21.4 C
Damascus
الجمعة, نوفمبر 22, 2024

أكثر من 500 حريق شمال غربي سورية خلال أيار 2024، والخوذ البيضاء تحذّر من تداعياته

أكد الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” نشوب أكثر من 500 حريق في منطقة شمال غربي سورية، خلال شهر أيار الماضي، تسببت بوقوع 8 ضحايا بين وفاة وإصابة.

وقال الدفاع المدني إن فرقه استجابت خلال أيار الماضي لـ 501 حريق اندلع في 177 منطقة وتجمعاً سكنياً، مشيراً إلى أن الشهر الماضي شهد ارتفاعاً خطيراً لنسبة الحرائق فيه مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي شهدت 294 حريقاً.

ونشبت تلك الحرائق في 267 حقلاً زراعياً، و16 محطة تكرير وقود بدائية، و20 مخيماً، و3 مخابز، و57 منزلاً سكنياً، و11 غابة، ومحطتي وقود، وتسببت بوفاة طفلة، وإصابة 7 مدنيين من بينهم 3 أطفال.

وشهدت الأيام الثلاثة الماضية ارتفاعاً كبيراً في أعداد الحرائق في منطقة شمال غربي سورية، حيث اندلعت فيها نحو 120 حريقاً، بحسب الإحصائيات الصادرة عن الدفاع المدني.

وسجل الدفاع المدني يوم أمس الثلاثاء، أكثر من 40 حريقاً معظمها في الأحراش والأراضي الزراعية، ويوم الإثنين الماضي شهدت المنطقة 48 حريقاً من بينها 35 حريقاً زراعياً، بينما تم توثيق 30 حريقاً يوم الأحد الماضي، من بينها 25 في أراضٍ زراعية.

ويحذّر الدفاع المدني من أن استمرار اندلاع الحرائق في الحقول والأراضي الزراعية، يهدّد الأمن الغذائي في شمال غربي سورية، كما يدعو الأهالي والمزارعين إلى “توخي الحذر من اندلاع أي حريق قد ينتج عن سلوكيات خاطئة تؤدي لأضرار كبيرة في المحاصيل الزراعية”.

أسباب ازدياد الحرائق

ويرجع الدفاع المدني ارتفاع نسب الحرائق لهذا العام لعدة عوامل منها “الانتشار الكبير للأعشاب في المناطق والمزارع بسبب غياب عمليات التعشيب وضعف الواقع الاقتصادي الذي انعكس على الخدمات، وظروف المعيشة الصعبة للمدنيين والمزارعين التي حالت دون القيام بهذه الإجراءات الاحترازية بسبب كلفة هذه الأعمال”.

إضافة لـ”ضعف مردود المزارع لأسباب عديدة متعلقة بالعواصف التي تعرضت لها المنطقة وكلفة نفقات السقاية والتسميد، وعوامل ارتفاع درجات الحرارة، والحرق المتعمد للأراضي الزراعية من قبل قوات الأسد على خطوط التماس في أرياف حلب وإدلب وسهل الغاب، وعدم اتخاذ المدنيين إجراءات جدية لمنع اندلاع الحرائق في المناطق السكانية والمزارع والأحراش، وقلة الوعي بإجراءات الأمن والسلامة، وحرق الأراضي الزراعية بعد حصادها”.

وانعكست مجمل هذه العوامل على الواقع في المنطقة ما تسبب بارتفاع كبير للحرائق، والتي تؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي والوضع الاقتصادي للسكان، وتهدد البيئة بشكل كبير باستنزاف الغطاء النباتي.

الحد من الأضرار

ويسعى الدفاع المدني السوري للحد من أضرار الحرائق على المدنيين والبيئة من خلال الاستجابات السريعة للحرائق وعمليات الإخماد والتبريد، وخطط الاستجابة السنوية لحرائق المحاصيل الزراعية والحراجية عبر نشر نقاط متقدمة في أرياف إدلب وحماة وسهل الغاب لتسريع عمليات الاستجابة وحملات التوعية الدائمة للمدنيين للحد من الحرائق.

إضافة لحملات التشجير المستمرة التي تعمل بها الفرق، ومشاريع دعم الزراعة والمزارعين والتي كان آخرها إعادة تأهيل سدة مياه على نهر عفرين، وأنشطة إزالة نبتة النيل من مياه نهر العاصي غربي إدلب، وتهدف هذه الأعمال والمشاريع لضمان وصول المياه لآلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في المنطقة ودعم المزارعين والحفاظ على المساحات الخضراء والتنوع البيئي.

ووضعت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري مع بداية شهر أيّار الماضي خطة استجابة لحرائق المحاصيل الزراعية للعام الحالي 2024، وتهدف الخطة، إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات، للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.

وتغطي الخطة كل مناطق شمال غرب سورية على مستوى مراكز الدفاع المدني السوري، بما يتناسب مع توزع هذه المراكز والمساحات المزروعة في كل منطقة، من ريف إدلب الغربي وسهل الغاب حتى جرابلس في ريف حلب الشرقي.

وأجرت الفرق دراسة شاملة بنيت على عمليات مسح جغرافي لتحديد المراكز الأكثر قرباً وتغطيتها للمساحات المزروعة، وبناءً على تجارب السنوات السابقة وجمع البيانات اللازمة، تمت دراسة وتقييم احتياج هذه المراكز من معدات ومواد وكوادر وتعزيزها بما يلزم، وتحديد المراكز المؤازرة لكل مركز رئيسي، والطرق الآمنة والسريعة لسلكها أثناء التوجه للمؤازرة، وتعزيز قنوات الاتصال ورفع الجاهزية للاستجابة المباشرة، وفق تقرير أعده الدفاع المدني السوري.
.
وبهدف سرعة الوصول وسهولة تأمين المياه المستخدمة للإطفاء، تم التنسيق مع مناهل التزود بالمياه وتعميم قائمة نقاط التزود مع عنوانها التفصيلي، على المراكز بحسب توزيعها الجغرافي وقربها.

نقاط استجابة متقدمة

وأنشأت فرق الدفاع الدفاع المدني خلال خطتها في الإستجابة للحرائق 21 نقطة استجابة إطفاء متقدمة، موزعة على أرياف إدلب وسهل الغاب وحلب، بتغطية أكثر من 265 ألف دونم من الأراضي الزراعية المزروعة بالحبوب.

وترفد هذه النقاط 28 مركزاً للاستجابة الرئيسية للحرائق في شمال غرب سورية، بتغطية تصل إلى نحو 985 ألف دونم من المساحات المزروعة، كما وضعت الفرق خططاً للمؤازرة من 43 مركزاً للدفاع المدني السوري، بهدف تسريع عمليات الاستجابة، وتقليل الأضرار الناجمة عن الحرائق.
.
وشملت مراحل عمل خطة الدفاع المدني السوري في الاستجابة لحرائق المحاصيل الزراعية:
• تقدير المساحات المزروعة التي يغطيها كل مركز عمليات تابع للدفاع المدني السوري
• تحديد مراكز الاستجابة الرئيسية، والمراكز المؤازرة وترتيبها وفق المساحة المغطاة
• تقييم الاحتياج من معدات وآليات ومواد للمراكز الرئيسية والمؤازرة
• تحديد عدد ومواقع نقاط التزويد بالمياه لكل مركز عمليات
• تحديد عدد ومواقع نقاط الاستجابة المتقدمة وفق المساحات المزروعة
• تقييم احتياج نقاط الاستجابة المتقدمة
• تنفيذ حملات توعية مجتمعية
• تعميم قائمة التوصيات لفرق الدفاع المدني السوري خلال فترة حصاد المحاصيل الزراعية

كما تعمل فرق التوعية في الدفاع المدني على توزيع بوسترات توعوية توضح خطر رمي أعقاب السجائر أثناء موسم الحصاد، ونصائح وإرشادات عامة متعلقة بالحرائق الموسمية التي يزيد خطرها خلال فصل الصيف، إضافة لإعداد ونشر المواد الإعلامية المصورة والمكتوبة، التي تشرح بشكل تفصيلي الإرشادات اللازمة للحد من حرائق المحاصيل الزراعية.

واستجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2024 حتى نهاية شهر أيار لـ 1023 حريقاً في شمال غربي سورية، كان منها 293 حريقاً في منازل المدنيين، و283 حريقاً في الحقول الزراعية، 83 حريقاً في المخيمات، و 59 حريقاً في محطات تكرير الوقود البدائية، و17 حريقاً في الأحراش والغابات، و 7 حرائق في محطات الوقود، وتسببت هذه الحرائق بوفاة 3 مدنيين بينهم طفلان، وإصابة 84 مدنياً بينهم 35 طفلاً و16 امرأة بحالات حروق واختناق

ونبّه الدفاع المدني إلى أن ارتفاع معدلات الحرائق في مناطق شمال غربي سورية يشكل تهديداً جديداً للمدنيين يضاف لجملة تهديدات حرب نظام الأسد وروسيا والكوارث تبعات التهجير، ويقوّض حياتهم وأعمالهم وسبل عيشهم، ويشكل أيضاً تهديداً على البيئة في المنطقة، وبحاجة لخطوات ومشاريع جدّية لدعم قضايا البيئة وحماية الصحة البيئية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار