارتفعت أسعار الفروج بشكل ملحوظ حيث وصل سعر الطن الواحد لما يقارب 1800 دولار، وذلك لعدة أسباب أبرزها إصابة معظم مداجن المحرر بمرض النيوكاسل (الطاعون).
وأشار السليمان، إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسبة النفوق بمعظم المداجن، ما دعا أصحاب المداجن للتخلص من الطيور المصابة بإشراف الجهات المعنية، وتسبب ذلك بتوقف وضع أفواج جديدة داخل المداجن، من أجل تعقيمها من الأمراض السابقة وتجهيزها لتربية فوج جديد، وكان ذلك “سبباً رئيساً لقلة المعروض من الفروج كما أن تأخير العرض لموسم شهر رمضان المبارك أسهم في قلة العرض حالياً”.
ووفق السليمان، فإن “ارتفاع أسعار الفروج يعد ارتفاعاً عاماً، إذ شهدت كل من مناطق ريف حلب الشمالي وتركيا ارتفاعاً ملحوظاً للفروج خلال الأيام القليلة الماضية بسبب تأثر المنطقة عموماً بالأمراض”.
وكالة سنا تجولت في أسواق إدلب، واستوضحت عن سبب ارتفاع الأسعار، كما سلطت الضوء على وضع الأهالي الاقتصادي الذي لم يعد يحتمل غلاء جديداً.
قرب شهر رمضان
وبحسب محمد خالد وهو صاحب أحد محال الفروج في إدلب، فإن السوق يشهد قلة في اللحوم قبيل شهر رمضان، فأغلب المربين في المداجن خففوا الكميات الموردة للسوق المحلي، لكي تكبر الفراخ أكثر ويكون وزنها أكبر في شهر رمضان، من أجل تحقيق أكبر ربح ممكن.
وقال خالد لوكالة سنا، إن هذا الأمر أثَر بشكل كبير على الناس في المنطقة، فالغالبية اتجهت إلى اللحوم البيضاء من الفروج والسمك بسبب رخص ثمنها مقارنة باللحوم الحمراء من لحوم الأغنام والأبقار التي وصلت أسعارها لأرقام قياسية وصلت ل400 ليرة تركية للكيلوغرام الواحد، مشيراً إلى أن لحم الفروج أيضاً أصبح غالياً، وكثير من الناس عزفت عن استهلاكه، فقد وصل سعر كيلو الصدر ل100 ليرة تركية تقريباً.
ارتفاع أسعار العلف
فيما رجًح عدد من أصحاب محال بيع الفروج، أن ارتفاع أسعار الفروج يعود إلى ارتفاع أسعار الأعلاف والصيصان والتي مصدرها من تركيا، إضافة إلى ارتفاع أسعار مواد التدفئة للمداجن التي تعتمد على الفحم الذي وصل سعر الطن منه إلى 260 دولاراً، كما أثَر انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي على العرض والطلب في سعر الفروج، مضيفين أن الفروج أصبح سعره متقلباً وأشبه بالبورصة.
فيما اشتكى عدد من قاطني المخيمات لوكالة سنا عن غياب اللحم عن مائدة الطعام اليومية، وسط ظروف إنسانية صعبة نتيجة شح المساعدات الإنسانية والغلاء الكبير في الأسعار، إضافة لقلة فرص العمل والبطالة.
وتعد الأسعار الحالية مرتفعة للغاية مقارنة بالأسعار خلال الأشهر الماضية، فقد كان الفروج من المواد الرخيصة الثمن ما جعل الطلب عليها يتزايد في ظل عرض مماثل، وتعمل في إدلب عشرات المداجن التي تربي الدجاج بغية الاستفادة من اللحم الأبيض والبيض، وتشهد هذه المهنة رواجاً كبيراً في المنطقة.
يشار إلى أن مختلف المواد الأساسية في إدلب تشهد ارتفاعاً متفاوتاً، وخلال الفترة الماضية شهدت إدلب موجة غلاء كبيرة طالت معظم المواد الغذائية والخضار والفواكه ولحوم الضأن والسمك، وهي ظاهرة تزامنت مع فصل الشتاء وصعود الدولار مقابل الليرة التركية.