وجه رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة رسالة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي حول ما يتعرض له اللاجئون السوريون في لبنان.
وقال البحرة: “في خضم تصريحاتك حول الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة النزوح السوري، من المهم تذكيرك بأن عشرات الآلاف من اللبنانيين يعبرون يوميًا نحو سورية، ويستقبلهم الشعب السوري رغم ويلات الحرب التي أنهكته على مدى أكثر من عقد”.
وأضاف أنه في هذه الأوضاع، لا يمكنك تجاهل حقيقة أن الميليشيات اللبنانية وأهمها شريك في حكومات لبنان المتتالية، شاركت نظام الأسد في قتل وترهيب وتهجير السوريين من ديارهم مما خلق واحدة من أكبر موجات اللجوء التي عرفها العالم.
وأكد البحرة أن هذه الميليشيات ما زالت تتواجد ومستمرة في ممارساتها الإجرامية، وتواصل انتهاكاتها ضد المدنيين السوريين داخل سورية عبر القصف والترهيب كما تستوطن بلدات وقرى وأحياء المهجرين قسّريًا.
وأشار إلى أنه بعد كل هذه الجرائم، لم نرَ موقفًا حاسمًا من الحكومات اللبنانية المتتالية بما فيها حكومتكم، يدعو تلك الميليشيات إلى الانسحاب الفوري من سورية ووقف احتلال القرى والبلدات السورية، مما يزيد من معاناة الشعب السوري ويعقد أزمة المهجرين.
وأوضح رئيس الائتلاف أن استمرار الصمت تجاه هذه الممارسات هو ما جرّ لبنان اليوم إلى أزمة إنسانية تفوق قدرته على التحمل، دون أن يكون للبنانيين جميعهم قرار في هذه المواجهة.
وشدد على أن ممارسات ميليشيا حزب الله لا تزيد إلا في تأجيج الأزمة وإطالة أمدها، وتضع على عاتق لبنان مسؤولية مزدوجة تجاه شعبه الذي يعاني، وتجاه الأوضاع التي تساهم ميليشياته في تأزيمها خارج الحدود.
ولفت إلى أن ما يعانيه لبنان الآن يعانيه الشعب السوري منذ 13 عامًا، وهو نتاج الصمت الطويل من الدولة اللبنانية بحكوماتها المتتالية عن هذه الجرائم، وهي ما جرت لبنان وشعبه الشقيق إلى هذه الحال.
ودعا البحرة ميقاتي إلى تحمل مسؤولياته وإعمال ضميره الإنساني قبل التهجم على الفئات الضعيفة التي هربت من الموت والتدمير الذي طالها وما زال يهددها في مناطق سيطرة نظام الأسد وحلفائه إيران وحزب الله.
وأبدى البحرة استغرابه لعدم طلب لبنان من النظام الإيراني بتقديم الدعم وتحمل المسؤولية كونه مؤسساً لتحالف نظام إيران وحزب الله ونظام الأسد، والمهيمن على قراراته التي أودت بسورية ولبنان إلى أكبر مأساة إنسانية.
واستنكر رئيس الائتلاف أي أعمال عسكرية عدائية تستهدف المدنيين الأبرياء التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أو أي قوى عسكرية أخرى، وطالب باحترام استقلال وسيادة الدولة اللبنانية وضمان وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية.
وطالب الحكومة اللبنانية بوقف السياسات التمييزية المتبعة من قبل السلطات الحكومية والإدارية المحلية في لبنان بحق اللاجئين السوريين والتي تمنع المنظمات والجمعيات اللبنانية والسورية والدولية من إقامة مراكز الإيواء لهم وتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الطبية الطارئة.