عقد رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، اجتماعاً مع المبعوث الفرنسي الخاص إلى سورية جان فرنسوا جيلوم والوفد المرافق له، حيث بحث معه التطورات والمستجدات الميدانية الأخيرة عقب انطلاق العملية العسكرية تجاه مدينة حلب وتداعياتها السياسية والإنسانية.
وركّز الاجتماع على استهداف النظام للمناطق المدنية والمنشآت العامة بالغارات الجوية وقصفها ولا سيّما المستشفيات، مما يتسبب بسقوط ضحايا وإصابات من المدنيين ويعرض حياتهم للخطر.
وطلب البحرة من الحكومة الفرنسية والدول الصديقة ضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لاتخاذ إجراءات لإيقافها، وكذلك ضرورة تفعيل الجهود من أجل إيجاد آلية ملزمة لتفعيل العملية السياسية للتوصل إلى حل سياسي للتنفيذ الكامل والصارم لقرارات مجلس الأمن الخاصة بسورية.
وحضر الاجتماع كل من نائب الرئيس عبد المجيد بركات، والأمين العام هيثم رحمة، ومنسق دائرة العلاقات الخارجية عبد الأحد اسطيفو، وعضو الائتلاف الوطني سلوى أكسوي.
فيما تضمن الوفد الفرنسي مسؤولة الملف السياسي في القنصلية الفرنسية أمل بن حقوق، وأنطوان دي سامب، وسيث بودجينا.
وقدّم رئيس الائتلاف الوطني الشكر للحكومة الفرنسية على جهودها ودعمها للشعب السوري في قضيته من أجل بناء دولة ديمقراطية قائمة على العدالة والمساواة، وأكد أهمية دور فرنسا في تأمين المساعدات الإنسانية والإغاثية، ولا سيّما الطبية لمدينة حلب، وأهمية استمرارها لدعم الاستقرار فيها.
وتحدّث البحرة عن العمليات العسكرية في سورية، مقدماً شرحاً حول دوافعها والأهداف منها، وأكد أنها جاءت رداً على العدوان المتصاعد لقوات النظام وحلفائه الذي يستهدف المدنيين في المناطق المحررة ويؤدي إلى زعزعة أمنها واستقرارها، كما أوضح أن هدفها الثاني هو تحرير المزيد من المدن والبلدات والقرى لجعلها آمنة للعودة الطوعية، والكريمة للنازحين والمهجرين واللاجئين من أهاليها، إلى مناطق سكنهم الأصلية، مضيفاً أن الهدف الثالث هو تفعيل العملية السياسية والتوصل لحل قابل للاستدامة وفق قرارات مجلس الأمن.
وأوضح البحرة أن الائتلاف الوطني يتابع نشاط الحكومة الفرنسية الدبلوماسي والسياسي على صعيد الملف السوري، وأكد الحاجة الملحة وضرورة التحرك السريع لضمان سلامة المدنيين في حلب، لافتاً إلى أهمية إنهاء سياسات الدول لإدارة الأزمة في سورية، والتحول نحو سياسات الانخراط الإيجابي والفاعل لحلها بشكل مستدام، كي لا تصل إلى مرحلة الانهيار الشامل.
وأشار إلى أن المناطق المحررة ما زالت تستقبل السوريين من مناطق النظام بشكل يومي، مما يؤكد فقدانهم الأمل في مستقبل سورية في ظل وجود نظام الأسد، وانعدام الحل السياسي.
وقال البحرة إنَّ الائتلاف الوطني يدعم عودة كل السوريين إلى مناطق سكناهم الأصلية، بما فيها الكرد السوريين، كما أكد التزام الجيش الوطني وفصائل الثورة العسكرية بأمن وسلامة وحريات مكونات الشعب السوري كافة في حلب، داعياً إلى ضرورة ضمان استقرارها وأمنها حتى يعود أهلها من النازحين واللاجئين.
وشدّد البحرة على متابعة الائتلاف الوطني للأوضاع عن كثب في حلب، وهناك عدد من أعضاء الائتلاف الوطني يتواجدون هناك الآن، وأكد عدم حصول أي اعتداء من قبل الفصائل المشاركة في العمليات العسكرية على المدنيين، بل على العكس حيث أرسلت رسائل تطمين إلى جميع المكونات والطوائف والمرجعيات في مدينة حلب. كما تقوم بتأمين احتياجات السكان، مؤكداً أهمية زيادة الدعم اللوجستي والإنساني من أجل الاستمرار في تقديم كافة الخدمات للسوريين.
وطالب البحرة الحكومة الفرنسية مع شركائها من الاتحاد الأوروبي، بدعم تفعيل العملية السياسية، والعمل على زيادة المساعدات الإنسانية للسوريين في المناطق المحررة، حيث إن حلب بحاجة لمساعدات عاجلة وملحة عبر المنظمات الدولية والأممية.
وأكد أن الائتلاف الوطني ضمن هيئة التفاوض السورية على استعداد كامل لمتابعة العملية التفاوضية التي ترعاها الأمم المتحدة بخصوص التنفيذ الكامل والصارم لقراري مجلس الأمن رقم 2118 و2254 متضمنين بيان جنيف، وأن الشعب السوري سيستمر بنضاله حتى تحقيق تطلعاته.
من جانبه، أكد المبعوث الفرنسي الخاص إلى سورية جان فرنسوا جيلوم على أن هناك فرصة كبيرة لتفعيل العملية السياسية، والحكومة الفرنسية تدفع بذلك مع المبعوث الأممي جير بيدرسون، لافتاً إلى أن حكومة فرنسا ستضغط عبر شركائها (بريطانيا وأمريكا وألمانيا) لتفعيلها،
وأكد ضرورة ضمان حماية كافة المكونات في مدينة حلب، وإفساح المجال أمام المنظمات الإنسانية والإغاثية لزيارة المدينة والاطلاع على الواقع ومعرفة الاحتياجات.
ولفت إلى أهمية إنشاء نظام حوكمة مدني جيد في حلب ليكون مثالاً عن المناطق المحررة، واستغلال صندوق التعافي المبكر الحالي لتغطية احتياجات مدينة حلب.