لقي 46 شخصاً مصرعهم، فيما اعتقل 9 أشخاص، واختطف 8 آخرون في محافظة درعا، خلال شهر تموز الماضي، ضمن فوضى أمنية تزداد وتيرتها منذ عقد “اتفاق التسوية” في تموز 2018، بين نظام الأسد وفصائل المعارضة السورية برعاية روسية.
وفي تقرير لتجمع أحرار حوران، وثّق خلال شهر تموز الماضي، مقتل 46 شخصاً بينهم 4 سيدات وطفلان، فيما اعتقل نظام الأسد 9 أشخاص، عثر على جثة أحدهم مقتولاً، واختطف 8، بينهم خمسة اختطفوا في محافظة حمص.
ووثّق مكتب توثيق الانتهاكات في مقتل 4 أشخاص مدنيين نتيجة إصابتهم بإطلاق نار، وشخص واحد نتيجة إصابته بشظايا قذيفة هاون خلال اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين في مدينة جاسم شمالي درعا.
ووثّق المكتب مقتل 4 أشخاص إعداماً على يد الفصائل المحلية في مدينة جاسم، إثر قيامهم بقتل شاب في المدينة أثناء عملية سرقته، وسجل مقتل قيادي في اللجان الشعبية التابعة لفرع “الأمن العسكري” خلال اشتباكات مع مجموعة مسلحة في بلدة محجة شمالي درعا.
كما سجّل المكتب مقتل شخص مدني واحد، عثر على جثته بريف درعا الغربي، إضافة إلى مقتل شخص واحد تحت التعذيب بعد يومين على اعتقاله من قبل حاجز يتبع لفرع “المخابرات الجوية” بدرعا، فيما قتل طفل واحد نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلات قصف النظام شمالي درعا.
وأحصى مكتب توثيق الانتهاكات في “تجمع أحرار حوران” 28 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 23 شخصاً، وإصابة 12 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة شخصين من محاولات الاغتيال.
وعن توزع قتلى الاغتيالات، ذكر التقرير أن 19 شخصاً مدنياً قتلوا على النحو الآتي: 13 شخصاً لم يسبق لهم الانتماء لأي جهة عسكرية، بينهم سيدتان، وشخص واحد متهم بتجارة المخدرات ومنشق عن قوات الأسد، إضافة لعنصر سابق في فصائل المعارضة لم ينضم عقب التسوية لأي جهة عسكرية.
وقتل 7 أشخاص، هم ثلاثة يعملون لصالح “اللجنة المركزية”، بينهم قيادي وعنصران في مجموعة تابعة لفرع “الأمن العسكري”، وعنصر في مجموعة تابعة لفرع “المخابرات الجوية”، وعنصر في مجموعة تمتهن السرقة والنهب.
وضمن ملف الاغتيالات، سجّل مكتب توثيق الانتهاكات مقتل عنصرين من قوات الأسد برتبة “مساعد أول”، نتيجة عمليات استهداف متفرّقة في محافظة درعا، كما قتل عنصر من قوات الأسد باستهداف حاجز لها شرقي درعا، إضافة إلى مقتل عنصر بقصف إسرائيلي استهدف “اللواء 79” في محافظة درعا.
ووفق التقرير فقد جرت معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها بواسطة إطلاق النار بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء عملية واحدة بواسطة قنبلة يدوية.
وأشار “تجمع أحرار حوران” إلى أنه “جرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة “الأجهزة الأمنية” التابعة لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال، والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة”.
وفي قسم الجنايات، وثّق مكتب توثيق الانتهاكات مقتل 8 أشخاص، موزعين على: 3 أشخاص بينهم طفل وسيدة قتلوا بواسطة أداة حادة ومن ثم تم إحراق المدرسة التي يسكنوها، كما قتل شخصان أثناء تعرضهم لعمليات سرقة، إضافة إلى شخصين قتلا إثر خلافات شخصية، وسيدة واحدة قتلت شنقاً داخل منزلها.
اعتقالات متزايدة
وعن الاعتقالات، وثّق مكتب توثيق الانتهاكات، خلال شهر تموز الماضي، اعتقال 9 أشخاص في محافظة درعا، من بينهم 8 اعتقلوا من قبل قوات نظام الأسد، عثر على جثة أحدهم مقتولاً غربي درعا، أفرج عن 4 منهم خلال الشهر ذاته، وشخص واحد اعتقل من قبل “اللواء الثامن”.
كما أفرجت قوات الأسد عن 4 أشخاص جرى اعتقالهم خلال السنوات السابقة، خلال الشهر الماضي.
ووثّق المكتب 8 مخطوفين من محافظة درعا، 5 منهم خطفوا في محافظة حمص على يد ميليشيات تابعة لنظام الأسد، وشخص واحد قتل بعد خطفه، فيما لا يزال اثنان منهم قيد الاختطاف حتى ساعة إعداد التقرير.
وقال مدير مكتب توثيق الانتهاكات في “تجمع أحرار حوران”، المحامي عاصم الزعبي، إن “أعداد المعتقلين في درعا تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة، وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة”.