أطلقت عناصر تابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، مساء أمس الثلاثاء 5 آذار 2024، النار باتجاه مظاهرة شعبية خرجت ضدها في مدينة دارة عزة غربي حلب.
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر تفريق المظاهرة بالرصاص في تطور لافت لكيفية تعامل هيئة تحـ.ـرير الشام مع الأصوات المنادية بالتغيير.
وبحسب مصادر خاصة لوكالة سنا، فإن تظاهرة شعبية خرجت في مدينة دارة عزة، في سياق الحراك الشعبي المتصاعد ضد ممارسات تحرير الشام الأمنية والضرائب التي فرضتها على المدنيين، ولا سيما بعد قضية العملاء الأخيرة، والتي فضحت ممارسات الهيئة والتعذيب في سجونها وكثرة المظالم.
وجاء إطلاق النار الذي استهدف المظاهرة الليلية وفق المصادر من قبل مجموعة تنتمي للهيئة خلال تظاهرة ليلية في مدينة دارة عزة، أدت لتفريق المتظاهرين الذين رددوا شعارات ضد الهيئة وقياداتها، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين.
وفي سياق الحراك الشعبي ضد تحرير الشام خرج المئات من المدنيين في مظاهرات شعبية يوم الجمعة 1 آذار، في عدة مدن وبلدات بريفي إدلب وحلب، تطالب بالإفراج عن المعتقلين من أبناء الحراك الثوري، المعتقلين منذ سنوات، دون معرفة مصيرهم.
ونظم ناشطون تظاهرات مركزية في مدن (إدلب – بنش) بريف إدلب، وفي الأتارب بريف حلب الغربي، طالبت قيادة الهيئة بالإفراج عن المعتقلين المغيبين في السجون، بعد فضح ممارسات الهيئة والتعذيب الذي تمارسه بحق المعتقلين بما فيهم عناصرها وقياداتها العسكرية على خلفية “قضية العملاء”.
ورفع المحتجون لافتات تطالب بإسقاط زعيم تحرير الشام، والدعوة لتشكيل قيادة حقيقية للفصائل في المنطقة، بعيداً عن هيمنة الهيئة وقياداتها، وممارستها شتى أنواع الاعتقال والتعذيب في السجون، علاوة عن إخفاء مصير المعتقلين منهم مضى على اعتقالهم أكثر من سبع سنوات.
وفي 25 شباط الفائت، تجمع العشرات من المحتجين في منطقة دوار سرمدا بريف إدلب الشمالي اليوم الأحد، في تظاهرة احتجاجية ضد “مسالخ الجولاني البشرية”، بعد تكشف آخر صنوف التعذيب والقتل في المعتقلات التي تديرها الأجهزة الأمنية، والتي شابهت لحد بعيد سجون الأسد وأصناف تعذيبه.
وبرزت الدعوات للتظاهر بعد فضح ممارسات الأمنيين في سجون “هيئة تحرير الشام، بعد سلسلة واسعة من الاعتقالات ليس فقط لمعتقلي الرأي وأبناء الحراك الثوري، بل لعناصر وقيادات من هيئة تحرير الشام نفسها، والذين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب والضرب والإهانة، وقتل عدد منهم تحت التعذيب.
ومؤخراً، انتشلت عناصر من “جيش الأحرار”، جثة الشاب “أبو عبيدة الحكيم” أحد عناصر الفصيل، والذي قضى تحت التعذيب في سجون “هيئة تحرير الشام”، من إحدى المقابر في منطقة الشيخ بحر غربي إدلب، بعد إقرار الهيئة بمكان دفن الجثة، في وقت لايزال مصير الآلاف من المعتقلين في سجونها منذ سنوات مغيباً دون معرفة مصيرهم.
وطرحت الجريمة الباب أمام عشرات التساؤلات عن مصير آلاف المعتقلين في سجون “هيئة تحرير الشام” بينهم الكثير من أبناء الجراك الثوري، وإن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، أم أنهم قتلوا تعذيباً وتم دفنهم في مقابر أو مدافن عشوائية، أو تحليل جثثهم لعدم تمكن أحد من معرفة مكانها والوصول إليها.
عفو عام
وأصدرت “حكومة الإنقاذ” العاملة في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”، أمس الثلاثاء، عفواً عاماً عن السجناء في معتقلاتها، ضمن شروط واستثناءات في مقدمتها الحصول على وثيقة حسن سلوك.
وقالت، في بيان نشرته عبر معرفاتها الرسمية “بمناسبة شهر رمضان تمت المصادقة على منح عفو عام عن جميع مرتكبي الجرائم”.
وحمل البيان عدداً من الشروط، من بينها إسقاط الحق الشخصي للاستفادة من المرسوم، إضافة إلى عدد من الاستثناءات مثل “جرائم الحدود والقصاص والخطف والسطو المسلح والسرقة التي تزيد عقوبتها على الحبس لمدة ثمانية أشهر ويزيد تعزيرها المالي على ألف دولار أميركي، والعود الجرمي، وترويج المخدرات والاتجار بها، وتزوير العملة وترويجها”.
وأشار إلى أن “الفارين” من وجه القضاء سيستفيدون أيضاً من المرسوم “شرط أن يسلموا أنفسهم خلال مدة أقصاهاً 30 يوماً من تاريخ صدوره”.
ويأتي المرسوم في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة “تحرير الشام” توتراً على خلفية مطالبات بإسقاط زعيمها، وذلك بعد أيام من اكتشاف مقتل شاب تحت التعذيب في معتقلات الفصيل.