16.4 C
Damascus
الخميس, نوفمبر 21, 2024

استياء شعبي وتهديد بتصعيد الاحتجاجات على خلفية أزمة المحروقات في محافظة السويداء

تتفاقم أزمة المحروقات في محافظة السويداء في ظل استمرار تخفيض طلبات المازوت الواردة إلى المحافظة، وعملية الفساد في توزيعها، الأمر الذي أثار استياءً شعبياً نتيجة غياب الحلول، وغياب العدالة في توزيع الموارد.
وحذر عدد من المواطنين في المحافظة من عودة مظاهر الإضراب والعصيان المدني إلى شوارع السويداء خلال الفترة القادمة، في حال استمرار تخفيض مخصصات المحافظة إلى الحدود الدنيا، وغياب العدالة في التوزيع نتيجة الفساد المستشري في الدوائر الحكومية.
وبينما يشتد برد الشتاء، يصل إلى السويداء يومياً ستة طلبات مازوت – ثلاث طلبات كاملة – فقط منذ حوالي ثلاثة أشهر، موزعة على القطاعات المختلفة. إلا أن نصيب التدفئة منها لا يتجاوز طلباً واحداً يومياً، وسط ارتفاع أسعار المازوت ومختلف وسائل التدفئة في السوق السوداء.
وبحسب مصدر محلي نقل عنه الموقع، تحتاج المحافظة إلى ما لا يقل عن ستة طلبات يومياً لتأمين مخصصات التدفئة فقط، المقدرة بـ50 لتراً لكل أسرة. هذا العجز الكبير يُلحق ضرراً مباشراً بسكان المحافظة، خاصة مع بدء فصل الشتاء القارس الذي يتطلب كميات أكبر من الوقود للتدفئة.
ويستحوذ قطاع النقل على نسبة تتراوح بين 50% إلى 70% من إجمالي الطلبات اليومية، بينها ثلاث إلى أربع طلبات فقط للنقل. في حين تُخصص الطلبات المتبقية للقطاعات الخدمية، مما يترك قطاعات أخرى مهمة، مثل الزراعة والجرارات والشاحنات الصغيرة (البيك أب)، دون أي مخصصات منذ نحو ثلاثة أشهر.
وأدى هذا الإهمال إلى حالة من الغضب الشديد لدى العاملين في هذه القطاعات الذين يرون أن حاجاتهم يتم تجاهلها لصالح قطاعات أخرى. لا سيما أن أحد أبرز عوامل تفاقم الأزمة هو انعدام العدالة في توزيع المحروقات بين محطات الوقود.

فساد وضغط على الأهالي

مدير مركز إعلام السويداء مرهف الشاعر، قال إن واقع توريد المحروقات سيئ جداً في محافظة السويداء، فهناك بعض القرى قد وصلتها دفعة الـ50 لتر على السعر الحر، وارتفعت لتصل لسعر 585 ألف ليرة سورية، أما السعر المدعوم بهو 250 ألف ليرة سورية.
أشار “الشاعر” إلى أنه تم رفع الدعم عن أرباب الأسر المطلوبين للاحتياط والخدمة الإلزامية، كما أن عمليات هناك عمليات فساد كبيرة في توزيع المحروقات من الموزعين، وهم على تنسيق مع البلديات المسؤولين عن مخصصات النقل.
وأضاف أن موضوع النقل أيضاً يشهد إشكالية في المحافظة، فسائقو سيارات النقل يحصلوا على مخصصاتهم كل ثلاث رحلات من الريف إلى المدينة، فيخرجون رحلتين ويبيعون مخصصات الرحلة الثالثة في السوق الحرة.
أهالي السويداء مسلِّمون بأن الواقع سيئ وسط استهتار القائمين على ملف المحروقات، حتى أصوات الاحتجاجات على هذا الواقع لم تعد قادرة على الوصول بحسب ما وصف الشاعر، منبهاً إلى أن هذا الواقع دفع بالاتجاه نحو التحطيب، ما أدى للقضاء على الأحراش الموجودة، فطن الحطب يصل ل4 مليون ليرة سورية، وراتب الموظف لدى سلطات النظام لا يتجاوز 250 إلى 500 ألف ليرة سورية ولا يكفيه معيشة يومين أو ثلاثة، وربما سوء الواقع سيدفع للانفجار أكثر في السويداء في ظل التوتر الحالي في المحافظة.
وتشير مصادر محلية إلى وجود احتكار من قبل بعض المحطات، مدعوم بحالات فساد داخل المؤسسات المعنية. هذا الوضع أدى إلى تفاقم معاناة السكان الذين أصبحوا يشعرون أن الأزمة ليست ناتجة فقط عن نقص الموارد، بل أيضاً عن سوء إدارة وفساد يضاعفان المشكلة.

أخبار ذات صلة

آخر الأخبار