عقدت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري اجتماعها الدوري أمس الخميس، وبحثت مستجدات الأوضاع الميدانية والسياسية في المنطقة وسورية، ولا سيما التصعيد الحالي إضافة إلى توسع الصدام العسكري في منطقة الشرق الأوسط وآثاره على سورية.
حيث ناقش الحضور عدة تقارير سياسية حول توسع الصراع في الشرق الأوسط ومخاطره، وتمدد العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي نحو لبنان وسورية.
وأكدت الهيئة السياسية استنكارها الشديد لاستهداف المدنيين اللبنانيين والسوريين في لبنان، والتي طالت عشرات اللاجئين السوريين وضرورة حمايتهم، وذلك في الوقت الذي يقف فيه نظام الأسد موقف المتفرج من كل هذه الأحداث، وهو الذي كان يدّعي طيلة فترة حكمه المقاومة ومحاربة الاحتلال.
كما ناقش المجتمعون التقرير الذي تقدمت به مجموعة عمل اللاجئين والنازحين حول أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان وانقطاع كل وسائل الدعم والمساعدات الإنسانية عنهم نتيجة السياسات التمييزية للحكومة اللبنانية والقرارات الإدارية للبلديات، التي وصلت لحد منع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني المحلية والسورية والدولية العاملة في لبنان من تأمين المأوى، وتوزيع المعونات الغذائية، وتقديم أي رعاية طبية بما فيها خدمات الطوارئ الإسعافية.
وكُلفت مجموعات العمل المختصة بالتواصل مع الجهات الدولية المسؤولة عن رعاية اللاجئين، ومع مبعوثي وممثلي الدول ذات التأثير للدفع نحو إيقاف تلك السياسات التمييزية والتي ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية.
كما تقرر عقد اجتماع طارئ مساء نفس اليوم لمجموعة عمل اللاجئين مع عدد من إدارات المنظمات السورية واللبنانية وعدد من الناشطين اللبنانيين والسوريين في لبنان عبر الإنترنت لبحث آخر أوضاع اللاجئين ووضع خطة عمل طارئة لمعالجة أوضاع اللاجئين السوريين بأسرع سبل ممكنة.
وأجرى الحضور اتصالاً مع قائد الشرطة العسكرية في جرابلس للوقوف على وضع اللاجئين الذين وصلوا إلى معبر عون الدادات بقرب مدينة جرابلس قادمين من لبنان عبر مناطق النظام ومناطق شمال شرق سورية، طالبين العودة إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في ريف حلب وإدلب، والذين بلغ عددهم ما يقارب الألفين.
من جهته قدّم قائد الشرطة العسكرية في جرابلس موجزًا عن أوضاعهم وعمليات الإعداد لدخولهم من المعبر، وأكدت الهيئة السياسية على ضرورة الإسراع في معاملات الدخول وتهيئة الرعاية الطارئة لهم وتأمين سبل نقلهم إلى مناطقهم الأصلية أو إلى المناطق التي يوجد لهم أقارب فيها، وأكد قائد الشرطة العسكرية على الإسراع بالإجراءات بأقصى حد ممكن.
هذا واستمع الحضور لإحاطة من أعضاء الهيئة السياسية الذين شاركوا في اجتماعات هيئة التفاوض التي عقدتها مع وفود وممثلي الدول أثناء انعقاد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي في نيويورك، والتي ركزت على تطورات الأوضاع في المنطقة وآثارها على سورية، كما على ضرورة العمل على تفعيل العملية السياسية لتنفيذ القرار الدولي 2254، إضافة إلى نقل معاناة السوريين وتطلعاتهم.
كما استمع الحضور لتقرير مجموعة الجزيرة والفرات، والذي تحدث حول جولة العمل والاجتماعات التي عقدها الائتلاف الوطني السوري في منطقتي تل أبيض في الرقة ورأس العين في الحسكة، وأوصى التقرير بإعفاء فلاحي المنطقة من الرسوم والضرائب.
