21.4 C
Damascus
الأحد, سبتمبر 8, 2024

طبيب وسياسي يطرح مبادرة لتجنب الفوضى في إدلب وتحقيق أهداف الحراك الشعبي المناهض لـ”تحرير الشام”

قدّم الكاتب السياسي والطبيب “مأمون سيد عيسى”، رؤيته لتحقيق أهداف الحراك الشعبي المناهض لـ “هيئة تحرير الشام” في إدلب، بهدف تجنب الفوضى، والمحافظة على استقرار المناطق المحررة، حيث تقوم على عدة مبادئ وتوصيات.

في حين لم يصدر أي رد من أي طرف على المبادرة المطروحة، وسط تعثر التوصل لحلول من خلال المبادرات السابقة، والتي تتهم بالانحياز لصالح الهيئة.

وأكد سيد عيسى أنه على الجميع العمل على نزع فتيل الانفجار، وألا يؤدي الاختلاف في الآراء الى الانحدار إلى درجات عالية من التوتر وحدة النزاع وإلى فوضى تحمل مخاطر كبيرة للمنطقة، معتبراً أنه على الطرفين المفاوضين “الهيئة وممثلي الحراك”، عدم طرح أي أهداف تفاوضية صفرية وتغليب مصلحة المحرر وأهله فوق كل مصلحة وهدف.

واقترح الكاتب أن يتم وضع إجراءات بناء الثقة بين الطرفين المتفاوضين ونزع جذور النزاع والانتقال إلى حالة سلمية مستدامة تحقق مصالح السوريين في المنطقة ليعمل الجميع على تنمية المنطقة واستقرارها وتنميتها وازدهارها وتكريس الحرية والكرامة والعدالة للسوريين في ربوعها.

وشدّد على ضرورة أن يتمتع الأطراف والأشخاص الذين سيديرون عمليه التفاوض بخبرة سياسية وخبرة في إدارة التفاوض والحوارات وأن يستمر عملها مستقبلاً في متابعة تطبيق البنود المتفق عليها وتكون بمنزلة جسم إنذار مبكر يرصد أي مؤشرات حول تجدد النزاع او اندلاع توترات قد تؤدي لإفشال الاتفاق النهائي.

إدراج الطرف التركي

ولفت إلى ضرورة ألا تعتبر “هيئة تحرير الشام” أن امتلاكها لمقومات القوة يتيح لها فرض شروطها على الساحة، وتحدث عن إمكانية أن يدرج ضمن وسطاء التفاوض وحل النزاع الطرف التركي، والذي من مصلحته تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي التركي، وذلك إذا وجد المتفاوضون والوسطاء ضرورة في ذلك.

واقترح الكاتب على الطرفين (الحراك والهيئة) بحث عدد من المرتكزات ضمن جلسات التفاوض، والتي نعتقد أنها سوف تشكل المخرج للعديد من القضايا الشائكة، حيث سيؤدي الاتفاق على النقاط الواردة التالية إلى خلق مساحات مشتركة تتطور إلى اتفاق بين الطرفين إن تم الاتفاق عليها.

وحدّد سيد عيسى، ركائز الاتفاق وفق عدة بنود، أولهما “انتخابات الإدارة المدنية والإدارة المحلية التي ستدير المنطقة المحررة، يجب ألا يكون هنالك مانع من خوض أفراد أو سياسيين من “هيئة تحرير الشام أو حكومة الانقاذ” تلك الانتخابات كأفراد مدنيين يقوموا كغيرهم من المرشحين بطرح برامج علمية واقتصادية لنهضة وتنمية المحرر دون أي طروحات إيديولوجية – عقائدية – وهذا ينسحب على كل المرشحين لتلك الانتخابات.

ثانيا: “لا يتم تغيير الكوادر الحالية لـ”حكومة الإنقاذ” من قبل الإدارة المدنية الجديدة باستثناء من كانت شهادته الدراسية غير نظامية أو كان غير كفء لهذه الوظيفة وفق خبراء متخصصين في التقييم، على أن تلغى حكومة الإنقاذ وتستبدل بإدارة مدنية منتخبة تتبع لها الهيكليات الحالية في “حكومة الإنقاذ” وما تضم من موظفين في دوائرها ومشافيها وجامعاتها في مختلف مناطق شمال غرب سورية
.
وتتضمن الركائز، إلغاء وظائف مسؤولي المتابعة من كوادر لأفراد من “هيئة تحرير الشام” والتي تقوم بالتدخل بأعمال الموظفين المدنيين، وذلك ضمن الهيكلية الإدارية الجديدة ويقام بدل ذلك هيئة مركزية للرقابة والتفتيش تضع منهج لمنع الفساد والتحقيق في أي أعمال توسم بالفساد ضمن الإدارة المدنية.

ثالثاً: يتم تكوين جهاز أمني وشرطي جديد ويستثنى من الموجودين حالياً في مؤسسات الشرطة والمؤسسات الأمنية القائمة فقط من قام فقط بأعمال التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان ويكون الجهاز الأمني والشرطي الجديد جهاز مهني يخضع المنتسبين إليه للمساءلة من قبل سلطة القضاء المستقل الجديدة”.

كذلك الإدارة المدنية المنتخبة ويتم الإفراج عن كل المعتقلين ما عدا المتهمين بتهم جنائية أو تهم ممارسة أعمال إرهابية في المحرر أو خارجه، ويناقش وضع من قتل في المعتقلات من قبل لجنة قضائية متخصصة لإدراج الحلول المناسبة لهذه القضية، وتقوم الركائز على تفعيل كلية الشرطة والأمن لتعمل على تخريج كوادر تعمل في ضبط الأمن على أسس علمية وتدرب على احترام حقوق الإنسان واحترام المواطنين.

رابعاً: تؤجل المحاكمات لمن قام بانتهاك حقوق الإنسان من الأمنيين أو الفصائل إلى حين سقوط النظام في دمشق ،حيث يخضع للمحاكمات حينها كل من انتهك حقوق الانسان إن كان من المعارضة أو الفصائل الحالية.

خامساً: تشكيل مجلس عسكري يضم جميع الفصائل، ويتم دعم الثوار على الثغور من كل الفصائل على الجبهات من خلال موارد الإدارة المدنية، ويتم رفدهم بالثوار القادمين من المحافظات التي تم تهجيرها قسرياً إلى إدلب، على أن يتم زيادة رواتب العناصر إلى الحدود التي تسمح لهم ولأسرهم العيش بكرامة، وذلك بعد إدراج الموارد المالية التي تذهب هدراً في أعمال الفساد والاحتكار.

ويعمل المجلس العسكري الجديد على وضع الخطط العسكرية المناسبة لتحرير باقي الأراضي السورية المحتلة من النظام وحلفائه، وعلى عودة المهجّرين والنازحين إلى بيوتهم وأراضيهم، ويعمل المجلس العسكري الجديد على تقوية الثغور وحماية المنطقة من أي اعتداء أو اجتياح من النظام وحلفائه، وتكون “هيئة تحرير الشام إحدى تلك الفصائل الاساسية في ذلك المجلس، لا يتم التدخل بمن يقود “هيئة تحرير الشام” فهذا شأن داخلي يتعلق بأفراد الفصيل وخياراتهم.

سادساً: يتم التشجيع على تكوين أحزاب في المنطقة، على أسس فكرية مفتوحة، من دون أن يكون ضمنها أفكار يمكن أن توسم هذه الأحزاب بتهم الإرهاب، وأن يكون لهذه الأحزاب السياسية حرية الحركة والاجتماع وخوض انتخابات الإدارة المدنية والإدارة المحلية في الدورة القادمة أو التي بعدها ومفتوح الانتساب لها لكافة السوريين في المنطقة.

سابعاً: تعتبر حرية التظاهر ضمن ضوابط تحافظ على الاستقرار أمراً أساسياً لا بدّ من إقراره من قبل الإدارة المدنية، فالتظاهر وسيلة مهمة للسوريين في المنطقة للاحتجاج على أي سياسة للإدارة المدنية يراها السوريون لا تحقق مصالحهم، وهي ضمان ألا تنحرف الإدارة المدنية عن أهداف الثورة السورية وعن النهج القويم.

وتواصل القوى الأمنية التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”، عمليات الاعتقال وملاحقة المتظاهرين المناهضة لها في عدة مناطق في ريف إدلب، وسجل نشطاء عمليات اعتقال طالت عدداً من منسقي الحراك، في سياق اتخاذ قيادة الهيئة قراراً بـ “قمع الاحتجاجات بالترهيب والقوة”، وسط اتهامات تسوقها “وزارة داخلية الإنقاذ” لتبرير حملات الاعتقال.

ويرى مراقبون، أن “الجولاني” يحاول دفع المحتجين لصدام مباشر مع “الجناح العسكري” في الهيئة تحديداً، بعد أن فقد الجناح الأمني ثقته شعبياً على خلفية قضية “العملاء” وتكشف الوجه الحقيقي لممارساته، وبالتالي يُرجح أن يرغب “الجولاني” الأخير باندلاع صدام “مسلح” بين الطرفين، من خلال دفع الحراك للدفاع عن نفسه في منطقة ينتشر فيها السلاح بشكل كبير بين العوام، وهذا ما يحقق مخططه في تسويغ ضرب الحراك وإنهائه بالقبضة العسكرية.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار