12.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 21, 2024

معاذ الخطيب يوجه رسالة إلى اللبنانيين بخصوص اللاجئين السوريين

وجه الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري الشيخ معاذ الخطيب رسالة إلى المسؤولين والسياسيين وقادة الرأي والمجتمع في لبنان بخصوص اللاجئين السوريين والانتهاكات التي يتعرضون لها.

وبدأ الخطيب رسالته بتقديم العزاء “بكل أبناء لبنان الذين تمتد يد الجريمة إليهم”، وبشكل خاص باسكال سليمان، واصفاً “اختطافه ثم اغتياله بأنه عمل في غاية الدناءة والإجرام”.

وأضاف: بعيداً عن أي خلاف سياسي ومن منطلق إنساني وموضوعي محض أتوجه لكم جميعاً بالتصور التالي: إن منطقتنا في هذا العالم بؤرة ثقافات وتنوعات لاتكاد تنتهي ويمكن التعامل معها بطريقين: التصعيد الحاد للهويات وسيؤدي ذلك إلى احتقانات هائلة يتم تفريغها كل فترة بسيول من دماء الجميع، والطريقة الثانية هي التفاهم والتراحم والتعايش الإيجابي.

وتابع: “اللاجىء السوري لم يأت بمحض إرادته ولم ينو يوماً مضايقة أو مزاحمة أحد في شيء، فما حصل في سورية مهما اختلفنا في النظر إليه هو مأساة غير مسبوقة جعلت أكثر من عشرة ملايين سوري ينجون بأرواحهم في بلاد ابتلعت سجونها مئات ألوف الأبرياء وسكب من دماء أبنائها مئات ألوف أخرى واللبنانيون جميعا يدركون معنى الظلم والإكراه وتدخل الأصابع الإقليمية والدولية فقد مروا بظروف قاسية للغاية مازالت آثارها موجودة حتى الآن”.

كما شدد على أن السوريين يدركون أن “البلاد المجاورة تحملت عبئاً كبيراً فوق أعبائها ونشكر أهلنا في لبنان والأردن ومصر وتركيا وكردستان العراق التي فتحت أبوابها لهم وتحملت الكثير”.

ومضى بالقول: “مهم إدراكنا المشترك لعدة أمور: المنطقة كلها صارت ساحة تصفية حسابات وصناعة معادلات ومصالح على حساب مقوماتها وشعوبها، أن تنوعها الفريد يراد له التدمير والفناء، وتصعيد العداوات والنزاعات هو الوسيلة الأقرب لذلك (كم هو مؤلم أن يكون هناك عمل خطير خلال سنوات طويلة لاقتلاع الوجود المسيحي في الشرق الأوسط وأن يكون هناك تهديد وجودي لنا كسوريين في هويتنا وانتمائنا)، الحفاظ على هويات الجميع ضرورة إنسانية وحضارية وعامل غنى لنا جميعاً وعلينا كلنا أن نحافظ على هويات بعضنا والتي أعطت العالم كله نسيجاً فريداً غير مسبوق، الروح الآسرة للبنان معجونة بأرقى معاني الرحمة والصفاء والإنسانية من قديسها مار مارون السوري السرياني إلى إمامها الأوزاعي مروراً بكثيرين أوقدوا النور في دروب عالم مائج بالاضطرابات، إن الاحتقانات والخلافات لايمكن حلها من خلال تحميلها على أضعف الأطراف وجعله كبش الفداء فذلك سيزيد الأمور تعقيداً، العدل مطلب مقدس للبشر وأية عقوبة لأي فعل يجب أن تقتصر على صاحبها والعقاب الجماعي مرفوض قانونياً وشرعياً وأخلاقياً، لاتوجد مجموعة في لبنان إلا وتعرضت لإجحاف ما أو اغتيالات أو اضطهاد وصار عندها شعور شديد بالظلم، ولاتستوفى تلك المظلوميات بظلم أقسى بل بانفتاح أكثر ووعي أكبر.

وختم بالقول: “عند وجود قانون يستريح ويأمن الجميع وريثما يتم تجاوز عقبات عديدة فبحث العقلاء عن حل لأي قضية سيدفع تجاه بداية حل بدل الغرق في التصعيد والكراهية التي ستنعكس سلباً في كل مفاصل الحياة”.

كما ناشد المسؤولين وكل لبناني أن يعيش المأساة التي حلت بأكثر السوريين وأن يتفهم أن إدراكه لها سيعين السوري أكثر ليتجاوز مامر به من آلام وعذابات وسينعكس ذلك بشكل إيجابي علينا كلنا متجاوزين معه أنواعاً من الإذلال والإساءة غير المبررة التي تعرض لها البعض، وإني أعتذر شخصياً عن بعض السوريين الذين قد يكونوا قد أساؤوا التصرف يوماً بسبب ظرف قاهر أو احتياج ما.

ودعا كل سوري إلى الالتزام بالقانون واحترام حياة وخصوصيات أهلنا اللبنانيين وأن لايكون بقاء أي سوري إلا لاضطرار وظرف قاهر ومن يتمكن من العودة إلى بلده آمناً فعليه القيام بذلك بأقرب وقت.

وخصت الرسالة كلاً من:

نبيه بري – رئيس مجلس النواب
نجيب ميقاتي – رئيس مجلس الوزراء
العميد الركن سليم موريس وزير الدفاع الوطني
القاضي بسام المولوي وزير الداخلية .
العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبناني
مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد الله دريان
الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للكنسية المارونية
المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس يوحنا العاشر يازجي.
بطريرك الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية رافائيل ميناسسيان.
النائب جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر
النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب اللبنانية
النائب تيمور جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي
الوزير السابق سليمان فرنجية رئيس تيار المردة
الدكتور سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية
حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله
قادة الرأي الاجتماعي والديني والسياسي وأهلنا جميعاً في لبنان.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار