أعلنت منظمة من أجلهم الإنسانية اختتام دبلوم المرافعات القضائية في مدينة أعزاز شمالي حلب، والذي استهدف خريجي وطلاب كليات الحقوق في جامعات الشمال السوري، بهدف توفير الأدوات اللازمة لهم للبدء بمسيرتهم المهنية.
الدبلوم أقيم بالتعاون بين منظمة لأجلهم الإنسانية وبين الجامعة الدولية للعلوم والنهضة في مدينة أعزاز، من خلال جلسات تدريبية مكثفة، تمكن الطلاب من خلالها اكتساب المعرفة التي تفيدهم في الحياة العملية.
دخول سوق العمل
وفي حديث خاص مع وكالة سنا، قالت مديرة منظمة لأجلهم الإنسانية القاضية سمر الحسين، إن الدبلوم جاء بالتشاور بين المنظمة وجامعة النهضة، بعد أن تبين غياب الكثير من المعلومات عن طلبة الحقوق في الجامعات، مشيرة إلى أن العلم الأكاديمي لا يكفي لدخولهم سوق العمل، إنما يحتاجون إلى معلومات مهنية بحتة تفيدهم في حياتهم العملية.
وأضافت أن الدبلوم أُنشئ خصيصاً لتزويد الطلاب بالمعلومات وتقويتهم لدخول سوق العمل مهنياً، مثل المحاماة والقضاء، أو مجال ضباط الشرطة، أو العمل بمجال التحقيق.
ولفتت الحسين إلى أن طلاب الحقوق يدرسون المنهاج كاملاً في الجامعة، إلا أنهم يتفاجؤون بالحياة العملية عند دخولهم سوق العمل، كما أن الكثير من القضاة والنواب العاميين ومن يعملون في السلك القضائي، تكلموا مراراً عن غياب الخبرة وعدم الوعي لأدوات العمل المهني لدى طلاب الحقوق أو الخريجين حديثاً من كليات الحقوق، فعند كتابة الاستدعاء يكتبه الكثير منهم بأربع صفحات دون أن يعبروا عن طلباتهم، في حين أنه تكفي صفحة واحدة لذلك، أو عدم معرفتهم كيفية دخول سوق العمل كمحامين، أو كيف يدرسون الإضبارة والاستجوابات.
وأشارت الحسين إلى أنه ونتيجة النقص الحاصل والحاجة جاء دبلوم المرافعات القضائية لسد هذه الثغرة لدى طلبة الحقوق، كما أن الدبلوم مجاني سواء بالنسبة للطلاب أو بالنسبة للمحاضرين.
الكوادر المحاضِرة
وعن الكوادر التي حاضرت في الدبلوم المهني قالت الحسين، إن الكوادر كانت مختصة، فقد ألقى القاضي العام ياسر الباشا محاضرات في الدبلوم، إضافة لقاضي التحقيق علاء الجمل، وقاضي من محكمة الراعي، والمحامي وعضو مجلس محافظة حلب المحامي فائز الدبل، وممثل نقابة المحامين الأحرار المحامي عبد الرزاق رزوق الذي تحدث عن النقابة ونظامها الداخلي، مشيرة إلى أنهم لم يبخلوا بأي معلومة يملكونها، في حين كانت آخر جلستين في الدبلوم هي محاضرات مخصصة لوزير العدل في الحكومة السورية المؤقتة حبوش لاطة، الذي أعطى معلومات عملية ومهنية قيمة، فقد تكلم عن القضاء العسكري وقضاء التحقيق، إضافة للخبرات التي اكتسبها من الدورات التي تلقاها في مصر.
وأشارت إلى أن الدبلوم كان شاملاً لكل المعلومات التي أراد الطلاب أن يستفسروا عنها، كما كان من بينهم خريجو كلية الحقوق أو محامون دخلوا المهنة حديثاً.
وختمت الحسين حديثها بأن الدبلوم كان رحلة معرفية غنية، حيث شارك فيها نخبة من القضاة والمحامين المتميزين، مقدمين جلسات تدريبية مركزة ومكثفة، تمكن الطلاب من خلال هذه الجلسات من الغوص في أعماق المعرفة القانونية والممارسة العملية، مستفيدين من ثمرة جهود وخبرات مقدمي الدورة، وفق ما قالت.
كما تؤمن منظمة لأجلهم بحسب الحسين، بأن التعليم هو السبيل لتحقيق التغيير الإيجابي وبناء مستقبل أفضل، معربة عن فخرها بأن تكون جزءاً من هذه الرحلة التعليمية الملهمة.
تقييم التجربة
أعرب الطالب في السنة الأولى لكلية الحقوق في الجامعة الدولية للعلوم والنهضة أحمد عبد الكريم عن استفادته من دبلوم المرافعات القضائية الذي حضره في الجامعة، مشيراً إلى أن المعلومات التي تلقاها كانت ذات قيمة كبيرة.
وزار الطالب أحمد مع دفعة الدبلوم الحقوقي وضمن الأنشطة التدريبية للدبلوم، المصح المركزي لمعالجة الإدمان على المخدرات التابع للهلال الأخضر السوري في مدينة أعزاز، وقدم مدير المصح الشرح عن المركز وأهدافه والخدمات التي يقدمها للمجتمع ولمرضى الإدمان بشكل خاص.
كما أجاب الدكتور حسان إبراهيم مدير صحة أعزاز عن الأسئلة الصحية والأساتذة المحامين عن الأسئلة القانونية التي تهم الطلاب، وتم النقاش عن أضرار المخدرات النفسية والجسدية، وأضراره على المجتمع وطريقة التعامل مع المتعاطي صحياً ونفسياً وقانونياً.
هذا ويجد خريجو الجامعات في الشمال السوري صعوبة كبيرة في دخول سوق العمل نتيجة الفجوة بين العلوم النظرية في الجامعة وبين الحياة العملية، والذي يتزامن مع قلة فرص العمل وانتشار البطالة، والذي أدى إلى تردي الحالة الاقتصادية في منطقة شمال غربي سورية.