أعلنت فرق الدفاع المدني السوري اليوم، الاثنين 30 كانون الأول، عن انتشال رفات مجهولة الهوية مكشوفة وغير مدفونة في منطقة القبو بريف حمص الشمالي الغربي. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الرفات تعود لما بين 20 إلى 25 جثة.
بدأت العملية بعد تلقي بلاغ عن وجود رفات مكشوفة في منطقة زراعية تمتد على مساحة تُقدر بـ3 كيلومترات مربعة، تتخللها هضاب وصخور بركانية. وعند وصول الفرق، تبين أن الرفات موزعة على ثمانية مواقع متباعدة، يفصل بينها مسافات تتراوح بين 10 أمتار و600 متر. بعض الرفات كان مغطى بصخور، ما استدعى العمل الحذر لتوثيقها وانتشالها وفق البروتوكولات الإنسانية والجنائية.
تضمنت الرفات عظاماً يُعتقد أنها تعود لنساء وأطفال، وتم نقلها إلى الطبابة الشرعية في مدينة حمص لاستكمال الإجراءات اللازمة، بما في ذلك تحديد العدد الدقيق بمساعدة خبراء أنثروبولوجيا.
أكدت فرق الدفاع المدني السوري أنها تعمل حصراً على الاستجابة للبلاغات المتعلقة بالرفات المكشوفة خارج المقابر الجماعية، وتلتزم بالبروتوكولات الخاصة بتوثيق وحفظ الأدلة الجنائية.
كما شددت على عدم تدخلها في المقابر الجماعية، التي تحتاج إلى فرق متخصصة وتفويض قانوني لضمان التعامل معها بشكل علمي ودقيق.
حذّر الدفاع المدني من المخاطر الكبيرة التي تتعرض لها المقابر الجماعية في سوريا نتيجة التدخلات غير المهنية، حيث يؤدي النبش العشوائي إلى تدمير الأدلة الجنائية وكرامة الضحايا، ويعرقل الجهود المستقبلية لتحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في الجرائم.
يُعد الحفاظ على المقابر وحمايتها أولوية لضمان كرامة الضحايا، وتمكين عائلاتهم من معرفة مصير أحبائهم وتحقيق العدالة المنشودة.