9.4 C
Damascus
السبت, نوفمبر 23, 2024

بسبب الهجمات الإسرائيلية، تراجع في هجمات المسيّرات الانتحارية على شمال غربي سورية

أفادت مصادر محلية بتراجع استخدام مسيرات “FPV” من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له، باستهداف مواقع قرب خطوط التماس في منطقة إدلب وريفي حماة الشمالي وحلب الغربي.

 

وبحسب المصادر فإن انخفاض وتيرة الهجمات بالمسيّرات “الانتحارية” على مناطق شمال غربي سورية يعود إلى توقّف خطوط الإنتاج والتجميع في ريف حماة، إثر غارات إسرائيلية استهدفت ثكنات عسكرية تابعة لنظام الأسد، يدير فيها “حزب الله” اللبناني، مشاريع تطوير عسكرية تحت إشراف “الحرس الثوري” الإيراني، وفق ما نقل تلفزيون سورية.

 

ونفّذت مقاتلات جوية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، أواخر آب الماضي، هجوماً متزامناً استهدف ثلاثة مواقع يتمركز فيها “حزب الله”، الأوّل في بلدة أم حارتين في ريف حمص، والثاني استهدف فيه كلية البيطرة الواقعة على طريق حماة -محردة قرب بلدة خطاب.

 

أما الهجوم الثالث فقد كان في “اللواء 47” قرب مفرق معرين على الأوتوستراد الدولي من الجهة الجنوبية لمدينة حماة، والذي أشارت إليه خريطة أعدها مركز “جسور” للدراسات، عام 2020، بأنه مجمع عسكري مشترك بين قوات نظام الأسد و”حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني.

 

ووسّعت الأطراف الثلاثة نشاطها في المنطقة، مطلع العام 2023، وتشاركت أيضاً في عدة ثكنات أبرزها في مقر المعهد 4000 المختص بتطوير المعدات العسكرية الجوية والتابع لإدارة البحوث العلمية السورية (CERS)، قرب بلدة تقسيس جنوب شرقي حماة، والذي يتشارك أيضاً في مشاريع أخرى مع كوريا الشمالية.

 

وأجرى ضباط من القوات الروسية في سورية زيارات متقطعة استمر بعضها عدة أيام إلى مقر المعهد، عقدوا خلالها اجتماعات وأجروا تدريبات عملية على استخدام الطائرات المسيّرة وقدرتها على حمل الأوزان وقياس زمن التحليق ومدى جودة أجهزة الإشارة وقدرتها على مقاومة عوامل التشويش، وفق مصادر لـ”موقع تلفزيون سوريا”.

 

وبحسب المصادر، فإنّ كوادر تقنية وهندسية وفنية تعمل تحت إشراف مختصين إيرانيين وآخرين من “حزب الله”، بدؤوا عقب عملية التوسعة العمل على إنتاج طائرات مسيرة تعتمد على تقنية منظور الشخص الأول “FPV” لأغراض قتالية بنطاق عمليات مختلف يحاكي طبيعة الميدان العسكرية والجغرافية في كل من سورية وجنوب لبنان.

 

وتتوزع الكوادر والمجموعات المختصة بتصنيع قطع الطائرات المسيرة في عدة مقار خاصة بها ضمن قطع عسكرية تتبع لتظام الأسد، إذ يتم قطع وصناعة هياكل الطائرات واستخراج خلايا بطاريات “ليثيوم” من بطاريات مستوردة لأغراض مدنية وإعادة تجميعها لتناسب احتياج الطائرات في مقار البحوث العلمية بالقرب من قرية تقسيس، ثم تنقل إلى مقر “اللواء 47” لتجميع المحركات وإضافة برمجيات التشغيل، لتصل في آخر مراحلها إلى مطار حماة العسكري وثكنات عسكرية أخرى لإجراء اختبارات الأداء.

 

في حين وقعت الهجمات الإسرائيلية في 23 آب، على منشآت مشاركة بصناعة وإنتاج المسيرات عقب ساعات من تنفيذ “حزب الله” هجوماً بمسيرات مشابهة وصفها في إعلانه بسلاح “المُحلَّقَات” مرفقة بشريط مصور يُظهر استهداف شاحنة في ثكنة “المرج” الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، قال إنها تتبع لطاقم تشغيل طائرات مسيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي.

 

وكان “حزب الله” قد بثّ، في 20 آب، شريطاً مصوراً أظهر للمرة الأولى منذ بداية التصعيد ضد إسرائيل استخدامه للطائرات الانتحارية من طراز “FPV”، وهي تستهدف حزمة كابلات لبرج اتصالات وتجسس عسكري في موقع “جل العلام” الإسرائيلي على حدود لبنان.

 

هذا وشهدت منطقة إدلب، منذ بداية العام الجاري، تصعيداً من نوع لم يألفه السوريون خلال الصراع الدائر في بلادهم، منذ العام 2011، بمعدل هجمات يومية تتراوح بين 3 و10 هجمات باستخدام طائرات “FPV”، من دون تمييز للأهداف سواء كانت مدنية أو عسكرية.

 

ويعد الاستخدام العسكري لطائرات “FPV” بأنه “الشكل الجديد لحروب الوكالة بين الجيوش في الوقت الحالي، إذ لا داعي لدخول المشاة نداً لند في ميادين القتال، مشيراً إلى أنّ معدات وبرمجية وتكاليف صناعة هذا السلاح أصبحت متاحة في الأسواق المدنية لعشرات الدول حول العالم.

 

وقال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) في تقريره الصادر، مطلع أيلول الماضي، إنّ فرقها استجابت إلى 41 هجوماً بالطائرات “الانتحارية”، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، مضيفة أنّ وتيرة الاستخدام تصاعدت خلال الأشهر الماضية مخلفة جرحى ومصابين.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار