أقامت وكالة الصحة والعدالة معرضاً إنتاجياً في مدينة سلقين شمالي غربي إدلب، لعرض المخرجات والمنتجات وقصص النجاح في مشروع لأجلك، الذي يستهدف ذوي الهمم في المنطقة.
ويهدف المعرض لدمج أصحاب البتر في المجتمع من خلال تأهيلهم مهنياً، ودعمهم مادياً لإطلاق مشاريعهم الخاصة.
الدكتور أحمد بقاعي مدير وكالة الصحة والعدالة قال لوكالة سنا، إن مشروع لأجلك هو ضمن برنامج إرادة، وهو أحد برنامج الوكالة الثلاثة إلى جانب برنامجي الصحة والحماية، حيث يتضمن تدريبات مهنية لذوي الهمم “إصابات بتر”.
وأضاف بقاعي أن التدريب يضم 25 متدرباً ومتدربة، مقسمين إلى فئات، ففئة النساء يتم تريبهن على مهارات الطبخ والخياطة والتطريز، وفئة الشباب يتم تدريبهم على الكمبيوتر وبرامج التصميم والصيانة.
واستمرت التدريبات لمدة أربعة أشهر، حيث جاء المعرض بعد نهاية التدريب لعرض المخرجات والمنتجات وقصص النجاح.
ولفت بقاعي إلى أن كل متدرب حصل بعد نهاية التدريب على سلة مهنية خاصة بالتدريب الذي خضع له، فمن خضع لتدريب الطبخ، حصل على سلة “فرن غاز، أواني مطبخ كاملة”، ومتدرب التصميم حصل على “كمبيوتر”، ومتردب الصيانة، حصل على “أجهزة ومعدات لصيانة الأجهزة الكهربائية”، ومتدرب الخياطة حصل على “ماكينة خياطة” مع عدة مبدئية كاملة.
وأشار بقاعي إلى أن الوكالة عندما جهزت مخطط تنفيذ المشروع، ضمنَت فيه تدريبات في مجال الحوكمة والإدارة الرشيدة وجلسات للدعم النفسي، لافتاً إلى أن كل المستفيدين من مشروع لأجلك لديهم إصابات أو فاقدين لأحد أطرافهم العلوية أو السفلية.
ووكالة الصحة والعدالة، هي منظمة مجتمع مدني، مرخصة في تركيا، وتعمل في مجالات الصحة والحماية وذوي الهمم، وتقسم إلى ثلاثة برامج (برنامج الصحة: إنقاذ روح، وبرنامج الحماية: مساحة أمان، ذوي الهمم: إرادة).
وخلال شهر تشرين الثاني 2023، أطلقت الوكالة مشروعين، الأول مشروع” تميز” ضمن برنامج مساحة أمان، الذي شمل تدريب النساء والأطفال على إعادة التدوير والصوف والرسم الاحترافي، بهدف إيجاد آليات جديدة مختلفة للدعم النفسي للنساء والأطفال، وضم خمسين امرأة وخمسة أطفال، وفق ما قال الدكتور أحمد بقاعي.
وبرنامج مساحة أمان أطلقته الوكالة نتيجة الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 شباط من العام الماضي، لدعم وتحسين الصحة النفسية للأطفال والنساء بشكل أساسي.
ويُعنى برنامج إرادة بذوي الهمم، ومن ضمن مشاريعها مشروع الأطراف الصناعية عبر مركز ثابت في مدينة سلقين، وعيادة نقالة مجهزة بالكادر والمعدات الخاصة بالأطراف، وتعمل في أغلب مناطق الشمال المحرر.
ذوي الهمم
وفق بقاعي فإن ذوي الهمم من أكثر الفئات المتضررة والمهمشة في الشمال السوري، وهم بحاجة ماسة لتغيير في نمط وآليات التعامل معهم، وذلك من خلال مشاريع وبرامج خاصة بهم يكون لهم دور في إدارتها واختيارها، إضافة لحاجتهم الماسة للدمج في المجتمع، من خلال دعمهم مادياً ونفسياً ومهنياً وتعليمياً واجتماعياً، ليكونوا عناصر فعالين في المجتمع.
مشكلة التمويل
بحسب بقاعي فإن مشكلة التمويل تعتبر العائق الأكبر للوصول للهدف العامة ولدى الوكالة خاطة واسعة على المنظور الإستراتيجي، وقدمت عدداً من المشاريع الخاصة لذوي الهمم للجهات المانحة، وتسعى لتنفيذها في حال تم تأمين المنح ومن أمثلتها إحداث رابطة أو نقابة خاصة بذوي الهمم، لتكون هذه المؤسسة هي المسؤولة عن تقدير احتياجاتهم وتنمية قدراتهم ودمجهم في المجتمع.
أوضاع ذوي الإعاقة
يعيش الأشخاص ذوي الإعاقة ظروفاً صعبة، نتيجة الاحتياجات الكبيرة لهم، ناهيك عن صعوبة الوضع الاقتصادي في شمال غربي سورية، بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار وقلة فرص العمل، إضافة لصعوبة الوضع الإنساني في المخيمات، والذي تزيد صعوبته على شريحة ذوي الإعاقة، بسبب عدم قدرتها على تلبية احتياجاتها بنفسها، وفق ما قال في حديث سابق ثائر بلال، وهو حقوقي من ذوي الإعاقة، ومقيم في مدينة سلقين شمال غربي إدلب.
وتعمل عدة منظمات على دعم مراكز لدعم ذوي الإعاقة في شمال غربي سورية، حيث تعمل منظمة “عطاء” على عدة مشاريع عديدة لخدمة ذوي الإعاقة في تركيا منها مركز أذيات الحبل الشوكي ودار الاستشفاء لإيواء المشلولين، ومركز للأطراف والعلاج الفيزيائي.
كما تعمل منظمة “سند” المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة على تقديم خدمات في قطاع الحماية والتعليم والتمكين الاقتصادي، وتتخذ بلدة كفر تخاريم شمال غرب إدلب مركزاً لها في الداخل السوري، كما افتتحت مركزاً في كفر يحمول شمال إدلب.
ويوجد مركزان لتعليم المكفوفين بطريقة برايل في شمال غربي سورية، مركز لجمعية “IHH” بمدينة أعزاز ومركز جمعية رفع المستوى في مدينة إدلب، إضافة إلى مراكز التأهيل لذوي الإعاقات الذهنية في محافظة إدلب مركز الرعاية الإنسانية في مدينة إدلب، مركز متلازمة داون في مدينة إدلب، مركز “بشّر الصابرين” في مدينة إدلب،
مركز سند في كفر تخاريم، مركز بسمة أمل في سلقين، وعدد من المراكز والمشاريع لفرق تطوعية، تقدم خدمات مجانية لذوي الإعاقة في المنطقة.
أبرز الاحتياجات
بحسب تقرير صادر عن وحدة تنسيق الدعم فإن أبرز الاحتياجات للأشخاص ذوي الإعاقة في الشمال السوري، تتمثل بضرورة “تأمين قسائم مالية متعددة الأغراض، وقود ووسائل التدفئة، خدمات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، توفير فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة، التعليم، الوصول إلى المرافق الصحية، تدريب الأشخاص ذوي الإعاقة لتنمية مهاراتهم”.
إضافة لـ”تأمين كراسٍ متحركة ووسائل مساعدة في المشي، وتوفير وسائل النقل العام مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتجهيز بنى تحتية للطرقات مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأمين فوط للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن”.
ومع استمرار القصف الممنهج لقوات الأسد وروسيا ضد المدنيين في شمال غربي سورية، تتزايد أعداد المُصابين بإعاقات جسدية ونفسية، وتشتدّ الحاجة لتقديم الدعم والمساعدة لهم، لكي يتمكنوا من الاستمرار بالحياة بصورة مستقلّة وكريمة.