تتواصل الاحتجاجات الشعبية في محافظة السويداء، حيث شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، اليوم الجمعة، مظاهرات حاشدة، رداً على إرسال قوات الأسد تعزيزات عسكرية إلى المحافظة، خلال الأيام الماضية.
وأفادت شبكة “السويداء 24” المحلية، بأن حشوداً كبيرة من مختلف قرى ومدن محافظة السويداء توافدت إلى ساحة الكرامة، التي غصت بآلاف المتظاهرين، في مشهد تحدٍ للحشود العسكرية، الذي عكس الإصرار الشعبي على مطالب التغيير السياسي، وإسقاط نظام الأسد.
إضافة لخروج احتجاجات شعبية في كل من بكا والقريّا والمزرعة وقنوات والجنينة وعدد من القرى المشاركة، ورغم تراجع نسبة المشاركة في الأشهر القليلة المنصرمة لاعتبارات عديدة، إلّا أن مشاهد الحشود العسكرية والأمنية التي دفعت بها دمشق إلى السويداء في الأيام الماضية؛ أعادت زخم التظاهرات إلى ساحة الكرامة اليوم، التي تعد معقلاً رئيسياً للحراك الشعبي، وفق شبكة “السويداء 24”.
وأشارت إلى أن حشود المتظاهرين طالبوا بالحرية وإسقاط نظام الأسد، رداً على إرسال الأخير تعزيزات عسكرية في الأيام الماضية.
وهتف المتظاهرون بالقول: “يا السويداء على ظيمك لا تنامي.. طب الفزيع ودقت طبول الحرب، التهديدات لا ترهبنا، الاعتداءات توحدنا، سلميون ورجال أقوياء عند اللزوم، “بشار الأسد” فعلاً موحد سورية بس ضدو، السويداء أرض السلام لا الاستسلام، نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت، الجيش مكانه على الحدود لا لترهيب السويداء، هز الورد لتشمه، وهز الجبل لتلمه”.
من جانبه، أصدر “تجمع عشائر الجنوب” بياناً، أشار فيه إلى أن محافظة السويداء “تشهد تسارعاً في وتيرة الأحداث، وذلك عبر إرسال النظام عدة أرتال من آلياته وجنوده التعفيشيين في محاولة منه للعبث بأمن المحافظة وخلق جو ملائم للتشبيح والتعفيش وشق الصف بين أفراد المجتمع”.
وأضاف البيان: “لن نتراجع عن مطالبنا ولن ترهبنا أرتالكم وغدركم، ونحن ماضون في طريقنا بتحقيق النصر، ونحن رهن الإشارة من الشرفاء وشيوخ العقل الأجلاء”.
وكان قائد “تجمع أحرار جبل العرب” في محافظة السويداء، سليمان عبد الباقي في لقاء على شاشة “تلفزيون سوريا”، قد قال إنّ “النظام السوري” يحشد منذ أيام “مرتزقة” باتجاه محافظة السويداء، وهم أشخاص شاركوا في قتل الشعب السوري على كامل جغرافيا البلاد.
ويقدّر عدد العناصر بالآلاف، مجهّزين بالعتاد والسلاح، ومنهم ضمن الميليشيات الإيرانية (فاطميون – زينبيون)، إضافة إلى قوات “الحرس الجمهوري”، والفرقة الرابعة في قوات الأسد.
وأضاف عبد الباقي، أن الحراك في السويداء سلمي بشكل كليّ، ولا توجد نية بنسبة 1 في المئة لعسكرة هذا الحراك، قائلاً: “لسنا هواة دم أو دعاة فتن”.
وأردف: “إذا فرضت الحشود العسكرية الحرب علينا، فمعركتنا معركة وجود، نكون أو لا نكون، أي خطر على السويداء، أو أي حرب عليها، سيهدد أمن المنطقة بالكامل”.
وختم عبد الباقي بالقول: “النظام ليس لبشار الأسد، بشار الأسد مجرم حرب، قاتل، إرهابي، نطالب بإعدامه فهو الذي قتل أهلنا السوريين وشرّدهم، ولن نخرج من الساحات قبل إسقاط النظام، وإذا هاجمونا، فمن لا يرد الاعتداء هو نذل”.
ومنذ أكثر من 200 يوم يتظاهر أهالي السويداء في ساحة الكرامة، ويطالبون بإسقاط نظام الأسد وتطبيق القرار الأممي الخاص بالحل في سورية والمعروف برقم 2254، وكانوا قد اتجهوا على مدى الأشهر الماضية إلى إغلاق أفرع “حزب البعث” وحرق صور الأسد الأب والابن.
ورغم أن نظام الأسد لم يتعاطَ مع الاحتجاجات السلمية في المحافظة كان سلسلة تحركات من جانبه خلال الأيام الماضية قد أثارت ريبة السكان والناشطين هناك.
واستقدم على نحو مفاجئ منذ بداية الأسبوع الماضية تعزيزات عسكرية، ووزعها على القطع العسكرية والنقاط الأمنية الموجودة في السويداء ومحيطها.
ولم تتضح الأسباب التي تقف وراء الزج بهذه التعزيزات، ومع ذلك ألمح ناشطون ورجال دين بينهم الشيخ حكمت الهجري إلى أنها تأتي في إطار “تهديد أبناء المحافظة بشكل مبطن”.
وأصدر الهجري، الاثنين الماضي، بياناً جاء فيه “نحن نحذّر أي جهة كانت من أي تصعيد أو تحريك أو تخريب أو أذية مهما كان نوعها”.
وأكد الهجري سلمية الحراك في السويداء، وأن “الشعب مستمر، ومثابر بأعلى صوته وسلميّته ورقيّه لطلب حقوقه عبر النداءات المحقّة بسلمية”.
كما أكد عدم قدرة أي طرف على “قتل هذا السلام”، مشدداً على أن “لكل واقعة ما تستحقه، وعندنا لكل موقع رجاله”، وقال الهجري في بيانه “لن يستطيع أحد أن يقتل هذا السلام، لأن شكيمة أهل الحق أقوى من وهج الشمس”.