12.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 21, 2024

خسائر في المحاصيل العطرية بإدلب نتيجة التقلبات المناخية

على غير المتوقع، جرت الرياح بما لا يشتهي مزارعو الحبوب العطرية في سهل الروج في منطقة إدلب، فقد تعرضت محاصيلهم لتلف كبير نتيجة المنخفضات الجوية المتواصلة، التي أعقبها ارتفاع في درجات الحرارة، ما سبب بأمراض فطرية لهذه المحاصيل، وسط مخاوف المزارعين من خسائر كبيرة.

واتجه عدد من المزارعين مؤخراً في منطقة إدلب إلى زراعة النباتات الطبية والعطرية “كاليانسون والكمون والكزبرة والحبة السوداء”، في ظل عزوف بعضهم عن زراعة المحاصيل الرئيسة كالقمح والشعير، نظراً لقلة كلف هذه المزروعات، وإنتاجها الوفير وسعرها الجيد، مقارنة بالمحاصيل الأخرى.

ونتيجة التقلبات الجوية في شهر نيسان الحالي، حذَّر مهندسون زراعيون في الشمال السوري من تعرّض الحبوب العطرية إلى هجمة مرضية فطرية تسمى (الألترناريا)، ولفتوا إلى ضرورة متابعة الأراضي المزروعة بالحبوب العطرية ورشها بالمبيدات الفطرية، بهدف السيطرة على اللفحة الفطرية التي تنشط مع ارتفاع درجات الحرارة الحالية.

وقال المهندس الزراعي محمد شيخ دياب لوكالة سنا، إن المنخفضات الجوية الأخيرة أثّرت بشكل كبير على المحاصيل العطرية، وتركّزت على مادتي الكمون وحبة البركة، ما أدّى إلى قلب وإنهاء آلاف الهكتارات المزروعة بهما في الشمال السوري، بينما كان ضررها أقل في باقي المحاصيل العطرية كاليانسون والشمرة والكزبرة.

وأوضح أن المزارع الذي زرع في الشهر الأول من هذا العام لم يظهر محصول الكمون على سطح الأرض، وإذا نما فقد أصيب بمرض اختناق الجذور ومرض “الفيوزاريوم” الخطي، ما أدى إلى تدهور المحصول.

وأضاف أنه لا توجد طرق للوقاية قبل ظهور المجموع الخضري للمحصول، أما بعد 15 يوماً من نمو المحصول فهناك طرق الوقاية من اللفحات من خلال الرش بالمبيدات الفطرية الوقائية، مضيفاً أن “لفحة الألترناريا، ومرض الذبول، والأمراض الفطرية تصيب الجذور وسوق النباتات، وتحتاج إلى علاج مباشر من خلال رشها بمبيدات فطرية مثل (بافستين – أمستار) بهدف إيقاف المرض الفطري”.

وتتراوح كلف المبيدات الفطرية والأسمدة بين 50 و75 دولاراً أميركياً للدونم الواحد، وفي حال عدم استجابة النبات لعلاج اللفحة المرضية، سيفشل المحصول، ويخسر المزارع ما وضعه من مصاريف وكلف زراعية.

وحذّر مختصون زراعيون في وقت سابق من تعرض محاصيل الكمون لهجمة مرضية شرسة تؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة لهم، في حال عدم استجابتهم لعلاج مرض شلل الكمون.

وذكروا أن الظروف الملائمة لانتشار المرض هي (الرطوبة المرتفعة ودرجات الحرارة المعتدلة، والتربة الحامضية، وزيادة عنصر الآزوت ونقص عنصر البوتاسيم في التربة).

وأشاروا إلى أن “محصول الكمون يتأثر بالمرض في مختلف مراحل النمو منذ فترة البذار حتى النضج، حيث يتحول لون الأوراق من اللون الأخضر إلى اللون الأصفر في النباتات المزروعة مبكراً، وبدءاً من الأوراق القديمة باتجاه الأوراق الفتية، وفي حالة الإصابة الشديدة يذبل النبات”.

وأوضحوا أنّ “آثار المرض على جذور النباتات المصابة على هيئة بقع بلون بني داكن، وفي حال إصابة المحصول بالمرض في مرحلة الإزهار تبقى الأزهار عقيمة، بينما إذا تعرضت للإصابة في مرحلة تشكل البذار تتسبب في بقائها صغيرة الحجم ومجعدة، مع إمكانية نقل المرض إلى البذار السليم خلال عملية الحصاد”.

أسعار مغرية

وتنشط زراعة الحبوب العطرية في مناطق الشمال السوري على حساب القمح والشعير، نتيجة انخفاض أسعارهما، خلال العام الماضي، ما استدعى إلى بحث المزارعين عن مصادر زراعية أكثر ربحاً، حيث يعد الكمون من أبرز المزروعات العطرية زراعةً وأكثرها تضرراً في موجة المرض الحالية.

ووصل سعر طن الكمون خلال الموسم الزراعي الماضي إلى حدود ثمانية آلاف دولار أميركي، بعدما كان قبل فترة الحصاد نحو 3500 دولار، ما دفع المزارعين خلال الموسم الحالي إلى توسيع زراعته، رغم عدم صلاح وضعف مخزون بعض الأراضي الزراعية لزراعته، وفق المزارع مازن توامي.

المساحات المزروعة

وبحسب عدد من المزارعين الذين التقت بهم وكالة سنا، فإن انحسار المساحات المزروعة في منطقة إدلب، بعد سيطرة قوات الأسد على مساحات شاسعة، إثر سلسلة من العمليات العسكرية، سبّب توجه المزارعين في المنطقة إلى مزروعات أكثر إنتاجية، تحقق أكبر ربح بأقل التكاليف، واستثمار المساحات الصالحة للزراعة لزراعتها بأكثر من دورة زراعية.

يشار إلى أن النباتات العطرية والطبية لم تشهد رواجاً قبل 2010، إنما كانت تزرع بالدونم، بينما اليوم تشهد المنطقة زراعة عشرات الهكتارات، نظراً لجدواها الاقتصادية والطلب العالمي لها، وكانت سورية سابقاً تعد من البلدان الرائدة بزراعة وتصدير الكمون، إذ وصل إنتاجه عام 2004 إلى 32 ألف طن، فيما كانت ذروة الإنتاج عام 2002 (46 ألف طن)، ووصلت قيمة صادراته 2004 إلى 131 مليون دولار أمريكي.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار