خاص | وكالة سنا
تواصل ميليشيا قسد والمجموعات المرتبطة بها تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال شرق سورية، في انتهاك مستمر لحقوق الإنسان، إضافة لعدم التزامها بعدم تجنيد الأطفال والزج بهم على الجبهات.
وفي الثاني من تشرين الأول الحالي قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها إن ما يسمى بالشبيبة الثورية تواصل تجنيد الأطفال ليلتحقوا بعد ذلك حسب الافتراض بمجموعات مسلحة.
وأكدت المنظمة أن تجنيد الأطفال يحرمهم من طفولتهم ويُعرضهم للعنف الشديد وقد يؤدي إلى صدمات جسدية ونفسية طويلة الأمد، وقد منعت الشبيبة الثورية أهالي الأطفال من الوصول إليهم.
مدير شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان فرهاد أوسو قال لوكالة سنا: إن ظاهرة اختطاف الأطفال في مناطق شمال وشرق سورية الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية التابعة لقسد تستمر، دون اتخاذ أي تدابير فعّالة من قبل الجهات الدولية المعنية.
وأضاف أنه على الرغم من صدور تقارير حقوقية، بما في ذلك تقرير “هيومن رايتس ووتش”، إلا أن هذه التقارير لم تؤدِّ إلى أي تغيير ملموس على أرض الواقع، ما لم تتخذ قوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، خطوات عملية لوقف هذه الانتهاكات التي تُرتكب بحق الأطفال.
وعزا أوسو ذلك إلى أن التحالف الدولي هو الجهة ذات النفوذ الفعلي في تلك المناطق، ومع ذلك، لم تقم دول التحالف حتى الآن باتخاذ أي إجراءات ملموسة لوقف هذه الانتهاكات، رغم إدراكها التام لوقائع اختطاف الأطفال وتجنيدهم قسراً.
وكان القيادي في ميليشيا PYD، صالح مسلم قد ادعى أن مهمة ما تسمى بالشبيبة الثورية هي إخضاع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 10 إلى 15 عاماً لـ “دورات فكرية”.
وزعم أن الشبيبة الثورية تأخذ الأطفال عندما يحدث أي خلاف مع ذويهم فإن الشبيبة تستقبلهم وتخضعهم لدورات فكرية بدلاً من أن يتعاطى هؤلاء الأطفال المخدرات ويختاروا الطريق الخطأ.
فرهاد أوسو قال إن لتصريحات مسلم احتمالين: الأول، أن يكون منفصلاً عن الواقع ولا يمتلك المعرفة الدقيقة بالأحداث على الأرض، والثاني، أنه قد يكون متخوفاً من ردود أفعال “الشبيبة الثورية”.
وأوضح أن الشبيبة الثورية منظمة تتمتع بصلاحيات واسعة وحرية غير محدودة في مناطق شمال وشرق سورية وقد تجاوز نفوذها في بعض الأحيان صلاحيات الإدارة الذاتية.
ولفت إلى أن “شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان” وثقت منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم أكثر من 100 حالة اختطاف وتجنيد قسري لأطفال، حيث يتم اقتيادهم إلى معسكرات تدريب، من بينها معسكر “صباح الخير” الواقع على أطراف الحسكة، ومعسكر في جبل عبد العزيز، وآخر في حقول رميلان. وبعد انتهاء تدريبهم العسكري، يتم زجهم في جبهات القتال.
وقد وثقت منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة أكثر من 52 حالة تجنيد أطفال في مناطق الإدارة الذاتية خلال عام 2023 ومن بين هذه الحالات، 29 حالة لقاصرين من الذكور، و23 حالة لقاصرات من الإناث.
وقد وقعت غالبية الحالات في القامشلي شمال الحسكة، حيث تم الإبلاغ عن 22 حالة، تليها حي الشيخ مقصود في حلب بـ 13 حالة، ومنبج بـ 7 حالات، والرقة بـ 6 حالات، وعين العرب/كوباني بـ 4 حالات.
وأكد أوسو أن هذه الممارسات تعد انتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي الإنساني، ولا سيما اتفاقيات جنيف والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة.
ونبه خلال حديثه لوكالة سنا أن هذه الانتهاكات تستلزم تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي، ولا سيما قوات التحالف الدولي، لضمان حماية الأطفال من الاستغلال العسكري وتوفير بيئة آمنة لهم وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية.