18.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 21, 2024

رئيس هيئة التفاوض: الجامعة العربية قادرة على دفع الحل السياسي في سورية

أعرب رئيس هيئة التفاوض السورية، الدكتور بدر جاموس عن قناعته بأن الدول العربية مجتمعة لديها القدرة لدفع العملية السياسية الخاصة بسورية، وطالبها بعقد مؤتمر دولي خاص بسورية يُسهم في دفع العملية السياسية وفق القرارات الدولية.
وخلال جلسة لرئيس الهيئة حملت عنوان “مستقبل سورية: آفاق السلام وإعادة البناء”، في “ملتقى الشرق الأوسط 2024” في أربيل أوضح جاموس أن هيئة التفاوض السورية هي الهيئة الرسمية المعتمدة من الأمم المتحدة للتفاوض على مستقبل سورية، وهي تتحدث باسم كل السوريين وتضع نصب أعينها العمل لمصلحتهم جميعهم وليس لمصلحة جزء منهم، وتسعى لإيجاد حل سياسي عادل لكل مكونات الشعب السوري، وسلام مستدام ضمن عقد اجتماعي جديد يضمن ألا تتكرر الحرب والسنوات المأساوية.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن تطبيع بعض الدول مع النظام لم يفد بشيء، ولم ينتج عنه أي شيء ملموس، مؤكداً أن الانفتاح العربي من دون تغيير سياسة النظام جذرياً، ومن دون مضيه بالحل السياسي، لن يكون له أي معنى.
كذلك أكد رئيس هيئة التفاوض عدم وجود أي تقدّم في أي ملف من ملفات التطبيع رغم مرور 17 شهراً على إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية.
وشدد على أن النظام “لا يعول عليه، ويتهرب من الحل السياسي، ويتنصل من أي وعود يقطعها للدول العربية والأجنبية، فهو لا يريد وغير قادر على تغيير أي شيء، لأنه بحاجة لتغيرات جذرية في سورية لبناء دولة جديدة، وبحاجة أيضاً لتحالف السوريين والعمل المشترك والانفتاح، وهو يرفض كل هذا”.
وأضاف أن القضية السورية لم تكن في يوم من الأيام قضية إنسانية، لا قبل الثورة ولا الآن، وإنما هي قضية سياسية بامتياز، وقضية شعب يريد حقوقه، ولا يريد نظاماً شمولياً قمعياً أمنياً.
وأردف: “الهيئة تؤمن أن الحل في سورية هو فقط من خلال القرارات الأممية والدولية، ولو كانت هناك خطة عربية موحدة للجامعة العربية تؤدي إلى دفع النظام للمضي بالحل السياسي وفق القرارات الأممية، ولو امتلك العرب مثل هذه القدرة على الدفع بالحل السياسي ضمن خطة واضحة ومتكاملة وبرنامج زمني فإن الهيئة ستكون مؤيدة لهم”.
كما أكد أن تركيا حليف إستراتيجي للمعارضة السورية، وكانت على تواصل مستمر مع المعارضة قبل وأثناء تواصلهم مع النظام، مضيفاً: “تركيا شدّدت على أنها لن تذهب إلى تطبيع مجاني مع النظام، بل حدّدت ضرورة المضي بالحل السياسي ووضع دستور جديد لسورية وإجراء انتخابات وفق القرار الأممي 2254، وأن النظام يعرف أن هذه الشروط التركية هي شروط جدّية ومطلوبة، لهذا يتهرب من أي تواصل مع تركيا، وأوضح أن هيئة التفاوض السورية تلتزم بالقرارات الأممية وتسعى لتطبيق القرار 2254 بشكل كامل وصارم، وترحب بأي خطة تركية – عربية – دولية مشتركة لتحريك الحل السياسي بما ينسجم مع هذه القرارات، مُشيراً إلى أن حل أزمات كل الدول المتدخلة بسورية يرتبط بالحل السياسي الشامل فيها”.
في سياق آخر، أثنى رئيس الهيئة على حراك السويداء، وقال إنه “التهب بعد 12 عاماً، وبدأ بعد إعادة مقعد سورية في الجامعة العربية إلى النظام، مشيراً إلى أنه حراك يسعى لتطبيق القرار الأممي 2254، ويؤكد أن القوة متجددة ولن تموت ولن تبهت ولن تتوقف، فليس للشعب السوري ما يخسره، دفع الثمن الأعلى عنه وعن غيره، وهو لن يستسلم ولن يتراجع، وإن لم يكن هناك أي حل سياسي للقضية السورية وفق القرارات الدولية فإن الانفجارات ستتواصل، والأزمات ستستمر، فالفقر وعدم الثقة بالنظام وعدم وجود حل سياسي واستمرار النظام بقمعة وعنفه، كل هذا سيدفع سورية نحو الأسوأ إن لم يكن هناك خطة شاملة”.
وملتقی الشرق الأوسط 2024، تقيمه مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث ويجمع عدداً كبيراً من ذوي التأثیر من المسؤولين والسیاسیين علی المستوی الإقلیمي والدولي، وهو حدث سنوي للحوار السياسي، ویدور بشكل أساسي حول أولويات السياسات الآنية، والديناميكيات الإقليمية المتغيرة باستمرار، والفرص المتاحة للمشاركة والتعاون الدوليين، ويجمع صانعي السياسات المحليين والوطنيين والدوليين والأكاديميين وقادة الرأي ونشطاء المجتمع المدني.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار