عقد وفد المعارضة السورية في الأسبوع الماضي جولة مناقشات واسعة مع عدد من الدول على هامش الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
حول ذلك التقت “وكالة سنا” مع الأستاذ “عبد المجيد بركات” أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، حيث أكد أن الوفد ممثلاً بالائتلاف الوطني وهيئة التفاوض حمل الكثير من الملفات والقضايا المتعلقة بالعملية السياسية، وآلية تعاطي نظام الأسد معها، والاجتماعات القادمة للجنة الدستورية، والعديد من الملفات القانونية المتعلقة بشؤون المعتقلين، والعقوبات ومحاسبة مجرمي الحرب.
وأكد بركات أنّ الزيارة أخذت أيضاً بعداً إنسانياً بما يتعلق باستمرار الدول في دعم الملف الإنساني وتخفيف معاناة السوريين داخل سورية وخارجها، كما كان للقضايا المطروحة أهمية بالغة خلال الزيارتين إلى نيويورك وواشنطن التي عقد فيهما الوفد لقاءات مع عدد كبير من مسؤولي الإدارة الأمريكية الجديدة خاصةً مع وزارتي الخارجية والخزانة وعدد من الشخصيات في الكونغرس ومكتب العلاقات الخارجية هناك.
وأضاف بركات أن الهدف الرئيسي من الاجتماعات كان بالدرجة الأولى إعادة زخم الملف السوري على المستوى الدولي، وإعادة تموضعه على سلم أولويات المجتمع الدولي، لا سيّما الولايات المتحدة الأمريكية، كما تم الدفع تجاه دعم العملية السياسية، والعمل على تكوين مناخ دولي حقيقي وجدي في التعاطي مع العملية السياسية، إذ شهد الملف في الفترة الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في كثير من السياسات الخارجية لعدد كبير من الدول.
كما أوضح بركات أن الوفد قد طرح القضايا المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية لا سيّما قانون قيصر والوضع بشكل عام في المناطق المحررة، وما يطرأ من أحداث على المستوى الميداني، وأجرى نقاشات مطولة مع نحو 20 دولة بحث خلالها الأوضاع الميدانية والانتهاكات التي تحدث في منطقة إدلب، والانتهاكات التي تصدر عن الميليشيات الإرهابية في مناطق شرق الفرات، والأحداث الأخيرة في منطقة درعا، وأشار إلى استغلال نظام الأسد للمدخل الإنساني في محاولة شرعنة نفسه ورفع مستوى التطبيع معه، واستغلاله لعدد من التفاهمات الإقليمية على المستوى الاقتصادي، والتي حولها إلى تفاهمات ذات بُعد سياسي، مثلما حدث في خط الغاز الذي سيمر من الأراضي السورية.
وأشار بركات أن الوفد لمس نوعاً من الإيجابية في بعض اللقاءات، ومواقف صدرت بشكل سريع خاصةً من الولايات المتحدة الأمريكية التي أصدرت بيانات بخصوص مطالب الوفد المباشرة والمتعلقة بمنع التطبيع وعزلة النظام وإعادة تفعيل الملف السوري.
وختم بركات بتأكيده حصول الوفد على تطمينات والتزامات بدفع العملية السياسية والالتزام بالقرار الدولي والتهدئة العامة في سورية، ووقف إطلاق النار، ووقف الانتهاكات، وأن يكون هنالك بيئة آمنة تساهم في الوصول إلى حل سياسي.