نفت مصادر دبلوماسية تركية، اليوم الثلاثاء، الأنباء عن لقاء في موسكو الشهر المقبل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورأس النظام بشار الأسد.
وقال مصدر كبير في وزارة الخارجية التركية، إن “الأنباء التي تفيد بأن الرئيس آردوغان سيلتقي رأس النظام بشار الأسد في موسكو لا أساس لها من الصحة، ولا تعكس الحقيقة”.
وجاء تصريح المسؤول التركي، الذي نقلته وسائل الإعلام التركية، رداً على ما نشرته قبل يوم صحيفة ” ديلي صباح”، المعروفة بقربها من الحكومة، أن اجتماعاً مرتقباً بين إردوغان والأسد، في إطار إعادة العلاقات بين تركيا ونظام الأسد إلى سابق عهدها قبل عام 2011، سيُعقد في موسكو في آب المقبل.
ونسبت الكاتبة في الصحيفة، ديلارا أصلان، إلى مصادر تركية مطلعة، أنه من المنتظر إجراء أول لقاء بين إردوغان والأسد في موسكو، في أغسطس المقبل، بوساطة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت إلى أنه “من المحتمل أن يُطلب من رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الانضمام إلى الاجتماع بين إردوغان والأسد، لكن يُعتقد أن إيران لن تُدعى لحضوره”.
وذكرت أن قضية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية لن تُطرح بوصفها شرطاً مسبقاً، واتُّفق بالإجماع على بحثها في وقت لاحق على لقاء إردوغان والأسد.
وأعلن الأسد استعداده للقاء إردوغان “إذا كانت فيه مصلحة لسورية”؛ لكنه أكد أن اللقاء ليس هو المهم وإنما ما سينتج عنه، مؤكداً أن الانسحاب التركي يجب ألا يُنظر إليه على أنه طلب أو شرط، وإنما مسألة مبدئية وأمر تتطلبه السيادة السورية بحكم القانون الدولي.
فيما نقلت قناة “خبر تورك” عن مصادر دبلوماسية قولها أيضاً إن الأنباء الواردة عن اللقاء في روسيا لا تعكس الواقع ولا تمت للحقيقة بصلة.
وكانت صحيفة “حرييت” قد ذكرت قبل أيام أن اجتماعاً لآلية التنسيق الرباعية التي تقود مسار التطبيع بين تركيا ونظام الأسد، وتضم كلاً من روسيا وإيران ستُعقد قبيل نهاية الشهر الجاري في موسكو، وستكون مخرجاتها مهمة في إطار مسار التطبيع وتؤسس لمرحلة لاحقة تدريجية على المستويات المختلفة الاستخبارية والأمنية والخارجية، وصولاً إلى مستوى الزعماء في حال كانت النتائج إيجابية في الاجتماع المتوقع.
وعدّت أنقرة أن الإلحاح على سحب القوات التركية من سورية في هذه الفترة “مسألة لا جدوى منها”، وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر، إن تركيا ستُنهي وجودها العسكري في سورية حال تحقيق الاستقرار وتوافق النظام والمعارضة على دستور جديد وإجراء انتخابات حرة.
وتحدث إردوغان، أكثر من مرة، عن دعوة الأسد إلى زيارة تركيا، بالتنسيق مع الرئيس الروسي، ثم دعاه لعقد لقاء في تركيا أو في بلد ثالث.
وتعتقد تركيا أن قوات الأسد لا تملك حالياً القدرة على تأمين الحدود المشتركة ومنع خطر قيام كيان كردي انفصالي تصفه بـ”الإرهابي” على حدودها الجنوبية.
في السياق ذاته، قال مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أحمد يلدز، إن حزب “العمال الكردستاني”، وذراعه السورية “وحدات حماية الشعب الكردية”، أكبر مكونات ميليشيا قسد، يحاولان تعزيز أجندة الحزب الانفصالية في سورية.
وشدّد على أنه لا ينبغي التعامل مع المنظمات الإرهابية بوصفها جهات فاعلة مشروعة، في إشارة إلى الدعم الأميركي والغربي للوحدات الكردية، بصفتها حليفاً في الحرب على تنظيم “داعش” .
ووصف يلدز، في كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع السياسية والإنسانية في سورية، أمس الاثنين، الوضع الإنساني في سورية بـ”المرعب”، مضيفاً أن هذا الوضع يزداد سوءاً، وهناك 16.7 مليون شخص في سورية بحاجة إلى مساعدات إنسانية، يعيش ربعهم في شمال غربي البلاد.
وأكد أن تبعات الوضع الإنساني في سورية لا تؤثر فيها فحسب، وإنما على المنطقة وخارجها، محذراً من حركة لجوء جديدة.
ودعا يلدز إلى جلب التمويل المستدام لتوفير المساعدات، مؤكداً أن بلاده ستواصل تعاونها مع الأمم المتحدة، بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سورية عبر الحدود.
وطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة للتوصل إلى حل دائم للصراع من خلال رؤية متكاملة الأبعاد من النواحي السياسية والأمنية والإنسانية، مع الأخذ بعين الاعتبار تدهور الأوضاع في سورية.