تظاهر عدد من قاطني مخيم الركبان، أول أمس الاثنين، مطالبين المجتمع الدولي بالعمل على فك الحصار المفروض على المخيم من قبل نظام الأسد وحلفائه، منذ 27 يوماً، والسماح بدخول مساعدات إنسانية عاجلة لإنقاذ السكان.
ويشهد مخيم الركبان منذ بداية الحصار أزمة معيشية واقتصادية خانقة، تعاني على أثرها الأسر من شح المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل كبير، كما يواجه المواطنون صعوبات في الحصول على الخدمات الصحية والدوائية اللازمة.
ورفع المتظاهرون لافتات شددت على ضرورة تدخل المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لوقف معاناة سكان المخيم، والتخفيف من آثار الحصار المفروض عليهم منذ فترة طويلة.
وطالبوا بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وآمن، الأمر الذي شدّد عليه مصدر من المخيم قائلاً إن المخيم يعاني ظروفاً مأساوية، خاصة النساء والأطفال، من جراء نقص الغذاء والحليب وسوء الأوضاع الصحية والنظافة في المخيم، وأنهم يأملون من المجتمع الدولي فتح ممرات إنسانية عاجلة لإدخال المساعدات الطبية والغذائية اللازمة لإنقاذ حياتهم، وفق ما نقل عن المصدر موقع العربي الجديد.
وحول الخدمات الطبية ولوازم الأطفال، أشار أحد سكان المخيم إلى أن المواطنين يعانون من صعوبات في الحصول على حليب الأطفال، ما اضطر بعضهم للجوء إلى حليب الحيوانات كالماعز والغنم وخلطه بالماء.
وكشف عن انتشار مرض يرجح أنه التهاب الكبد الفيروسي المشهور بـ”اليرقان” أو “أبو صفار”، وخاصة في المدارس، مشيراً إلى صعوبة توافر المصل أو المضادات الحيوية للعلاج، مما يضطر الأهالي للاستعانة بالطب العربي البديل، مرجعاً انتشار الأمراض إلى تلوث المياه وانعدام النظافة العامة.
كما تواجه الأسر صعوبات في توفير حفاضات للأطفال، مما اضطرها إلى استخدام بدائل قديمة، كالقطع القماشية والأكياس النايلون.
وحول الحلول المطروحة، فإن أهالي المخيم يجدون الحل الأول بفتح ممر إنساني من دول الجوار لدخول المساعدات الغذائية والطبية والأساسية إلى المخيم، وبالاعتراف بمخيم الركبان وتثبيته على قوائم الأمم المتحدة، والضغط على نظام الأسد للسماح بدخول المنظمات الإنسانية وتقديم المساعدات للنازحين في مخيم الركبان لإنقاذ حياة من تبقى من أهالي الركبان الذين يرفضون العودة إلى مناطق سيطرة النظام خوفاً من الاعتقال.
وحذّر أهالي المخيم من “سياسة التجويع” التي ينتهجها نظام الأسد للضغط على أهالي المخيم للقبول بما يسمى “العودة الطوعية” التي طاولت العديد من العائدين السابقين بالاعتقال التعسفي، ممن ركبوا في رحال المصالحة الروسية عام 2019، والذين قتل منهم في سجون الأسد.