19.4 C
Damascus
الأربعاء, أكتوبر 23, 2024

زيارة الصفدي إلى نظام الأسد.. رسائل ودلالات

خاص | وكالة سنا

أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مؤخراً زيارة إلى دمشق، التقى خلالها برئيس نظام الأسد ووزير خارجيته، في وقت تشهد المنطقة حرباً أشبه بحرب إقليمية.

وسائل إعلام عربية قالت إن الصفدي أوصل رسائل إلى الأسد من الملك الأردني، هذه الرسائل تتزامن مع نشاط الميليشيات الإيرانية أو التابعة لها في المنطقة، في ظل الضربات الإسرائيلية التي تستهدفها في سورية ولبنان.

كما أن زيارة الصفدي تأتي بعد أشهر طويلة من المحاولات العربية التي بدأتها الأردن، بإعادة تعويم النظام مقابل التخلي عن تجارة المخدرات وتهريبها وإبعاد الميليشيات الإيرانية، والتي لم تحقق أي تقدم في ذلك، وعقب إعلان الأردن عن زيارة وزير خارجيتها، أعلنت السلطات الأردنية إسقاط طائرة مسيرة في إربد كانت متوجهة نحو فلسطين.

الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية مصطفى النعيمي قال لوكالة سنا إن زيارة الصفدي الأخيرة تأتي ضمن سياق المحاولات من قبل المنظومة العربية، استكمالاً للمشروع الأردني المتمثل بخطوة مقابل خطوة، والذي لم ينفذ حتى هذه اللحظة أي جزء من تلك الخطوات.

ويرى النعيمي أن السبب الرئيس في عدم تنفيذ هذه الخطوات هو تموضع الميليشيات الإيرانية، الأمر الذي يستدعي وجود رسائل مباشرة من الأردن إلى نظام الأسد، مفادها أنه يجب على نظام الأسد اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه هذه المتغيرات التي باتت تهدد الأمن الأردني على مدار الساعة، ومحاولات تهريب المخدرات تعد أحد أبرز الملفات التي يتم التباحث فيها وارتدادات وجود إيران ضمن هذا المشروع أو العمل بالخطوط الخلفية لهذا المشروع.

الزيارة الأردنية تترافق مع التصعيد الإسرائيلي، ضد الميليشيات الإيرانية في سورية، والتي وجه لها عدة ضربات في الجنوب السوري ودمشق.

وأشار النعيمي إلى أن المتغير الوحيد الذي طرأ في هذه المرحلة هو وجود تجارة المتفجرات عبر المسيرات، وذلك ضمن مشروع إيراني لدعم قوى محلية داخل الأردن واستثمار جهودها تحت بند الدفاع عن المسجد الاقصى للضرر بالأردن، وفق رؤية صانع القرار في عمان، لذلك هذه الملفات ما زالت عالقه ويتم بحثها من قبل وزير الخارجية الأردني مع نظام الأسد، والتي لن تؤدي إلى جديد ونظام الأسد غير قادر على الانفكاك عن المحور الإيراني.

مساعي الأردن برزت خلال الفترة الماضية، حيث تسعى لتجنيب أراضيها أي تصاعد للأحداث في ظل التوتر الإقليمي، وقد بدا ذلك خلال تصريحات أردنية عقب استهداف إيران للمواقع الإسرائيلية، وأسقطت الأردن حينها عدة صواريخ عبرت وفق أراضيها.

وأوضح النعيمي خلال حديثه لوكالة سنا أن الأردن تهدف إلى تحييد أراضيها، وهو الهدف الإستراتيجي الحالي لعمان، لذلك تحاول العمل مع الشركاء والفرقاء والخصوم على تحييد الجبهة الأردنية من أي ردود أفعال سواء كانت إيرانية عبر الأجواء السورية الأردنية أو حتى بالعكس عبر الأجواء الأردنية باتجاه خصومها بالداخل السوري.

وكان الكيان الإسرائيلي قد استهدف في منطقة الجنوب السوري، على قرابة من الحدود الأردنية عدة مواقع وأهداف خلال الفترة الماضية، وغالباً المواقع المستهدفة تتبع الميليشيات الإيرانية أو الميليشيات المرتبطة بحزب الله اللبناني خاصة في درعا والقنيطرة.

وقال مصطفى النعيمي إن وجود الميليشيات الإيرانية على قرب الحدود الأردنية يهدد الدولة الأردنية، وهو ما يدفعها لاتخاذ إجراءات مغايرة، وربما قد تم إنشاء قواعد اشتباك جديدو مع الجانب السوري بهذا الخصوص للمتغيرات التي جرت، خاصة وأن نظام الأسد غير قادر على كبح جماح تلك الميليشيات.

وأكد أن الجميع يدرك بأن الزيارة الأردنية تهدف إلى التهدئة بالدرجة الأولى، من خلال احتواء وكبح جماح تلك الميليشيات لمنع وجود أي اشتباك مع المملكة، إضافة إلى أن المملكة تسعى إلى تصفير التوتر مع الأعداء خاصة في دول الجوار.

ومنذ إعلان المبادرة العربية، لم يطرأ أي تطور جديد على هذه المبادرة، مع استمرار نظام الأسد وميليشياته بعمليات تهريب المخدرات نحو الأراضي الأردنية.

وبحسب النعيمي فإنه من الصعب استكمال المبادرة الأردنية، في ظل تعنت حقيقي داخل نظام الأسد ووجود رغبة كبيرة إيرانية بالبقاء في الجغرافيا السورية، وهي أحد أهم عوامل زعزعة الأمن السوري والأردني.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار