21.4 C
Damascus
الأحد, سبتمبر 8, 2024

نظام الأسد يرفض التقارب مع تركيا ويشترط انسحاب الحيش التركي كأساس لذلك

أصدرت “وزارة خارجية” نظام الأسد، اليوم السبت 13 تموز، بياناً، حول التصريحات التركية للتقارب مع دمشق، معتبرة أن أن عودة العلاقة الطبيعية بين البلدين تقوم على عودة الوضع الذي كان سائداً قبل عام 2011، وهو الأساس لأمن وسلامة واستقرار البلدين، في رفض غير مباشر لأي لقاء أو اجتماع مع المسؤولين الأتراك.

وقالت الخارجية في بيانها: “في الوقت الذي تتوالى فيه المواقف والتصريحات حول العلاقة بين سورية وتركيا، تود الجمهورية العربية السورية التذكير بأنها حرصت دائماً على التمييز الواضح ما بين الشعوب من جهة وسياسات وممارسات الحكومات التي ألحقت الأذى بسورية وبدولها من جهة أخرى، وفق ما أثبتته الوقائع والأحداث”.

وأضافت: “لقد كانت سورية وما زالت تنطلق من القناعة الراسخة بأن مصلحة الدول تُبنى على العلاقات السليمة فيما بينها وليس على التصادم أو العِدائية، وانطلاقاً من ذلك حرصت سورية على التعامل بإيجابية مع مختلف المبادرات التي طُرحت لتحسين العلاقات بينها وبين وتلك الدول”.

ولفتت إلى أنها “الإطار ذاته، تعاملت سورية مع المبادرات الخاصة بتصحيح العلاقة السورية التركية، وترى أن نتيجة تلك المبادرات ليست غايةً إعلامية، وإنما مسار هادف يستند إلى حقائق قائمة، ويبنى على مبادئ محددة تحكم العلاقة بين الدولتين، أساسها احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي، ومواجهة كل ما يهدد أمنهما واستقرارهما، ويخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين”.

وأكدت أن أي مبادرة في هذا الصدد يجب أن تبنى على أسسٍ واضحةٍ، ضماناً للوصول إلى النتائج المرجوّة والمتمثلة بعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية، وفي مقدمة تلك الأسس انسحاب القوات الموجودة بشكل غير شرعي من الأراضي السورية، ومكافحة “المجموعات الإرهابية” التي لا تهدّد أمن سورية فقط، بل أمن تركيا أيضاً.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات سابقة إنه لا ينبغي لأحد أن ينزعج من بناء مستقبل جديد وموحد لسورية، لافتاً إلى أن وزير خارجيته هاكان فيدان “يقوم حاليا بتحديد خارطة الطريق من خلال محادثاته مع نظرائه، بشأن اللقاء مع الأسد، وأنه بناء على ذلك سيتخذ الخطوة اللازمة.

وأضاف أردوغان، خلال إجابته على أسئلة الصحفيين على متن طائرته أثناء العودة من العاصمة الأمريكية واشنطن، عقب مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو): “نعتقد أن السلام العادل ممكن في سوريا، ونعرب في كل فرصة عن أن سلامة الأراضي السورية في مصلحتنا أيضاً”.

وأوضح أردوغان، أن “تركيا أكثر من ستستفيد من السلام العادل في سورية”، ولفت إلى أن “الخطوة الأكثر أهمية في عملية بناء السلام بدء حقبة جديدة مع سورية”، واعتبر أن “تطورت هذه العملية في اتجاه إيجابي حتى الآن، وآمل أن نتخذ خطوات ملموسة قريباً”.

وأوضح أنه “يجب على الولايات المتحدة وإيران أن تكونا سعيدتين بهذه التطورات الإيجابية وتدعما العملية الرامية إلى إنهاء كل المعاناة (في سورية)”، ولفت إلى أن تركيا “تبذل جهودا منذ سنوات لإطفاء الحريق المندلع لدى جارتها سورية، وأهم ما نتطلع إليه هو ألا ينزعج أحد من المناخ الذي سيتيح لسورية بناء مستقبل جديد وموحد”.

وأكد أن “التنظيمات الإرهابية ستبذل حتما قصارى جهدها لتسميم هذا المسار، وستخطط لاستفزازات وإحاكة الألاعيب ولكننا ندرك كل ذلك جيدا ومستعدون لمواجهتها”، وأضاف “نريد السلام في سورية وننتظر من كل من يدعم السلام أن يدعم دعوتنا التاريخية هذه”.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قظ أكدت أن “تطبيع العلاقات بين تركيا وسورية”، يحظى بأهمية حيوية فيما يتعلق بالتوصل إلى حل شامل في سورية وتعزيز الأمن الإقليمي، مضيفة “لذلك نشجع شركاءنا على مواصلة الاتصالات بكل الوسائل الممكنة”.

ولفتت زاخاروفا، في مؤتمر صحفي بموسكو، إلى أن تركيا اتخذت خطوات مهمة في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بمسار التطبيع، وقالت “هناك إشارات من تركيا، بما في ذلك من الرئيس رجب طيب أردوغان، حول استعدادهم لتطبيع العلاقات مع سورية، ونحن نرحب بهذا الاتجاه، ونثق في أنه سيتم اتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه من الجانبين”.

وبيّنت زاخاروفا أن صيغة أستانا هي الآلية الدولية الفعالة الوحيدة في تطوير الحل السلمي في سورية، وذكرت “نحن مصممون على مواصلة تعاوننا الوثيق مع شركائنا الأتراك وفق صيغة أستانا”.

ويقول المسؤولون الأتراك إن الهدف من تطبيع العلاقات مع النظام هو إيجاد حلول مشتركة لوجود حزب “العمال الكردستاني” شمال شرقي سورية، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

تجدر الإشارة إلى أن وكالة أسوشيتد برس الأميركية استبعدت في تقرير نشرته مؤخراً حدوث خرق في العلاقات بين تركيا والنظام بسبب حجم الخلافات الكبير بين الجانبين، مؤكدة أن الطرفين ينتظران نتائج الانتخابات الأميركية لاتخاذ القرار الحاسم في هذا المسار.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار