في خرق هو الأول من نوعه، وقعت جامعة حلب في المناطق المحررة اتفاقية تعاون وشراكة وتوأمة مع جامعة تيرامو الإيطالية، وذلك بعد جهود مضنية بذلتها الجامعة، ومن خلفها الائتلاف الوطني السوري.
وبحسب مصادر وكالة “سنا” فإن ما تم الإعلان عنه يوم الأربعاء الماضي، كان تكليلاً لجهود بذلها المعهد الدبلوماسي الأوروبي ومؤسسة سلام الايطالية بالتعاون مع مؤسسات المعارضة السورية وجامعة حلب في المناطق المحررة طيلة الأشهر الماضية.
وتضمنت تلك الجهود التواصل مع الجامعة الإيطالية وتلبية متطلباتها من إطلاع على خطط ومناهج جامعة حلب في المناطق المحررة، ووضعها بصورة كاملة عن الكوادر وأعداد الطلاب وغير ذلك.
كما استقبلت جامعة حلب مطلع العام الحالي مدير “المعهد الدبلوماسي الأوروبي” دكتور باسم حتاحت، ومديرة “مؤسسة السلام” الإيطالية سيمونة فيرناندز، التي لعبت دوراً في عملية التواصل، ونقلت صورة عن الجامعة إلى إيطاليا.
الائتلاف يمهد للاتفاقية
قبيل توقيع الاتفاقية، شارك عضو الهيئة السياسية في الإئتلاف الوطني السوري أحمد بكورة بمؤتمر في إيطاليا تحت عنوان “أسبوع التكامل: ما وراء الحدود” بتمويل من رئاسة مجلس الوزراء الإيطالي.
وألقى بكورة كلمة في المؤتمر تحدث فيها عن أهمية التعليم بشكل خاص في سورية، والمشاكل والصعوبات التي واجهت قطاع التعليم خلال السنوات الماضية.
وقال بكورة في تصريح خاص لوكالة سنا إنه ركز في المؤتمر على دور التعليم في تحسين أوضاع السوريين وتعزيز صمودهم وبقائهم في بلادهم، والتقليل من مخاطر اللجوء من خلال الخدمات التي يقدمها الخريجون في مختلف القطاعات كالطب والهندسة والإنسانيات والخدمات.
كما أشار بكورة إلى أن التعليم يدعم العملية السياسية عبر توفير الخبراء المؤهلين لإدارة العمليات اللازمة لإعادة إعمار سورية، وتأهيل الخدمات فيها، ويحول دون ترك المجال لأي فكر دخيل أو حركات غير وطنية لملء الفراغ لدى الشباب.
أهمية الاتفاقية بين جامعتي حلب الحرة وتيرامو الإيطالية
خلال الاجتماع الذي استضافته جامعة تيرامو، ناقش الوفدان أوجه التعاون والشراكة واتفاقية التوأمة بين الجامعتين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتطوير التعليم.
كما تم الاتفاق على البدء بخطوات الاعتراف بجامعة حلب في المناطق المحررة واعتماد الشهادات الصادرة عنها للتسجيل في جامعة تيرامو.
ويقول المسؤول الإعلامي في جامعة حلب الحرة نصار نصار في حديث لوكالة سنا إن أهمية هذه الاتفاقية تكمن في كونها تشكل خطوة للأمام في طريق الاعتراف واعتماد الشهادات الصادرة عن جامعة حلب في المناطق المحرّرة.
يضاف إلى ذلك أن الاتفاقية تنص على افتتاح برامج دراسات عليا أكاديمية (ماجستير ودكتوراه) في تخصصات جديدة تفتقر إليها المناطق المحرّرة من مثل العلوم الزراعيّة والبيئيّة والزراعة التكنولوجيّة والعضويّة، والعلوم السياسيّة العلوم الاقتصاديّة وعلوم الاتصال.
ومن ناحية أخرى، يقول نصار: “من الممكن إتاحة الفرصة لتأمين منح طلابية لعدد من الطلاب، والأهم من ذلك هي فتح الباب لشراكات وبرامج مشتركة مع جامعات عالمية أخرى وهذا الأمر من الأهمية بمكان بالنسبة لنا كجامعة”.
وعن الخطوة التالية ما بعد توقيع الاتفاق، قال نصار: “حالياً نحن بصدد بدء الخطوات العمليّة في مجال افتتاح البرامج المذكورة، وكذلك دراسة إمكانيّة افتتاح برامج أخرى مع جامعة تيرامو وتطويرها لاحقاً، وهذا ربما يحتاج لقاءات لاحقة وتبادل زيارات بين الجامعتين”.
الجدير بالذكر أن الوفد الذي شارك بتوقيع الاتفاق ضم الدكتور عماد برق نائب رئيس جامعة حلب الحرة للشؤون الإداريّة وشؤون الطلاب، والدكتور عبد الله حمادة نائب رئيس مركز الدراسات والأبحاث في الجامعة، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد بكورة.