شارك رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس اليوم السبت في ندوة سياسية نظمها مركز العلاقات الدولية والدبلوماسية ومركز جسور للدراسات، وتحدّث فيها حول المستقبل السياسي لسورية وسيناريوهات التطبيع في سياق الانخراط الدبلوماسي.
وأكّد رئيس الهيئة خلال الندوة التي عقدت في إسطنبول وحضرها عدد من الباحثين والمختصين في الشؤون السياسية والدولية أن المستقبل السياسي لسورية يجب أن يُحقق تطلعات السوريين الذين قاموا بثورة وقدّموا خلال أربع عشرة سنة الكثير من التضحيات لتحقيقها، للوصول إلى دولة المواطنة والقانون لكل السوريين.
وشدد على أن مستقبل سورية السياسي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمخرجات القرارات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، من بيان جنيف إلى القرارين الأمميّين 2118 و2254، والتي تؤكد على حتمية الانتقال السياسي وتهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين وتحقيق العدالة، واستبدال النظام الشمولي التمييزي الأمني بنظام حضاري ديمقراطي رشيد، لافتاً إلى أن هذا يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية من أجل الوصول إلى سلام دائم وشامل ومستقر.
وفيما يتعلق بمحاولات التطبيع مع النظام، رأى جاموس أن كافة المبادرات حتى الآن لم تجد شيئاً للدول؛ بل إن النظام السوري رفض التجاوب مع مطالب الدول التي تعرض عليه التطبيع مقابل تحرّكه بالحل السياسي، وما يزال يلتف ويراوغ على كافة الوعود والمطالب العربية.
وتابع د.جاموس القول “أما على الصعيد الأوروبي والغربي عموماً فإن هذه الدول ثابتة وترفض التطبيع بأي شكل من الأشكال إلا بعد أن تلمس خطوات عملية وواضحة وجدّية من قبل النظام السوري في العملية السياسية”.
وأشار إلى أن التطبيع لا يمكن أن يُثمر أبداً إلا ضمن شروط تضمن حقوق الشعب السوري، والقيام بخطوات حقيقية في العملية السياسية وتنفيذ القرار 2254 بشكل كامل وصارم، وقبلها إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المختفين قسرياً، وضمان عودة النازحين واللاجئين الآمنة، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بتنفيذ الانتقال السياسي.