خاص | وكالة سنا
تراجعت ما يسمى هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية التابعة لميليشيا قسد عن المنهاج الجديد الذي طرحته في مدينة منبج شرق حلب، عقب احتجاجات وإضراب للأهالي والمعلمين استمر في المنطقة أكثر من 20 يومًا رفضًا للمنهاج.
وبحسب بيان لها، فإنها قررت الاستمرار في العملية التعليمية بمنبج اعتمادًا على المنهاج القديم، وأنها ستضيف بعض المواد على المنهاج القديم، دون تحديد المواد.
وادعت أن تطبيق قرار المنهاج الجديد الصادر عنها سيسري في بعض المدارس في منبج خلال العام الدراسي الحالي، دون تحديد المدارس أيضًا، وأشارت إلى أنه سيستمر التحضير لتطبيق المنهاج الدراسي الجديد خلال العام القادم.
قرار ميليشيا قسد هذا يأتي عقب احتجاجات في منطقة منبج وريفها منذ أيلول الماضي، عقب طرح الإدارة الذاتية لمنهاج تعليمي جديد، يشمل مواد تعليمية مسيئة لثقافة الشعب السوري وفق ما أكده المعلمون والأهالي.
الإعلامي والكاتب قحطان الشرقي قال لوكالة سنا إنه قبل فرض قسد المنهاج الجديد كان هناك نوع من الاحتجاج الصامت لأهالي منطقة منبج، ومع فرض هذا المنهاج بدأ الأهالي في احتجاجهم والإضراب.
وأضاف أن قسد مارست ضغوطًا بداية على مديري المدارس والمعلمين، بهدف فرض هذا المنهاج في مدارس المنطقة، حتى إن قسد فصلت بعض المدرسين تعسفيًا بسبب دورهم في رفض هذه المناهج وتوعية الأهالي حول خطرها.
وقال الشرقي: “المعلمون هم الحافز للأهالي برفض المنهاج حيث رأى المعلمون أن المناهج في الكتب كلها تزوير وتزييف للحقائق، ولا تنسجم مع ثقافة وقيم الشعب السوري، وكانت هذه الاحتجاجات نوعاً من التنسيق والتفاهم بين الأهالي والمعلمين والمعلمات”.
وحول عمل الناشطين من أبناء المنطقة ضمن سياق العمل والضغط باتجاه إلغاء هذا المنهاج أشار الشرقي إلى أنهم تواصلوا مباشرة مع رئاسة الائتلاف، وطرحوا الموضوع من أجل الضغط على الجهات الدولية المؤثرة بميليشيا قسد من أجل منع تكرار هذه الاعتداءات.
واستمر الأهالي في احتجاجهم طوال الأيام الماضية، ورافق الاحتجاجات إضرابات في مدينة منبج وإغلاق للمدارس، في تأكيد من الأهالي على رفض ممارسات قسد وانتهاكاتها المتواصلة بحق المنطقة وثقافتها.
ويقول الشرقي لوكالة سنا إنه طوال احتلال ميليشيا قسد مدينة منبج منذ العام 2016 حتى اليوم لم يمر عام دون احتجاجات أو إضراب، وكان أبرزها إضراب ومظاهرات الكرامة 14 – 1 – 2018 التي جاءت على خلفية مقتل مدنيين تحت التعذيب، والمظاهرات أدت حينها إلى شلل الحركة في المدينة وقطع الطرقات، إضافة إلى إضراب 31 أيار 2022 الذي استمر حتى 5 من حزيران، وسقط فيه شهداء برصاص قسد، وكان سبب الاحتجاج حينها ممارسات قسد والاعتقالات وعمليات التجنيد الإجباري.
الاحتجاجات التي شهدتها مدينة منبج رفضًا للمنهاج ليست الأولى في مناطق سيطرة ميليشيا قسد، حيث شهد العام الماضي احتجاجات في محافظات دير الزور والرقة والحسكة، عند طرح قسد لمناهجها في المنطقة.