تشهد كافة المناطق السورية ارتفاعاً متزايداً بأسعار السلع الغذائية وتكاليف المعيشة بالتزامن مع استمرار انخفاض مستويات الدخل منذ سنوات.
وفقدت الليرة السورية خلال السنوات الأربع الأخيرة نحو 92% من قيمتها في السوق الموازية، و47% خلال العام الماضي 2023، ويبلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد حالياً نحو 15050 ليرة سورية.
وقال برنامج الأغذية العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة عبر تقرير صادر عنه يوم أمس الجمعة، إن تكاليف السلع الأساسية تواصل الارتفاع، لكن رغم ذلك، لا تزال مستويات الدخل منخفضة ولا تغطي سوى 29% من إجمالي النفقات.
ولفت التقرير إلى أن مستويات المعيشة المتدهورة بالفعل في سورية تواصل التراجع في عام 2024 بسبب انخفاض قيمة الليرة السورية، ونقص المحروقات، والصراع الإقليمي، مشيراً إلى أن سعر سلة الحد الأدنى للإنفاق ارتفع بنحو 2% إلى 2.75 مليون ليرة سورية في آذار الماضي، حيث تضاعف هذا الرقم مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وارتفع أربعة أضعاف خلال عامين.
ويعتبر سعر سلة الحد الأدنى للإنفاق، مقياساً لحساب تكلفة معيشة أسرة مكونة من خمسة أفراد شهرياً، ويعادل مفهوم خط الفقر.
كما انخفضت تكلفة السلة الغذائية في آذار 2024 بشكل طفيف، وبلغ متوسطها 957 ألف ليرة سورية، ويمثل زيادة بنسبة 87% مقارنة بالعام السابق.
وكان برنامج الأغذية العالمي WFP قد أعلن في كانون الثاني الماضي انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة بجميع أنحاء سورية، بسبب نقص التمويل.
وبينت المفوضية السامية للأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين مطلع العام الحالي، أن 16.7 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة بلغت 9% عن العام السابق، وفقاً للنظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية لعام 2024 في سورية، موضحةً بأن الوضع الاقتصادي آخذ في التدني والتدهور.
وفقد السكان القدرة الشرائية بسبب ضعف الرواتب بشكل كبير في القطاعات العامة والخاصة والمشتركة وشح فرص العمل جراء غياب المصانع والمعامل والأسواق الخارجية وتراجع الانفاق الاستثماري.
يذكر أن وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية المكونة من 5 أشخاص وصلت في نهاية آذار 2024 إلى 12.5 مليون ليرة سورية شهرياً، ما يعادل 830 دولار أمريكي، بحسب الدراسة الأخيرة الصادرة عن مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة.
