شارك المئات اليوم الجمعة في التظاهرة الأسبوعية بساحة الكرامة في مدينة السويداء جنوبي سورية، استمراراً للحراك الشعبي الذي اندلع قبل أكثر من عام للمطالبة بإسقاط نظام الأسد.
وشدّد المتظاهرون على التمسك بأهداف ثورتهم نحو التغيير السياسي، و”الحفاظ على وحدة الأرض والشعب السوري”، وبناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية.
ونظّم الاحتجاج أبناء بلدة “الشبكي” الذين ذكروا من خلال شعاراتهم واللافتات المكتوبة، بالجريمة التي ارتكبتها عصابات تنظيم “داعش” الإرهابي في البلدة والمحافظة في تموز 2018، وراح ضحيتها العشرات من أبناء البلدة، متهمين النظام بالتواطؤ مع العصابات من خلال نقلها من حي مخيم اليرموك إلى بادية السويداء، ثم سحب قواته من المنطقة قبل الهجوم بأيام.
كما حمل المحتجون لافتات تذكر بالجرائم التي ارتكبها النظام بحق السوريين، مطالبين المجتمع الدولي بالكشف عن حقيقة مجزرة “الكيماوي” التي راح ضحيتها عشرات الأطفال في مناطق الغوطة في آب 2012.
وكانت السويداء قد شهدت نشاطاً اجتماعياً وسياسياً مكثّفاً خلال الأسبوع الماضي على إثر نصب النظام حاجزاً عسكرياً على مدخل المدينة، وما تبعه من مواقف وبيانات. وأجريت لقاءات من قبل بعض التكتلات والأحزاب مع قادة الفصائل المحلية وعائلات المدينة، وهدفت بمجملها لجسر الهوّة بين الحراك الشعبي من جهة وبعض الوجهاء والعائلات الرافضة للحراك أو الواقفة على الحياد.
وأسفرت اللقاءات عن تحرك ضخم لفصيل “رجال الكرامة” في رسالة واضحة للمجموعات الأمنية التابعة للنظام بأنه “كل من يحاول المساس بكرامة الناس أو يحاول إثارة الرعب والفوضى في المحافظة، سيحاسب”.
وحاول النظام جاهداً إخماد الحراك بشتى السبل، ففي أواخر شباط الماضي، قتل جواد الباروكي، وهو أول متظاهر يقتل في الحراك الشعبي بالمدينة على يد قوات النظام السوري.
وكانت بلدة مفعلة شمال شرقي السويداء شهدت توتراً، في 7 من آب الحالي، بسبب منع متظاهرين من الدخول إلى البلدة، وإطلاق نار في السماء من قبل فصيل مسلح يتبع للنظام.
وبحسب شبكة السويداء 24 المحلية، دعمت “المخابرات العسكرية” شخصًا يدعى سليم حميد لتشكيل فصيل مسلح جديد.
بدورها، قالت صحيفة “إندبندنت عربية” البريطانية في تقرير اليوم، الجمعة 23 من آب، إن نسبة السيدات اللواتي يشاركن في مظاهرات السويداء بلغت 30%، بينما الشباب أقل من 20%، بسبب تضييق النظام عليهم في الجامعات أو عبر التوقيفات الأمنية، ما يدفعهم إما إلى الهجرة وإما إلى الهرب من سورية.
وأضافت الصحيفة أن نسبة المشاركين في تظاهرات الجمعة كبيرة لأنه يوم عطلة، وأصبح تقليداً متبعاً، وتراوحت أعدادهم ما بين 1200 و5 آلاف شخص، أما في سائر الأيام فتخرج مظاهرات محلية في قرى مثل مردك والقريا وجنينة وشهبا وأمتان والمزرعة وقنوات وغيرها، إضافة إلى الأمسيات التي تقام في مدرج شهبا الأثري، وصرح الثورة السورية في القريا.