دعت “مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية” إلى توفير بيئة آمنة لحماية الأطفال في سورية وقطاع غزة، محذرة من أن جيلاً واسعاً من الأطفال في سورية استبدلوا التعليم بالعمل.
وفي بيان لها بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال، قالت “مجموعة العمل” إن طفلاً واحداً من كل طفلين فلسطينيين يواجه أشكالاً متعددة من الحرمان على كافة الصعد، سواء منها التعليمية أو الصحية أو الاقتصادية أو ظروف المعيشة.
وأشارت المجموعة إلى دراسات ميدانية أجرتها في سورية ولبنان والأردن، كشفت ارتفاع معدلات عمالة الأطفال الفلسطينيين منذ بداية الحرب السورية عام 2011، وازديادها طرداً مع سوء الأوضاع المعيشية التي يواجهونها.
وذكرت أن آلاف الأطفال الفلسطينيين والسوريين في سورية ودول النزوح “يُجبرون على العمل تحت ضغط الأوضاع السيئة، معرضين أنفسهم لأنشطة خطرة قد تعرض نموهم البدني أو العقلي أو الاجتماعي للخطر”.
وحذرت “مجموعة العمل” من أن “جيلاً واسعاً من الأطفال الذين عاشوا الحرب السورية محرومون من التعليم، واستبدلوا أقلام الدراسة بمطرقة العمل”.
ودعت “مجموعة العمل من أجل فلسطين سورية” إلى “إعادة تنشيط العمل الدولي لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير الحماية القانونية لجميع الأطفال في كافة أشكال عملهم”، مطالباً “بالسعي الحثيث لمعالجة الأسباب الجذرية لعمالة الأطفال الفلسطينيين والسوريين، وإيجاد حلول مستدامة لمشاكل نزوحهم ونتائجها الكارثية على مستقبلهم”.
وسبق أن وثقت “مجموعة العمل” مقتل 252 طفلاً فلسطينياً في سورية منذ عام 2011، بينهم 129 طفلاً قتلوا من جراء القصف، و15 آخرين برصاص قناص، و11 بطلق ناري.
ووثقت المجموعة مقتل 34 طفلاً بسبب الحصار ونقص الرعاية الطبية، و12 طفلاً لأسباب مختلفة كالحرق، والاختناق، والدعس، والخطف ثم القتل، في حين قضى طفل لأسباب مجهولة.
كما وثقت المجموعة مقتل طفلين فلسطينيين تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، دون تسليم جثتيهما لعائلتهما، فيما توفي 22 طفلاً غرقاً، و26 طفلاً قتلوا بسبب تفجير سيارات ملغّمة.
ورجّحت المجموعة الحقوقية أن يكون العدد الحقيقي أكبر من ذلك، بسبب عدم تمكّنها ومراسليها من توثيق أعمار جميع الضحايا، بسبب الأوضاع المتوترة التي ترافق حالات القصف والاشتباكات في كثير من الأحيان
وفي وقت سابق، أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” بياناً بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، وثقت فيه مقتل 30 ألفاً و228 طفلاً في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 199 بسبب التعذيب.
وذكرت الشبكة السورية أن ما لا يقل عن 5263 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري، مشيرة إلى أنه “لا يكاد يمرُّ انتهاك يتعرَّض له المجتمع السوري دون أن يسجل ضمنه أطفال، وقد تراكم حجم هائل من العدوان على الأطفال على مدى السنوات الـ12 السابقة”.
وأكدت الشبكة السورية على أن نظام الأسد “مارس أسوأ أشكال العدوان بحق الأطفال في سورية، ولم يردعه عن ذلك تصديق سورية على اتفاقية حقوق الطفل 1993”.