ألقت أزمة المحروقات ظلالها على كل القطاعات الحيوية، وفاقمت أعباء المدنيين القاطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد كافة.
في مدينة حلب بات التوجه إلى العمل أو المراكز التعليمية عبر المواصلات الاعتيادية حلماً صعب المنال، حيث تشح الشوارع من باصات النقل الداخلي الكبيرة والميكروباصات الصغيرة.
أبو شادي صاحب ميكرو باص قال لـ “وكالة سنا” إن انخفاض كميات البنزين والمازوت المخصصة لسيارات النقل أدى إلى ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، إذ إن السيارة الواحدة تحصل على 20 ليتراً فقط من الوقود المدعوم كل خمسة أيام، وهي بالكاد تكفي ليوم عمل واحد.
ويبلغ سعر ليتر مادة المازوت الرسمي المدعوم في مناطق سيطرة نظام الأسد بنحو 500 ليرة سورية، وسعر ليتر البنزين المدعوم بنحو 2000 ليرة سورية، فيما تصل أسعارها بالسوق السوداء إلى أكثر من الضعف.
تُفضل السيدة “نهال – ش” التوجه إلى مكان عملها والعودة إلى منزلها سيراً على الاقدام جراء الازدحام على وسائل النقل الكبيرة المتوفرة، ولهيب أجور التكاسي، إذ لا تقل أجرة التاكسي من منزلها إلى مكان عملها عن 8000 ليرة سورية ذهاباً، ومثلها إياباً.
وتؤكد محدثتنا القاطنة وسط حلب الجديدة وتعمل بالقرب من سوق الهال، أن أزمة المواصلات تتفاقم يوماً بعد الآخر، لا سيّما مع ارتفاع أجور وسائل النقل وثبات الراتب الشهري للموظف في القطاع العام والعامل في القطاع الخاص.
بعملية حسابية بسيطة، وفي حال توجهت السيدة إلى عملها بالتاكسي، فستتكبد مبلغ 12000 ليرة يومياً، و 288000 ليرة سورية شهرياً، أي 5 أضعاف راتبها الشهري البالغ 60000 ليرة سورية فقط.
“وكالة سنا” حصلت من مصادرها المحلية على أرقام تقريبية لأجور التاكسي في مدينة حلب، حيث تبلغ من سوق الهال إلى الميدان 8000 ليرة سورية، ومن كراج الراموسة إلى ساحة الجامعة 7000 ليرة، ومن سوق الهال إلى الجميلية 6500 ليرة، ومن سوق الهال إلى حلب الجديدة 6000 ليرة، ومن حلب الجديدة إلى القلعة، ومن بستان القصر إلى حلب الجديدة 5500 ليرة، ومن ساحة الجامعة إلى كراج الراموسة 5000 ليرة سورية، وجميع تلك المسافات لا تتجاوز في حدودها العليا 7 كيلو متر.
وانتشرت قبل أيام على وسائل التواصل الاجتماعي صورةً لميكرو باص مخصص لنقل “12 راكباً” وهو يقل أكثر من “25 راكباً”، وتُبين الصورة حجم معاناة المدنيين هناك في استخدام وسائل النقل.
