9.4 C
Damascus
السبت, ديسمبر 7, 2024

ورشة للائتلاف مع تصاعد الضربات الإسرائيلية في سورية.. ما السيناريوهات المحتملة؟

خاص | وكالة سنا

عقد الائتلاف الوطني السوري ورشة حملت عنوان “امتداد عدوان الاحتلال الإسرائيلي إلى لبنان وحروب النفوذ الإيراني بالوكالة وآثارها على سورية”، بمشاركة عدد من ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية الوطنية ومراكز الأبحاث والدراسات، وناقشت الورشة مدى إمكانية التخلص من النفوذ الإيراني في سورية، والفرص التي يمكن الاستفادة منها في ظل الأوضاع الحالية.

وقال الباحث في مركز “كاندل للدراسات” عباس شريفة: إن الورشة التي عُقدت تأتي أهميتها من حيث “السياق الزمني والموضوع الذي هو قضية الصراع بين المحور الإيراني وإسرائيل وتدحرج هذه الحرب من غزة إلى لبنان، مع احتمال وصولها إلى سورية وبالتالي لا يمكن التنبؤ بنتائجه وإذا ما حدث فراغ في سورية من يمكن أن يسد هذا الفراغ في حال انسحبت الميليشيات الإيرانية، وما هي الخيارات المتاحة أمام فصائل المعارضة”.

وأضاف أنه خلال الورشة طرحت ملفات عديدة للنقاش من بينها إمكانية أن يمتد الصراع إلى سورية وإلى أي حد وما هي الأهداف الإسرائيلية، وهل سيكون هناك اجتياح بري أم مجرد قصف جوي وإلى أي حد يمكن أن تؤثر على النفوذ الإيراني في سورية وهل يمكن أن تسقط نظام الأسد.

من جانبه، قال الصحفي والباحث السوري سامر الأحمد لوكالة سنا إنه خلال الورشة طُرحت مواضيع عدة من بينها التطورات في سورية والمنطقة، وتطورات المشهد الإقليمي والوجود الإيراني في سورية، إضافة إلى أنه تطرق إلى مستقبل نظام الأسد والمعارضة والخيارات المطروحة أمامها التي تحدث تغييرًا إيجابيًا، إضافة إلى الانعكاسات السياسية والدبلوماسية في الوقت الحالي.

وأضاف الأحمد أنه تم التوصل لعدة سيناريوهات محتملة أهمها: “تصعيد كبير في سورية ولبنان يؤدي إلى إنهاء النفوذ الإيراني بشكل نهائي، وضربات محددة تهدف لقطع خطوط الإمداد وإضعاف وتحجيم النفوذ الإيراني”.

ويرى الأحمد أن للتصعيد الإسرائيلي في لبنان تداعيات مباشرة على الساحة السورية، حيث إن إضعاف النفوذ الإيراني في سورية قد يتيح فرصة لقوى المعارضة السورية والمجتمع الدولي لاستغلال هذا الظرف لصالح العملية السياسية.

وحول إمكانية حدوث تطورات إضافية، أكد أن ذلك مرتبط بنيات المجتمع الدولي وإسرائيل تجاه الدور الإيراني في المنطقة، وما إذا كانت لديهم رؤية لإنهائه كلياً أو فقط لتحجيمه من أجل فرض شروط محددة في أي تسوية دبلوماسية. ومن المحتمل أن تتضح هذه المسارات مع نتائج الانتخابات الأمريكية التي قد تؤثر على توجهات السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

ونبّه إلى أن الورشة تكمن أهميتها في بعدين رئيسيين الأول “البعد التشاركي حيث توفر هذه الورشة فرصة نادرة لالتقاء باحثين وصحفيين من مختلف المؤسسات السورية مع سياسيين وممثلين عن الأحزاب السياسية السورية”، والثاني “البعد الموضوعي حيث تكتسب الورشة أهمية إضافية من خلال توقيتها، خاصةً في ظل تصاعد التوترات الإسرائيلية وتأثيراتها على الوضع السوري”.

الباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي أكد أنه ينبغي أن تنصب جهود المعارضة السورية في محور التواجد الإيراني ومشاركة الميليشيات في الجرائم بحق السوريين، وتشكل قوى دولية ضاغطة لتسهم في تعزيز فرص المعارضة لإصدار قوانين دولية بموجبها يتم حل التشكيلات الموازية الإيرانية ودفعها إلى ما بعد الحدود تمهيداَ للوصول إلى حل سياسي.

في حين يراها عباس شريفة بأنها خطوة جيدة من حيث الشراكة بين الفاعل السياسي وبين مراكز الدراسات قائلاً: “هذا شأن كل الدول المتحضرة، بأن يتم صياغة القرار السياسي من خلال جلسات العصف الذهني وجلسات مع مراكز الدراسات للخروج بالسيناريوهات المحتملة واكتشاف الفرص وتحديد التحديات واتخاذ القرارات المثلى”.

امتداد للضربات الإسرائيلي

وتأتي ورشة الائتلاف الوطني السوري في وقت تتصاعد فيه الضربات الإسرائيلية ضد الميليشيات الإيرانية في سورية، خاصة المناطق الحدودية ومناطق الجنوب السوري، ومؤخرًا استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع متفرقة في مدينة القصير بريف حمص.

الباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي قال خلال حديثه لوكالة سنا: إن قرار إنهاء تموضع الميليشيات الإيرانية اتخذ في إسرائيل وبشكل حاسم، ولكن مسألة تطبيقه وفق الأولوية الإسرائيلية قد تختلف أو لا تتناسب مع الرؤية الأمريكية، وإن التحرك الإسرائيلي الحالي مبني على قياس حجم التهديدات والمخاطر التي تنطلق من الدول المهيمنة على تلك التحركات فإن حصل هنالك تحرك مليشياوي من سورية باتجاه اسرائيل سيكون هناك متغير أسرع.

في حين يرى سامر الأحمد أن الضربات الإسرائيلية داخل سورية جاءت في إطار السعي المستمر لتقويض شبكة الإمداد والدعم التي تعتمد عليها إيران لدعم حلفائها في المنطقة، وخاصة في لبنان، قائلاً: “حتى الآن يبدو أن إسرائيل تركز على استهداف خطوط الإمداد وتجنب توسع كبير على الأرض ومع ذلك فإن حدوث أي توغل إسرائيلي واسع قد يغير من ديناميات المواجهة ويزيد من الضغط على نظام الأسد”.

وأكد الباحث عباس شريفة أن إسرائيل لا تخوض معركة من أجل إسقاط النظام، وإنما من أجل إبعاد الميليشيات الإيرانية عن محيطها الحيوي بحوالي 80 كم عن الحدود، ويرى أن الضربات هذه لن تؤثر على المعادلة كثيراً، خصوصاً إذا جاء ترمب وتم حل الأمر بالتفاهم مع الإيرانيين من خلال سياسة الضغط.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد أكد أن حكومة بلاده بحاجة إلى وقف نقل الأسلحة من إيران عبر سورية والعراق إلى لبنان، ويأتي تصريحه بالتزامن مع أنباء حول انسحاب ميليشيا “حزب الله” اللبناني من مقراتها في منطقة ريف حمص الغربي والجنوبي، عقب ساعات من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منطقة القصير.

الباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي أكد أن الخلاص من المشروع الإيراني يتطلب جهوداً محلية وإقليمية ودولية، ويرى أن إخراج إيران من سورية إذا لم يتخذ قرار دولي فإنه من الصعب أن يتم في ظل الدفع الإيراني اللامحدود تجاه الميليشيات القادمة إلى سورية، مشيراً إلى أنه من الضروري أن يكون هناك إعادة صياغة للإستراتيجيات للتعامل مع المتغيرات التي ستحصل في سورية، سواء كان من خلال إعادة تفعيل مسار جنيف وتعليق العمل ضمن مسار أستانة لأنه حتى اللحظة لم يكتب له النجاح، وفق النعيمي.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار